الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
الثاني: القراءة، ثم يتعوذ
منحة السلوك
ومعنى تبارك اسمك: أي: تعاظم اسمك عن سمات المخلوقين
(1)
، وتعالى جدك: أي عظمتك
(2)
. وينبغي أن تُمدَّ لام تعالى.
فإن قلتَ: وبحمدك معطوف على أي شيء؟
قلتُ: هذا عطف على محذوف، كأنه قال: سبحانك اللهم بجميع آلائك، وبحمدك، سبحانك.
فافهم، فإنه من خبايا الزوايا.
[الركن الثاني: القراءة]
قوله: الثاني. أي: الركن الثاني: القراءة
(3)
.
قوله: ثم يتعوذ.
= المنير 1/ 262 مادة التسبيح، الدر النقي 1/ 189، تهذيب الأسماء واللغات 3/ 142 مادة سبح.
(1)
وتبارك فعل لا ينصرف، فلا يستعمل فيه غير الماضي، وتبارك: تفاعل، من البركة، وهي: الزيادة، والنماء، والكثرة، والاتساع. أي: البركة تكتسب، وتنال بذكرك. ويقال: تبارك أي: تقدس ويقال: تبارك أي: تعاظم.
تفسير غريب القرآن للعزيزي ص 55، القاموس المحيط 1/ 258 مادة ب ر ك.
(2)
أي: ارتفعت عظمتك، وعلا جلالك، ومنه قول الحطيئة في أبيات يستعطف بها أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن حبسه:
أعوذ بجدك إني امرؤ
…
سقتني الأعادي إليك السحالا
المطلع ص 71، ديوان الحطيئة ص 222، الزاهر لابن الأنباري 1/ 148.
(3)
بداية المبتدي 1/ 52، تحفة الفقهاء 1/ 128، كتاب شروط الصلاة لأحمد بن سليمان بن كمال باشا (مخطوط) لوحة 21/ ب.
إن كان إمامًا، أو منفردًا،
منحة السلوك
عطف على قوله: "ثم يقول: سبحانك اللهم". أي: يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن كان إمامًا، أو منفردًا؛ لقوله تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98]
(1)
.
فإن قلتَ: ظاهر الآية يقتضي أن يتعوذ بعد القراءة، كما هو مذهب الظاهرية؟
(2)
قلتُ: ظاهر الآية متروك. تقديره: إذا أردت قراءة القرآن. فأطلق اسم المسبب على السبب، كما يقال: إذا دخلت على الأمير فتأهب. أي: إذا أردت الدخول
(3)
.
فإن قلتَ: ينبغي أن يكون التعوذ واجبًا؛ لظاهر الأمر؟
قلتُ: نعم، إلا أن السلف أجمعوا على سنيته
(4)
.
والمختار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهو اختيار أبي عمرو
(5)
،
(1)
وكذا عند الشافعية، وعند المالكية: يكره له التعوذ، والبسملة بعد التكبير. فالمشروع له عندهم: هو قراءة الفاتحة بعد التكبير.
تحفة الفقهاء 1/ 127، بدائع الصنائع 1/ 202، نور الإيضاح ص 280، الهداية 1/ 51، تبيين الحقائق 1/ 112، المبسوط 1/ 13، كشف الحقائق 1/ 46، أقرب المسالك ص 18، التلقين ص 33، المدونة 1/ 64، حاشية قليوبي على شرح المحلي 1/ 147، هداية الغلام ص 49.
(2)
المحلى 3/ 247.
(3)
تبيين الحقائق 1/ 112، المبسوط 1/ 13.
(4)
الإفصاح لابن هبيرة 1/ 125، رحمة الأمة 1/ 138، العناية 1/ 290، شرح فتح القدير 1/ 290.
(5)
هو عثمان بن سعيد بن عثمان، أبو عمرو الداني، الأموي، المقريء، المعروف =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منحة السلوك
وعاصم
(1)
، وابن كثير
(2)
(3)
.
= بابن الصيرفي من أهل قرطبة. ولد سنة 371 هـ. كان أحد الأئمة في علم القرآن، روايته، وتفسيره، ومعانيه، وطرقه، وإعرابه، وله معرفة بالحديث، وطرقه، ورجاله، كان دينًا، ورعًا، مجاب الدعوة، مالكي المذهب. له أكثر من مائة مصنف منها: التيسير، والمحكم في النقط، وطبقات القراء، وغيرها. توفي سنة 444 هـ.
شذرات الذهب 3/ 272، الديباج المذهب ص 188، سير أعلام النبلاء 11/ 79، 463.
(1)
هو أبو بكر عاصم ابن أبي النجود الكوفي، الأسدي بالولاء. من التابعين، وأحد القراء السبعة، والمشار إليه في القراءات، كان رجلًا، صالحًا، مكثرًا من قراءة القرآن، روى عن زر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي وقرأ عليهما القراءات. كان ثقة في القراءات، صدوقًا في الحديث. توفي بالكوفة سنة 127 هـ.
تهذيب التهذيب 5/ 38، ميزان الاعتدال 2/ 357، وفيات الأعيان 3/ 9، تهذيب الكمال 13/ 473.
