الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تتوقف (1) على معرفة أصلها.
فالجواب أنك تعرف أصلها فيما علمت تثنيته، وتعلم تثنيتها فيما علمت أصله، بالإمالة أو غيرها.
ص:
وكيف فعلى وفعالى ضمه
…
وفتحه وما بياء رسمه
ش: (فعلى) مفعول «أمالوا» مقدرا، و (كيف) حاله، و (فعالى) مبتدأ، و (ضمه) أى:
مضمومة و (فتحه)(2) مبتدأ ثان، وخبره كذلك، والاسمية خبر (3) فهى كبرى، و (ما ثبت رسمه بياء) كذلك اسمية (4).
أى: أمال-[أيضا](5) - حمزة، والكسائى، وخلف ألفات التأنيث كلها، وهى زائدة رابعة فصاعدا، دالة على مؤنث حقيقى أو مجازى، فى الواحد (6) والجمع، اسما كان أو صفة، وهو معنى قول «التيسير»: مما ألفه للتأنيث، وهى محصورة فيما ذكره من الأوزان الخمسة وهى:(فعلى)، و (فعلى)، و (فعلى) الساكنة العين، كما لفظ بها، وقال:(7) كيف جاءت؛ فانحصر التغيير فى فائها، و (فعالى) بفتح العين الذى لا يمكن غيره مثل الألف مع ضم الفاء وفتحها.
وبعضها يخص الواحد (8)[نحو](9) الدُّنْيا (10)[البقرة: 86]، أُولاهُمْ [الأعراف: 39]، ضِيزى [النجم: 22]، السَّلْوى [البقرة: 57]، دَعْواهُمْ (11) [يونس: 10]، صَرْعى [الحاقة: 7]، سِيماهُمْ [الفتح: 29]، إِحْدَى [التوبة: 52]، أُسارى [البقرة: 85]، كُسالى [التوبة: 54، والنساء:
143]، الْأَيامى [النور: 32]، الْيَتامى [النساء: 2]، نَصارى [البقرة: 111].
بحثان
الأول: ليست ألف «فعلى» دائما للتأنيث؛ لأن ألف «أرطى» (12) للإلحاق، بل أنها لم
(1) فى ز: يتوقف.
(2)
فى م، ز: ومفتوحة.
(3)
فى م: خبرية.
(4)
فى ز: اسمه.
(5)
سقط من ص.
(6)
فى د، ز: الواحدة.
(7)
فى م: وكذلك.
(8)
فى د: الواو.
(9)
فى م: وبعضها للجمع.
(10)
فى ص: أم لم ينبأ.
(11)
فى م: وغزى.
(12)
الأرطى: شجر ينبت بالرمل، قال أبو حنيفة: هو شبيه بالغضا ينبت عصيّا من أصل واحد، يطول قدر قامة، وورقه هدب، ونوره كنور الخلاف، غير أنه أصغر منه. واللون واحد، ورائحته طيبة، ومنبته الرمل؛ ولذلك أكثر الشعراء من ذكر تعوذ بقر الوحش بالأرطى ونحوها من شجر الرمل، واحتفار أصولها للكنوس فيها، والتبرد بها من الحر، والانكراس فيها من البرد والمطر دون شجر
تقع فى القرآن إلا للتأنيث ولا ترد «تترى» للمنون، فيقول: ألفه يدل على التنوين؛ لأن تنوينه (1) لغير الثلاثة.
