الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرح القصيدة
[قال الناظم- أثابه الله تعالى-](1):
[المقدمة]
ص:
قال محمّد هو ابن الجزرى
…
يا ذا الجلال ارحمه واستر واغفر
ش: (قال): فعل ماض [واوى العين](2) ثلاثى، ناصب لمفعولين عند بنى سليم بعد استيفاء فاعله، ولواحد عند الجمهور، ثم إن كان مفردا [سواء كان معناه] (3) مفردا أو مركبا؛ نحو: قال زيد كلمة وشعرا- نصب لفظه، وإن كان جملة نصب محله، وحكى لفظ الجملة بلا تغيير، ومحكى القول هنا:(الحمد لله)، إلى آخر الكتاب، فجملة (4)(يا ذا الجلال) معترضة لا محل لها من الإعراب، وربما تحتمل (5) الدخول فى الحكاية، وعليه أيضا فلا محل لها؛ لأن نسبتها إلى مفعول القول كنسبة الزاى من «زيد» إليه، لا يقال: إن كل جملة صدق عليها أنها محكية؛ لأنه يلزم منه تقدير القول، وتقدير [القول](6)(عاطف كلاهما) فى كل جملة، وعدم الحكم على شىء من جمل الكتاب كله بأنها فى محل رفع أو جر أو نصب بغير القول والله تعالى أعلم.
و «محمد» : فاعله، و «هو ابن الجزرى» جملة معترضة لا محل لها (7) من الإعراب، و [قال بعضهم](8) ربما يؤخذ من كلام ابن مالك فى باب الفصل من «التسهيل» جواز وقوع ضمير الفصل بين الموصوف وصفته، فعلى هذا يجوز إعراب «هو» ضمير فصل، و «ابن الجزرى» صفة (9).
قلت: ولا وجود له فى كلامهم (10)، [والله أعلم](11).
و (ذا الجلال): منادى مضاف (12)، و (ارحمه) طلبية، وكذا تاليتاها، ومفعول (استر) محذوف؛ لأنه منصوب، وكذا متعلق (اغفر) وهو (له)؛ لأنه ملحق بالفضلات.
فإن قلت: كان المناسب التعبير بالمستقبل فلم عدل عنه؟
قلت: يحتمل أنه أخر وضع هذا البيت إلى أن فرغ من الكتاب، وحينئذ فلا يرد السؤال، ويحتمل أنه قدمه والمستقبل المحقق (13) الوقوع يعبر عنه بالماضى كقوله تعالى:
أَتى أَمْرُ اللَّهِ [النحل: 1]، فيكون الناظم نزّل هذا الكتاب منزلة المحقّق (14) الوقوع؛
(1) فى م: قال المصنف رحمه الله. والعبارة سقط فى ز.
(2)
سقط فى ز، ص، م.
(3)
ما بين المعقوفين سقط فى م.
(4)
فى م: وقوله.
(5)
فى د، م، ز: يحتمل.
(6)
زيادة من م.
(7)
فى م: إلخ.
(8)
زيادة من ص، د.
(9)
فى م، ز: صفته.
(10)
فى د، ز، ص: كلامه.
(11)
زيادة من ص، د.
(12)
فى ز: موصوف، وفى ص، د: منصوب.
(13)
فى م: محقق.
(14)
فى م: محقق.
لكونه قادرا بنفسه على فعله لاجتماع أسبابه وارتفاع موانعه.
فإن قلت: هل يجاب بأنه عبر بالماضى عن المستقبل؟
قلت: فيه بعد، والظاهر عدمه؛ لأنه مجاز.
فإن قلت: الجواب الثانى أيضا فيه مجاز.
قلت: هو أكثر وأشهر، بل صار حقيقة عرفية؛ فهو مقدم.
فإن قلت: الجزرى صفة جده لا أبيه.
قلت: الجد أيضا أب، كقوله (1) تعالى: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ
…
الآية [النساء: 22]، أو نسب نفسه له لشهرته به.
فإن قلت: ما الحكمة فى الإتيان بالشطر الثانى؟
قلت: الإشارة إلى أن هذا النظم الذى هو من أعماله وإن كان عملا صالحا، وكذلك جميع الأعمال، [ليس](2) هو موجبا للفوز الأخروى، وأنه [غير](3) ناظر إليه و [لا](4) معتمد عليه، وأن الفوز إنما يحصل برحمة الله تعالى.
[ومن رحمة الله تعالى](5) أن ييسر للعبد فى الدنيا أفعال الخير ولذلك خص الدعاء بالرحمة إشارة إلى قوله (6) صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل أحد الجنّة بعمله» (7) قالوا: ولا أنت يا رسول الله قال: «ولا أنا، إلّا أن يتغمّدنى الله برحمته» .
وأكد طلب الرحمة ثانيا بقوله: (استر) وهو من ذكر الخاص بعد العام؛ لأنه إذا ستره غفر له ذلك الذنب الذى ستره منه، والستر أيضا ضرب من الرحمة، ثم أكد طلب الرحمة ثالثا بطلب المغفرة التى هى أهم (8) أنواع الرحمة فى حقه، وهو ترتيب حسن جدّا،
(1) فى م، د: لقوله.
(2)
سقط فى ص.
(3)
سقط فى د.
(4)
سقط فى ز، ص، د.
(5)
ما بين المعقوفين سقط فى د، وفى م: ومن رحمته.
(6)
فى م: لقوله.
(7)
فى م: الجنة أحد. والحديث أخرجه البخارى (11/ 269) كتاب المرضى باب تمنى المريض الموت (5673) ومسلم (4/ 2170) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم باب لن يدخل أحد الجنة بعمله (75/ 2816) وأحمد (2/ 264) من طريق أبى عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله منه بفضل ورحمة» .
وأخرجه البخارى (13/ 83) كتاب الرقاق باب القصد والمداومة على العمل (6463) وفى الأدب المفرد له (461) وأحمد (2/ 514، 537) عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة بلفظ لن ينجى أحدا منكم عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشىء من الدّلجة والقصد القصد تبلغوا» وفى الباب عن جابر وعائشة.
(8)
فى د، ص، م: أعم.