(2)
هو أبو معبد عبد الله بن كثير بن عمرو بن زاذان الداري، المكي، مولى عمرو بن علقمة الكناني. أحد القراء السبعة، ولد بمكة سنة 45 هـ وهو من الطبقة الثانية من التابعين. قال الذهبي في الكاشف: ثقة، فصيح، مفوه، إمام. كان قاضي الجماعة بمكة، تعلوه سكينة، ووقار، توفي بمكة سنة 120 هـ.
وفيات الأعيان 3/ 41، طبقات ابن سعد 5/ 484، الأعلام 4/ 115، تهذيب التهذيب 5/ 367، شذرات الذهب 1/ 157، سير أعلام النبلاء 5/ 318، الكاشف 2/ 108.
(3)
والنووي، وابن الجزري. واختار نافع، وابن عامر، والكسائي، زيادة: إن الله هو السميع العليم.
وروي عن الإمام أحمد أنه كان يقول: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، وكيفما استعاذ فحسن.
التيسير في القراءات السبع، لأبي عمرو الداني ص 16، تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة ص 38، النشر في القراءات العشر 1/ 243، التبيان في آداب حملة القرآن ص 77، العناية 1/ 290، البحر الرائق 1/ 310، تبيين الحقائق 1/ 112، المبسوط 1/ 13، غنية المتملي ص 303، شرح المحلي على المنهاج 1/ 115، حاشية العبادي على تحفة المحتاج 2/ 32، الشرح الكبير لابن قدامة 1/ 552، المبدع 1/ 433.
ويسمي.
منحة السلوك
وقيل: المختار: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وهو اختيار حمزة
(1)
(2)
.
وقال صاحب الهداية
(3)
: والأولى أن يقول: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ ليوافق القرآن؛ ويقرب منه أعوذ بالله
(4)
.
قوله: ويسمي. أي: يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ولا يجهر بها
(5)
؛
(1)
والفقيه أبي جعفر.
الإتقان في علوم القرآن ص 139، تبيين الحقائق 1/ 112، المبسوط 1/ 13، غنية المتملي ص 303.
(2)
هو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات، الكوفي، التيمي مولاهم، فارسي الأصل، ولد سنة 80 هـ أحد القراء السبعة. كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان. كان إمامًا، قيمًا لكتاب الله، قانتًا لله، ثخين الورع، رفيع الذكر، عالمًا بالحديث، والفرائض. قال ابن فضيل: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة. مات بالكوفة سنة 158 هـ.
سير أعلام النبلاء 7/ 90، تهذيب التهذيب 3/ 27، ميزان الاعتدال 1/ 605، مشاهير علماء الأمصار ص 168، التاريخ الكبير 3/ 52.
(3)
أبو الحسن علي المرغيناني، برهان الدين في كتابه "الهداية شرح بداية المبتدي" 1/ 51.
(4)
وعن حميد بن قيس: أعوذ بالله الغادر، من الشيطان القادر.
وعن الثوري، والأوزاعي، وابن القاسم أنه يقول: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم.
وعن أبي السمان: أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي.
قال الحلواني: ليس للاستعاذة حد ينتهى إليه.
الإتقان في علوم القرآن ص 139، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر ص 19، تفسير ابن كثير 1/ 25، الجامع لأحكام القرآن 1/ 62، النشر في القراءات العشر 1/ 243.
(5)
وإليه ذهب الحنابلة.
النقاية (مخطوط) جـ 1 لوحة 53/ ب النسخة الأصلية لدى مكتبة الأزهر تحت رقم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منحة السلوك
لما روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم" رواه مسلم
(1)
.
وقال الشافعي
(2)
: يجهر بها عند الجهر بالقراءة.
وهي: آية أنزلت للفصل بين السور، ليست من الفاتحة، ولا من كل سورة
(3)
.
وقال الشافعي: هي من الفاتحة قولًا واحدًا، وكذا من غيرها على الصحيح
(4)
.
ولنا: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنه كان لا يعرف فصل السورة
= 258، كشف الحقائق 1/ 46، منية المصلي ص 303، كنز الدقائق 1/ 112، بداية المبتدي 1/ 52، تبيين الحقائق 1/ 112، الهداية 1/ 52، الكافي لابن قدامة 1/ 130، المستوعب 1/ 139، غاية المنتهى 1/ 427.
(1)
1/ 299 كتاب الصلاة، باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة رقم 2/ 399 بلفظ:"فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم".
واللفظ الذي ساقه المصنف هو لفظ النسائي 2/ 135 كتاب الافتتاح، باب ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم رقم 907، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 202 كتاب الصلاة، باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة، والدارقطني 1/ 314 كتاب الصلاة، باب اختلاف الرواية في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم رقم 1.
(2)
وأحمد.
مختصر المزني ص 108، متن الزبد ص 23، الوجيز 1/ 43، الأم 1/ 129، المغني 1/ 558، الشرح الكبير لأبي الفرج ابن قدامة 1/ 554.
(3)
بدائع الصنائع 1/ 203، تحفة الفقهاء 1/ 128.
(4)
الوجيز 1/ 43، الأم 1/ 129.