الثانى: لا يندرج (2) فى «فعلى» : «موسى» ، و «عيسى» ، و «يحيى» ، الأعلام؛ لأنه لا يوزن إلا العربى (3)، و «موسى» معرب موشاما (4)، وشجر بالقبطى، و «عيسى» معرب
الجلد. والرمل احتفاره سهل. وثمره كالعناب مرّة تأكلها الإبل غضة، وعروقه حمر شديدة الحمرة، قال: وأخبرنى رجل من بنى أسد أن هدب الأرطى حمر كأنه الرمان الأحمر. قال أبو النجم يصف حمرة ثمرها:
يحت روقاها على تحويرها
…
من ذابل الأرطى ومن غضيرها
فى مونع كالبسر من تثميرها
الواحدة: أرطاة، قال الراجز:
لما رأى أن لا دعه ولا شبع
…
مال إلى أرطاة حقف فاضطجع
ولذا قالوا: إن ألفه للإلحاق لا للتأنيث، ووزنه: فعلى، فينون حينئذ نكرة لا معرفة، نقله الجوهرى، وأنشد لأعرابى. وقد مرض بالشام:
ألا أيها المكاء ما لك هاهنا
…
ألاء ولا أرطى فأين تبيض
فأصعد إلى أرض المكاكيّ واجتنب
…
قرى الشام لا تصبح وأنت مريض
أو ألفه أصلية فينون دائما، وعبارة الصحاح: فإن جعلت ألفه أصليّا نونته فى المعرفة والنكرة جميعا. قال ابن برى: إذا جعلت ألف «أرطى» أصليّا، أعنى لام الكلمة، كان وزنها: أفعل، و «أفعل» إذا كان اسما لم ينصرف فى المعرفة، وانصرف فى النكرة، أو وزنه: أفعل؛ لأنه يقال:
أديم مرطىّ، وهذا موضعه المعتل، كما فى الصحاح. قال أبو حنيفة: وبه سمى الرجل: أرطاة، وكنى: أبا أرطاة، ويثنى: أرطيان، ويجمع: أرطيات، قال أبو حنيفة:
ويجمع أيضا على أراطى، كعذارى، وأنشد لذى الرمة:
ومثل الحمام الورق مما توقرت
…
به من أراطى حبل حزوى أرينها
قال الصاغانى: ولم أجده فى شعره، قال: ويجمع أيضا على: أراط، وأنشد للعجاج يصف ثورا:
ألجأه لفح الصبا وأدمسا
…
والطل فى خيس أراط أخيسا
ينظر تاج العروس (أرط)(19/ 124 - 125).
(1)
فى م: التنوين.
(2)
فى ص: لا تندرج.
(3)
فى م: القربى.
(4)
فى ص، ز، د: موساما.
وموسى هو ابن بن عمران، صلوات الله عليه وسلم ومعنى «موسى» أى: ماء، وشجر؛ لأنه دخل فى نيل مصر حيث ألقته أمه إلى قصر فرعون من جداول تسرع إلى النيل، وكان فيه شجر، ومن ثم سمى بذلك، فعربته العرب إلى موسى.
والموسى عند العرب: هذه الآلة المعروفة التى يستحدّ بها ويحلق. واختلف الصرفيون فى اشتقاقها: فقيل: من أوسيت رأسه: حلقته، فوزنه [مفعل]. وقيل: من ماسه، أى: حسنه،
«يسوع» سريانى (1)، و «يحيى» سمى به قبل مولده (2) وهو أعجمى.
وقيل: عربى؛ لأن الله- تعالى- أحياه بالعلم، أو أحيا به عقر (3) أمه، وكذلك (4) قال الخليل: وزنه: يفعل (5)؛ لأن الياء لم تقع فاء ولا لاما فى كلمة (6) إلا فى «يدى» .
أما «موسى الحديد» فتوزن، ووزنها عند سيبويه «مفعل» من «أوسى»: حلق، أو «أسى»: حزن، أو أسوت الجرح، أو «فعلى» من «مأسى» .
وأما نحو (7) وَلا يَحْيى [طه: 74] فوزنه «يفعل» ، ولا إشكال فى إمالة الأعلام الثلاثة (8)؛ لاندراجها فى (وما بياء رسمه)، وإنما الإشكال فى تقليلها لأبى عمرو.
فإن قلت: قد ادعى بعضهم أن مذهب الكوفيين والفراء أنها فعلى، وفعلى.
