الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الهمزتين من كلمة
الجار يتعلق بمقدر، أى المتلاصقتين، كما صرح به فى «التيسير» ، ومن قال فى كلمة (1)، قدر: الحاصلتين، وذكره (2) بعد المد (3)؛ لأن الهمزة إذا خففت جعلت مدّا أو كالمد غالبا، والهمز (4) مصدر: همزت (5)، و [هو](6) اسم جنس، واحده همزة، وجمعها همزات.
وإنما سمى به أول حرف من الهجاء؛ لما يحتاج فى إخراجه من أقصى الحلق إلى ضغط الصوت؛ ومن ثم سميت نبرة لرفعها منه، والتصريفيون (7) سموا [مهموز] (8) الفاء: نبرا، والعين قطعا، واللام همزا.
ولثقلها اجترأت العرب على تخفيفها، واستغنوا به عن إدغامها، ولم يرسموا لها صورة، بل استعاروا لها شكل ما تئول (9) إليه إذا خففت؛ تنبيها على هذه الحادثة،
والتحقيق: الأصل، ويقابله التخفيف، وهو لغة (10) الحجازيين.
وأنواعه ثلاثة:
بدل: ويرادفه القلب لغة، والبدل أعم اصطلاحا؛ وهو جعله حرف مد وتأصيل (11) للساكنة.
وتسهيل: ويرادفه بين بين، أى: يجعله (12) حرفا مخرجه بين مخرج المحققة ومخرج حرف (13) المد المجانس لحركتها أو حركة سابقها، وتأصيل للمتحركة.
وحذف: وهو إسقاطها مدلولا عليها وغير مدلول، ولم يأت (14) إلا فى المتحركة.
وهل المخففة (15) بين بين محركة؟ وقاله (16) البصريون؛ لمقابلتها المتحركة فى قول الأعشى: [من البسيط]
أأن رأت رجلا أعشى أضرّ به
…
ريب المنون ودهر مفند خبل (17)
(1) فى م: كلمتين.
(2)
فى د: وذكر.
(3)
فى د: باب المد.
(4)
فى ص: والمد.
(5)
زاد فى م: أى ضغطت، وفى د، ص: ضغطت.
(6)
زيادة من م.
(7)
فى ز: والبصريون.
(8)
سقط فى م.
(9)
فى ص: يئول.
(10)
زاد فى م: أهل.
(11)
فى م، د، ز: وتأصل.
(12)
فى د، ص: يجعل.
(13)
فى م، ص: المحققة.
(14)
فى م: ولم تأت.
(15)
فى م: المحققة.
(16)
فى ص، م: وقال.
(17)
البيت فى ديوانه ص (105)، والإنصاف (2/ 727)، وجمهرة اللغة ص (872)، وشرح أبيات
لأنها بإزاء فاء «مفاعلن» ، مخبون «مستفعلن» ، وسمع مسهلا.
أو ساكنة؟ وقاله (1) الكوفيون؛ لعدم الابتداء بها؟
قولان، والصحيح: الأول؛ لوضوحه، والعدم ليس دليلا، وتخفف لقربها من الساكن لذهاب بعض الحركة.
وضابط أقسام الباب أن الأولى منهما دائما محققة، [وهى إما](2) للاستفهام أو لغيره، ولا تكون إلا متحركة، ولا تكون همزة الاستفهام إلا مفتوحة.
وأما الثانية: فتكون متحركة وساكنة، فالمتحركة (3) همزة قطع ووصل، فهمزة القطع المتحركة بعد همزة الاستفهام تكون مفتوحة، ومكسورة، ومضمومة.
فالمفتوحة ضربان: متفق على قراءته بالاستفهام، ومختلف فيه.
فالمتفق على استفهامه يأتى بعده ساكن [ومتحرك، فالساكن يكون صحيحا وحرف مد، فالذى بعده ساكن](4) صحيح من المتفق عليه عشر كلمات فى ثمانية عشر موضعا، وهى:
أَأَنْذَرْتَهُمْ بالبقرة [6]، ويس [10] وأَ أَنْتُمْ (5) بالبقرة [140]، والفرقان [17]، [وأربعة مواضع](6) فى الواقعة [59، 64، 69، 72]، وموضع فى النازعات [27]، وأَ أَسْلَمْتُمْ [20]، وأَ أَقْرَرْتُمْ بآل عمران [20، 81] وأَ أَنْتَ بالمائدة [116] والأنبياء [62] وأَ أَرْبابٌ فى يوسف [39] وأَ أَسْجُدُ بالإسراء [61]، وأَ أَشْكُرُ بالنمل [40] وأَ أَتَّخِذُ ب «يس» [23]، وأَ أَشْفَقْتُمْ بالمجادلة [13]. [والذى بعده متحرك منه ب «هود» وأَ أَلِدُ [هود: 72] وأَمِنْتُمْ بالملك [17] فقط] (7). والذى بعده حرف مد أَآلِهَتُنا (8)[الزخرف: 58] فقط.
