الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في سجدة التلاوة
وهي أربع عشرة سجدة معروفة.
منحة السلوك
فصل في سجود التلاوة
(1)
المناسبة بين الفصلين ظاهرة من حيث أنه يطلق على هذا سجدة التلاوة، وعلى ذلك سجدة السهو.
[عددها]
قوله: وهي. أي: سجدة التلاوة أربع عشرة سجدة معروفة
(2)
، وهي في آخر الأعراف
(3)
، وفي الرعد
(4)
، والنحل
(5)
، وبني إسرائيل
(6)
، ومريم
(7)
،
(1)
الإضافة هنا من إضافة الحكم إلى سببه وهو الأصل في الإضافة لأنها للاختصاص، وأقوى وجوهه اختصاص المسبب بالسبب؛ لأنه حادث به. فإن قيل: كان الواجب أن يقول سجود التلاوة والسماع؛ لأن السماع سبب كالتلاوة؟ أجيب بأن التلاوة لما كانت سببًا للسماع أيضًا، كان ذكرها مشتملًا على السماع من وجه، فاكتفي به.
وشرطها: الطهارة من الحدث، والخبث، واستقبال القبلة، وستر العورة. وركنها: وضع الجبهة على الأرض.
العناية 2/ 11، مراقي الفلاح ص 466.
(2)
بداية المبتدي 1/ 84، كنز الدقائق 1/ 205.
(3)
في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [الأعراف الآية: 206].
(4)
في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد الآية: 15].
(5)
في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: الآيتان 49، 50].
(6)
في قوله تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)} [الإسراء: الآيات 107، 108، 109].
(7)
في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منحة السلوك
والأولى في الحج
(1)
، والفرقان
(2)
، والنمل
(3)
(4)
، وص
(5)
، وحم السجدة
(6)
، والنجم
(7)
، و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
(8)
والعلق
(9)
(10)
.
= ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} [مريم: الآية 58].
(1)
في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج، الآية: 18].
(2)
في قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)} [الفرقان، الآية: 60].
(3)
في قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)} [النمل، الآيتان: 25، 26].
(4)
في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)} [السجدة الآية: 15].
(5)
(6)
في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)} [فصلت، الآيتان: 37، 38].
(7)
في قوله تعالى: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)} [النجم، الآية: 62].
(8)
في قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (21)} [الانشقاق، الآية: 21].
(9)
في قوله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)} [العلق، الآية: 19].
(10)
الكتاب 1/ 102، المختار 1/ 75، بداية المبتدي 1/ 84، ملتقى الأبحر 1/ 136، نور الإيضاح ص 468، كنز الدقائق 1/ 205، تبيين الحقائق 1/ 205، الكتاب 1/ 102، الوقاية 1/ 76.
منها: الأولى في الحج خاصة، ومنها: سجدة ص.
منحة السلوك
قوله: منها الأولى في الحج إنما أفرد هذا بالذكر لبيان الاختلاف فيه
(1)
، فعند الشافعي
(2)
في الحج سجدتان، وليس في ص سجدة، فتكون السجدة عنده أربع عشرة أيضًا. وقال مالك:
(3)
لا سجود في المفصل في سورة النجم، والانشقاق، والعلق. وبه قال الشافعي: في القديم
(4)
.
والأصح ما قلناه؛ لما روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه
(5)
: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان" رواه أبو داود، وابن ماجه
(6)
، إلا أنا نقول: السجدة الثانية في الحج
(1)
كنز الدقائق 1/ 205، الكتاب 1/ 102، بداية المبتدي 1/ 84، نور الإيضاح ص 468، كشف الحقائق 1/ 76.
(2)
في القول الجديد، وهو مذهب الحنابلة.
(3)
جواهر الإكليل 1/ 71، التاج والإكليل 2/ 61، سراج السالك شرح أسهل المسالك 1/ 146.
(4)
المهذب 1/ 85، الوسيط 2/ 678.
(5)
هو عمرو بن العاص بن عمرو السهمي القرشي، أبو عبد الله، فاتح مصر، أحد عظماء العرب، ودهاتهم، وأولي الرأي والحزم والمكيدة، من أجلاء الصحابة، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم إمرة جيش ذات السلاسل، افتتح قنسرين، ولاه عمر فلسطين، ثم مصر فافتتحها، توفي سنة 43 هـ بالقاهرة.
الاستيعاب 2/ 501، الإصابة الترجمة رقم 5884، تاريخ الإسلام للذهبي 2/ 235، الأعلام 5/ 79.
(6)
أبو داود 2/ 58 كتاب الصلاة، باب كم سجدة في القرآن؟ رقم 1401، وابن ماجه 1/ 335 كتاب إقامة الصلاة، باب عدد سجود القرآن 1057، والدارقطني 1/ 408 كتاب الصلاة، باب سجود القرآن، الحاكم في المستدرك 1/ 223 كتاب الصلاة، باب التأمين، والبيهقي في السنن 2/ 314 كتاب الصلاة، باب في القرآن خمس عشرة سجدة.
من حديث الحارث بن سعيد، عن عبد الله بن منين، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
قال الحاكم 1/ 223: "هذا حديث رواته مصريون، وقد احتج الشيخان بأكثرهم، وليس في سجود القرآن أتم منه". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منحة السلوك
هي سجدة الصلاة
(1)
، وعن ابن عباس رضي الله عنهما:"أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون، والجن، والإنس" رواه البخاري
(2)
، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:"قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ص، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه" رواه أبو داود
(3)
.
= وقال الحافظ في التلخيص 2/ 9: "حسنه المنذري، والنووي، وضعفه عبد الحق وابن القطان، وفيه عبد الله بن منين، وهو مجهول، والراوي عنه الحارث بن سعيد العتقي وهو لا يعرف أيضًا".
وقال في الدراية 1/ 210: "وفي إسناده عبد الله بن منين وهو مجهول".
وقال في المجموع 4/ 60: "حديث عمرو رواه أبو داود والحاكم، بإسناد حسن".
(1)
بدائع الصنائع 1/ 193، الهداية 1/ 85، العناية 2/ 12، شرح فتح القدير 2/ 12، الاختيار 1/ 75، كشف الحقائق 1/ 76، شرح الوقاية 1/ 76، البحر الرائق 2/ 119.
(2)
1/ 364 كتاب سجود القرآن، باب سجود المسلمين مع المشركين، والمشرك نجس ليس له وضوء رقم 1021.
(3)
2/ 59 كتاب الصلاة، باب السجود في ص رقم 1410، ورواه ابن خزيمة 3/ 148 كتاب الجمعة، باب النزول عن المنبر للسجود عند قراءة السجدة في الخطب رقم 95، وابن حبان 6/ 470 كتاب الصلاة، باب سجود التلاوة رقم 2765، والدارقطني 1/ 408 كتاب الصلاة، باب سجود القرآن رقم 8، والحاكم في المستدرك 2/ 431 كتاب التفسير، باب تفسير سورة ص، والبيهقي 2/ 318 كتاب الصلاة، باب سجدة ص.
وتمامه: "فلما كان يوم آخر قرأها فتهيأ الناس للسجود، فقال: إنما هي توبة نبي، ولكن رأيتكم تشيرون للسجود، فنزلت فسجدت".
قال البيهقي في السنن 2/ 318: هذا حديث حسن الإسناد صحيح.
وقال الحاكم 2/ 431: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
وقال النووي في المجموع 4/ 60: حديث أبي سعيد: رواه أبو داود بإسناد صحيح، على شرط البخاري.
وقال ابن كثير في تفسيره 4/ 32: إسناده على شرط الشيخين.