فوزنه: فعلى، وليس هذا من موسى العلم فى شىء، فإن ذاك أعجمى وهذا عربى.
ينظر عمدة الحفاظ (4/ 144 - 145).
(1)
عيسى ليس عربيا، وقد جعله بعضهم عربيا، وتكلم فى اشتقاقه. قال الراغب: إذا جعل عربيا أمكن أن يكون من قولهم: بعير أعيس وناقة عيساء، وجمعها: عيس، وهى إبل بيض يعترى بياضها ظلمة. أو من العيس وهو ماء الفحل. يقال: عاسها يعيسها: إذا طرقها، عيسا، فهو عائس، والصحيح أنه معرّب لا عربى، كموسى ينظر: عمدة الحفاظ (3/ 174).
(2)
فى م: موته.
(3)
فى م: عقم.
(4)
فى م، د: ولذلك. واختلفوا فى سبب تسميته بيحيى: فعن ابن عباس: لأن الله أحيا به عقر أمه، ويرد على هذا قصة إبراهيم، وزوجته، قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً
…
[هود:
72] فينبغى أن يكون اسم ولدهم يحيى.
وعن قتادة: لأن الله تعالى أحيا قلبه بالإيمان والطاعة، والله تعالى سمى المطيع حيا، والعاصى ميتا؛ بقوله: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ
…
[الأنعام: 122]. وقال: إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ [الأنفال: 24].
وقيل: لأن الله تعالى أحياه بالطاعة حتى لم يعص، ولم يهم بمعصية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من أحد إلا وقد عصى، أو هم إلا يحيى بن زكريا، فإنه لم يهم ولم يعملها» . وفى هذا نظر؛ لأنه كان ينبغى أن تسمى الأنبياء كلهم والأولياء ب «يحيى» .
وقيل: لأنه استشهد، والشهداء أحياء عند ربهم، قال تعالى: بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ [آل عمران:
169]. وفى ذلك نظر؛ لأنه كان يلزم منه أن يسمى الشهداء كلهم ب «يحيى» .
وقال عمرو بن المقدسى: أوحى الله تعالى إلى إبراهيم- عليه السلام أن قل لسارة بأنى مخرج منها عبدا، لا يهم بمعصية اسمه: حيى، فقال: هبى له من اسمك حرفا، فوهبته حرفا من اسمها، فصار: يحيى، وكان اسمها يسارة، فصار اسمها: سارة.
وقيل: لأن يحيى أول من آمن بعيسى، فصار قلبه حيّا بذلك الإيمان.
وقيل: إن أم يحيى كانت حاملا به، فاستقبلتها مريم، وقد حملت بعيسى، فقالت لها أم يحيى:
يا مريم، أحامل أنت؟ فقالت: لم تقولين؟ فقالت: أرى ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك.
ينظر: اللباب (13/ 17 - 18)، تفسير الرازى (21/ 159).
(5)
فى م: فيعل.
(6)
فى م: الكلمة.
(7)
فى م: أو نحوه.
(8)
فى د: الثلاثية.
فالجواب: لا دليل لهم على ذلك، لأنهم إن (1) راعوا [اصطلاح](2) التصريفيين، فقد تبين منعه.
أو اللفظى اندرج فيه نحو «مولى» و «موسى» ، وليس منه.
لكن فى قول أبى العلاء: «أما ما لا يوزن فى غالب الأمر» إشارة إلى أنها قد توزن.
ووجه وزنها: قربها من العربية بالتعريب (3)، فجرى عليها شىء من أحكامها.
ووزن أَوْلى لَكَ [القيامة: 35] عند الخليل فعلى، من «آل»: قارب الهلاك.
وقيل: أفعل.
[وقال ابن كيسان](4): من «الويل» ، أصلها:«أويل» ، فقلبت.
وأما الْحَوايا (5)[الأنعام: 146]، فتمال للثلاثة؛ لاندراجها فى اليائيات، وهى
(1) فى م: إنما، وفى د: إذ.