والمختلف فيه بين الاستفهام والخبر يأتى بعد همزة القطع فيه ساكن صحيح وحرف مد، ولم يقع بعده متحرك.
فالذى بعده ساكن صحيح أربعة (9): أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ بآل عمران [73]، وءَ أَعْجَمِيٌّ بفصلت [44]، وأَذْهَبْتُمْ بالأحقاف [20]، وأَنْ كانَ بالقلم [14].
والذى بعده مد آمَنْتُمْ* فى الثلاث [الأعراف: 123، طه: 71، الشعراء: 49].
سيبويه (2/ 75)، وشرح شافية ابن الحاجب (3/ 45)، والكتاب (3/ 154، 550).
(1)
فى ص، م: وقال.
(2)
فى د: وإما.
(3)
فى ص: والمتحركة.
(4)
ما بين المعقوفين سقط فى م.
(5)
فى ز: وأمنتم.
(6)
فى م: وأربع.
(7)
سقط فى م.
(8)
فى م: منه أآلهتنا.
(9)
فى م: أربع.
وأما المكسور [فقسمان أيضا](1): متفق على الاستفهام، ومختلف فيه.
فالمتفق عليه سبع فى ثلاثة عشر موضعا: أأَنَّكُمْ* بالأنعام [81]، والنمل [55]، وفصلت [9]، وأَ إِنَّ لَنا لَأَجْراً بالشعراء [41]، وأَ إِلهٌ* فى خمسة النمل [60، 61، 62، 63، 64]، أَإِنَّا لَتارِكُوا، وأَ إِنَّكَ لَمِنَ، وأَ إِفْكاً، ثلاثة الصافات [36، 52، 86]، وأَ إِذا مِتْنا بقاف [3].
والمختلف فيه قسمان: مفرد؛ وهو ما ليس بعد الهمزتين مثلهما، ومكرر، وهو عكسه.
فالأول (2)[خمسة](3): إِنَّ لَنا لَأَجْراً، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ، كلاهما بالأعراف [113، 81]، إِنَّكَ لَأَنْتَ [يوسف: 90]، إِذا ما مِتُّ بمريم [66]، إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بالواقعة [66] والمكرر أحد عشر موضعا.
وأما المضمومة فلم تثبت إلا بعد الاستفهام، [وأتت فى ثلاث متفق عليها أَأُنَبِّئُكُمْ [آل عمران: 15]، أَأُنْزِلَ [ص: 8]، أَأُلْقِيَ [القمر: 25]، ورابع بخلف أَشَهِدُوا [الزخرف: 19].
وأما همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام] (4) فقسمان (5): مفتوحة، ومكسورة.
فالمفتوحة أيضا قسمان: متفق على قراءتها بالاستفهام، ومختلف فيها، فالمتفق عليها:
آلذَّكَرَيْنِ* معا (6) بالأنعام [143، 144]، آلْآنَ* معا بيونس [51، 91]، وآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ب «يونس» [59]، وآللَّهُ خَيْرٌ بالنمل [59]، والمختلف فيه السِّحْرُ بيونس [81].
وأما (7) المكسورة بعد الاستفهام فتحذف فى الدرج، ويكتفى بالاستفهام؛ نحو:
أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ [سبأ: 8]، أَسْتَغْفَرْتَ [المنافقون: 6]، أَصْطَفَى الْبَناتِ [الصافات:
153]، أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا [ص: 63]، وفى بعضها اختلاف.
وأما إن كانت الأولى لغير استفهام فإن ثانيتها تكون متحركة وساكنة:
فالمتحركة لا تكون إلا بالكسر، وهى كلمة أَئِمَّةَ* بالتوبة [12]، والأنبياء [73]، والقصص معا [5، 41]، والسجدة [24].
والساكنة نحو: آسى [الأعراف: 93]، أُوتِيَ* (8) [البقرة: 136]، وبِالْإِيمانِ
(1) فى م: قسمان.
(2)
فى د: فأول.
(3)
سقط فى م.
(4)
سقط فى م.
(5)
فى م، ص: قسمان.
(6)
فى م، د: موضعان.
(7)
فى د: فأما.
(8)
فى م، د: وأولى.