الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لها (1) فقوى التصويت بها، قال سيبويه: إلا أن النون والميم قد يعتمد لهما فى الفم والخياشيم فيصير فيهما غنة (2).
ثم الحروف الشديدة [ثمانية](3) جمعها فى قوله: «أجد قط بكت» والتاء أعم من تاء التأنيث وتاء الخطاب، وسميت هذه الحروف شديدة لأنها قويت (4) فى موضعها ولزمته، ومنعت الصوت أن يجرى معها حال النطق بها؛ لأن الصوت انحصر فى المخرج فلم يجر، أى: اشتد وامتنع قبوله للتليين (5)، بخلاف الرخوة (6).
ثم إن من الشديدة اثنين من المهموسة، وهما التاء (7) والكاف، والستة الباقية مجهورة شديدة، اجتمع فيها [أن النفس](8) لا يجرى معها ولا يصوت فى مخرجها، وهو معنى الجهر والشدة جميعا (9)، وهذه الثمانية هى الشديدة المحضة. ثم أشار إلى المتوسط بينهما فقال:
ص:
وبين رخو والشّديد لن عمر
…
وسبع علو خصّ ضغط قظ حصر
ش: (وبين رخو) خبر مقدم، و (الشديد) معطوف عليه، و (لن عمر) مبتدأ؛ لأن المراد لفظه، و (سبع علو) مبتدأ و (خص ضغط قظ)(10) ثان (11) و (حصر) خبره، والجملة خبر الأول، والعائد مقدر، أى: حصره، أى: والحروف التى بين الرخوة والشديدة [خمسة](12)، جمعها فى قوله (لن عمر) (13) وأصله: لن يا عمر: أمر (لعمر)
(1) فى م، ص: بها.
(2)
ينظر الكتاب (4/ 434) ونص كلام سيبويه فيه أن الحرف المجهور هو: «حرف أشبع الاعتماد فى موضعه، ومنع النفس أن يجرى معه حتى ينقضى الاعتماد عليه ويجرى الصوت. فهذه حال المجهورة فى الحلق والفم، إلا أن النون والميم قد يعتمد لهما فى الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة.
والدليل على ذلك أنك لو أمسكت بأنفك ثم تكلمت بهما لرأيت ذلك قد أخل بهما. وأما المهموس فحرف أضعف الاعتماد فى موضعه حتى جرى النفس معه، وأنت تعرف ذلك إذا اعتبرت فرددت الحرف مع جرى النفس. ولو أردت ذلك فى المجهورة لم تقدر عليه».
(3)
سقطت من م.
(4)
فى ص: قوية.
(5)
فى م: للسين.
(6)
قال سيبويه: «ومن الحروف: الشديد، وهو الذى يمنع الصوت أن يجرى فيه. وهو الهمزة، والقاف، والكاف، والجيم، والطاء، والتاء، والدال، والباء. وذلك أنك لو قلت: الحج، ثم مددت صوتك لم يجر ذلك» . انظر الكتاب لسيبويه (4/ 434).
(7)
فى م: الفاء.
(8)
فى د: التنفس.
(9)
فى م: جميعا الفاء.
(10)
سقطت فى م.
(11)
فى د: ثانى.
(12)
سقطت من م، وفى ص: خمس.
(13)
قال سيبويه: «وأما العين فبين الرخوة والشديدة تصل إلى الترديد فيها لشبهها بالحاء، ومنها (المنحرف)، وهو حرف شديد جرى فيها الصوت لانحراف اللسان مع الصوت، ولم يعترض على
بالليونة (1)؛ لأنه كان شديد البأس؛ فصارت الرخوة ستة عشر حرفا.
ثم إن المهموسة كلها غير التاء (2) والكاف رخوة، والمجهورة الرخوة خمسة: العين والصاد والظاء والذال المعجمتان (3)[والراء](4)، وتقدمت المجهورة الشديدة وهى «طبق أجد» .
ومنهم من جعل حروف المد الثلاثة مما بين الرخوة والشديدة؛ فتصير (5) عندهم [ثمانية](6) يجمعها (7): «ولينا عمر» (8) وهذا ظاهر كلام سيبويه (9)، لكن الذى ذكره الناظم هو المختار، ونص عليه الشاطبى والرمانى (10) والدانى فى «الإيجاز» ، وجعلها مكى سبعة
الصوت كاعتراض الحروف الشديدة، وهو اللام؛ إن شئت مددت فيها الصوت. وليس كالرخوة؛ لأن طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه، وليس يخرج الصوت من موضع اللام ولكن من ناحيتى مستدق اللسان فويق ذلك.
ومنها حرف شديد يجرى معه الصوت لأن ذلك الصوت غنة من الأنف، فإنما تخرجه من أنفك واللسان لازم لموضع الحرف؛ لأنك لو أمسكت بأنفك لم يجر معه الصوت. وهو النون، وكذلك الميم.
ومنها المكرر وهو حرف شديد يجرى فيه الصوت لتكريره وانحرافه إلى اللام، فتجافى للصوت كالرخوة، ولو لم يكرر لم يجر الصوت فيه. وهو الراء. انظر الكتاب لسيبويه (4/ 435).
(1)
فى م: باللين.
(2)
فى م: الباء.
(3)
فى م: المعجمان، وفى ص: الغين والضاد والظاء والذال المعجمات.
(4)
سقطت من م، وفى د: الزاى.
(5)
فى د، ص: فيصير.
(6)
سقطت من م.
(7)
فى د، ص: تجمعها.
(8)
فى م: لن عمر.
(9)
قال سيبويه ومنها- أى: الحروف- اللينة: وهى الواو والياء؛ لأن مخرجهما يتسع لهواء الصوت أشد من اتساع غيرهما، كقولك: وأى، والواو وإن شئت أجريت الصوت ومددت. ومنها الهاوى:
وهو حرف اتسع لهواء الصوت، مخرجه أشد من اتساع مخرج الياء والواو، لأنك قد تضم شفتيك فى الواو وترفع فى الياء لسانك قبل الحنك، وهى الألف.
وهذه الثلاثة أخفى الحروف لاتساع مخرجها. وأخفاهن وأوسعهن مخرجا: الألف، ثم الياء، ثم الواو.
(10)
على بن عيسى بن على بن عبد الله أبو الحسن الرمانى، وكان يعرف أيضا بالإخشيدي وبالوراق، وهو بالرمانى أشهر، كان إماما فى العربية، علامة فى الأدب فى طبقة الفارسى والسيرافى، معتزليّا.
ولد سنة ست وسبعين ومائتين، وأخذ عن الزجاج وابن السراج وابن دريد.
قال أبو حيان التوحيدى: لم ير مثله قط علما بالنحو وغزارة بالكلام، وبصرا بالمقالات، واستخراجا للعويص، وإيضاحا للمشكل، مع تأله وتنزه ودين وفصاحة، وعفاف ونظافة.
صنف الرمانى: التفسير، الحدود الأكبر، والأصغر، شرح أصول ابن السراج، شرح موجزه، شرح سيبويه، شرح مختصر الجرمى، شرح الألف واللام للمازنى، شرح المقتضب، شرح الصفات، معانى الحروف، وغير ذلك.
مات فى حادى عشر جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. انظر بغية الوعاة (2/ 180، 181).