(2)
سقط فى م.
(3)
فى م: بالتقريب، وفى ص: بالتعريف.
(4)
سقط فى م، وفى د، ز: فقال.
(5)
و «الحوايا» قيل: هى المباعر، وقيل: المصارين والأمعاء، وقيل: كل ما تحويه البطن فاجتمع واستدار، وقيل: هى الدّوّارة التى فى بطن الشاة.
واختلف فى مفرد «الحوايا» : فقيل: حاوية ك «ضاربة» ، وقيل: حاوياء ك «قاصعاء» وقيل غير ذلك.
وجوز الفارسى أن يكون جمعا لكل واحد من الثلاثة، يعنى: أنه صالح لذلك، وقال ابن الأعرابى: هى الحوية والحاوية ولم يذكر الحاوياء. وذكر ابن السكيت الثلاثة فقال: يقال:
«حاوية» و «حوايا» مثل «زاوية» و «زوايا» ، و «راوية» و «روايا» ، ومنهم من يقول: حوية وحوايا، مثل الحوية التى توضع على ظهر البعير ويركب فوقها، ومنهم من يقول لواحدتها:
«حاوياء» وأنشد قول جرير:
تضغو الخنانيص والغول التى أكلت
…
فى حاوياء دروم الليل مجعار
وأنشد ابن الأنبارى:
كأن نقيق الحب فى حاويائه
…
فحيح الأفاعى أو نقيق العقارب
فإن كان مفردها: حاوية، فوزنها: فواعل: كضاربة وضوارب ونظيرها فى المعتل: «زاوية» و «زوايا» ، و «رواية» و «روايا» ، والأصل: حواوى كضوارب، فقلبت الواو التى هى عين الكلمة همزة؛ لأنها ثانى حرفى لين، اكتنفا مدة «مفاعل» ؛ فاستثقلت همزة مكسورة فقلبت ياء، فاستثقلت الكسرة على الياء فجعلت فتحة، فتحرك حرف العلة وهو الياء التى هى لام الكلمة بعد فتحة، فقلبت ألفا فصارت «حوايا» ، وإن شئت قلت: قلبت الواو همزة مفتوحة، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، فصارت همزة مفتوحة بين ألفين يشبهانها فقلبت الهمزة ياء.
وكذلك إذا قلنا: مفردها «حاوياء» ، كان وزنها: فواعل أيضا: كقاصعاء وقواصع، وراهطاء ورواهط، والأصل: حواوى أيضا، ففعل به ما فعل فى الذى قبله.
وإن قلنا: إن مفردها «حوية» فوزنها: فعائل كطرائف، والأصل: حوائى، فقلبت الهمزة ياء مفتوحة، وقلبت الياء التى هى لام ألفا، فصار اللفظ «حوايا» أيضا، فاللفظ متحد والعمل مختلف.
وفى موضعها من الإعراب فى الآية ثلاثة أوجه:
أحدها- وهو قول الكسائى-: أنها فى موضع رفع عطفا على «ظهورهما» أى: وإلا الذى
المباعر [ذوات اللبن](1) جمع: حاوية أو حاوياء أو حوية، ووزنها على الأولين: فواعل،
حملته الحوايا من الشحم، فإنه أيضا غير محرم، وهذا هو الظاهر.
الثانى: أنها فى محل نصب نسقا على «شحومهما» أى: حرمنا عليهم الحوايا أيضا، أو ما اختلط بعظم؛ فتكون الحوايا والمختلط محرمين، وإلى هذا ذهب جماعة قليلة، وتكون «أو» فيه كالتى فى قوله- تعالى-: وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً [الإنسان: 24] يراد بها: نفى ما يدخل عليه بطريق الانفراد؛ كما تقول: «هؤلاء أهل أن يعصوا فاعص هذا أو هذا» فالمعنى: حرم عليهم هذا وهذا.
وقال الزمخشرى: «أو بمنزلتها فى قولهم: جالس الحسن أو ابن سيرين» .
قال أبو حيان: «وقال النحويون: «أو» فى هذا المثال للإباحة، فيجوز له أن يجالسهما وأن يجالس أحدهما، والأحسن فى الآية إذا قلنا: إن الْحَوايا معطوف على شُحُومَهُما أن تكون «أو» فيه للتفصيل؛ فصل بها ما حرم عليهم من البقر والغنم».
قال شهاب الدين: هذه العبارة التى ذكرها الزمخشرى سبقه إليها الزجاج فإنه قال: وقال قوم:
حرمت عليهم الثّروب، وأحل لهم ما حملت الظهور، وصارت الحوايا أو ما اختلط بعظم نسقا على ما حرم لا على الاستثناء، والمعنى على هذا القول: حرمت عليهم شحومهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم، إلا ما حملت الظهور فإنه غير محرم، وأدخلت «أو» على سبيل الإباحة؛ كما قال تعالى:
وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً [الإنسان: 24] والمعنى: كل هؤلاء أهل أن يعصى فاعص هذا أو اعص هذا، و «أو» بليغة فى هذا المعنى؛ لأنك إذا قلت:«لا تطع زيدا وعمرا» فجائز أن تكون نهيتنى عن طاعتهما معا فى حالة، فإذا أطعت زيدا على حدته، لم أكن عاصيا، وإذا قلت: لا تطع زيدا أو عمرا أو خالدا، فالمعنى: أن كل هؤلاء أهل ألا يطاع، فلا تطع واحدا منهم، ولا تطع الجماعة، ومثله: جالس الحسن أو ابن سيرين أو الشعبى، فليس المعنى: أنى آمرك بمجالسة واحد منهم، فإن جالست واحدا منهم فأنت مصيب، وإن جالست الجماعة فأنت مصيب.
وأما قوله: «فالأحسن أن تكون «أو» فيه للتفصيل» فقد سبقه إلى ذلك أبو البقاء؛ فإنه قال:
و «أو» هنا بمعنى الواو؛ لتفصيل مذاهبهم أو لاختلاف أماكنها.
وقال ابن عطية ردّا على هذا القول- أعنى: كون الْحَوايا نسقا على شُحُومَهُما-:
«وعلى هذا تدخل الْحَوايا فى التحريم. وهذا قول لا يعضده لا اللفظ ولا المعنى بل يدفعانه» ولم يبين وجه الدفع فيهما.
الثالث: أن الْحَوايا فى محل نصب عطفا على المستثنى وهو ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما؛ كأنه قيل: إلا ما حملت الظهور أو الحوايا أو إلا ما اختلط، نقله مكى، وأبو البقاء بدأ به ثم قال: «وقيل:
هو معطوف على الشحوم».
ونقل الواحدى عن الفراء أنه قال: يجوز أن يكون فى موضع نصب بتقدير حذف المضاف على أن يريد: أو شحوم الحوايا فيحذف «الشحوم» ويكتفى ب «الحوايا» ؛ كما قال- تعالى-: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ [يوسف: 82] يريد أهلها، وحكى ابن الأنبارى عن أبى عبيد؛ أنه قال: قلت للفراء: هو بمنزلة قول الشاعر:
لا يسمع المرء فيها ما يؤنّسه
…
بالليل إلا نئيم البوم والضّوعا
فقال لى: نعم، يذهب إلى أن «الضوع» عطف على «النئيم» ولم يعطف على «البوم» ؛ كما عطفت الْحَوايا على ما ولم تعطف على الظهور.
قال شهاب الدين: فمقتضى ما حكاه ابن الأنبارى: أن تكون الْحَوايا عطفا على ما المستثناة، وفى معنى ذلك قلق بين. ينظر: اللباب (8/ 491 - 493).
(1)
فى د، ص: أبو زيد باب اللين.