الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من (الذكر)، أى: على أى حال (1) يتلى القرآن (2)، والجملة معطوفة على (مخارج)، و (الوقوف) كذلك.
أى: وهأنا أبدأ (3) قبل الشروع فى مقصود الأرجوزة بمقدمة تتعلق بالمقصود وينتفع بها فيه، كالكلام على
مخارج الحروف
، وعلى أى وجه يقرأ القرآن، ومراده معرفة التجويد لقوله: ومعرفة الوقوف، ولم يذكر فيها إلا المخارج والتجويد والوقف.
ويحتمل أن يريد بقوله: «وكيف يتلى الذكر» ما هو أعم من التجويد والوقف، ويكون (4) على هذا خص الوقف بالعطف (5)؛ لخصوصيته (6) والاهتمام به؛ كقوله تعالى:
مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ [البقرة: 98] لكن (7) قد يقال: لا نسلم أن معرفة الوقوف أهم من معرفة التجويد، وإنما قدم مخارج الحروف؛ لتوقف التلفظ بالقرآن (8) المتكلّم فيه على مسائل الخلاف عليها (9)، ولما لم يكن بعد معرفة المخارج أهم من معرفة التجويد؛ إذ هى أيضا مقدمة على المقصود، عقبه به ولا بد بعد معرفتهما من معرفة الوقف والابتداء، لأنه من توابع التجويد، بل كان (10) بعضهم لا يجيز أحدا حتى يبرع فيه (11)، فلذلك عقبه به، وبدأ (12) بالمخارج فقال:
مخارج الحروف وصفاتها
مخارج الحروف (13):
ص:
مخارج الحروف سبعة عشر
…
على الّذى يختاره من اختبر
ش: الشطر الأول صغرى، ومميز العدد محذوف، و «على الذى» خبر مبتدأ محذوف أى (14): وهذا على القول الذى يختاره من اختبر المخارج وحققها وأتقنها، وهو الصحيح كما سيأتى، والمخارج جمع مخرج: وهو موضع خروج الحرف من الفم، ودخل فى (15)
(1) فى د، ز، م: حالة.
(2)
فى م: الذكر.
(3)
فى م: إنما أبدأ.
(4)
زاد فى م: مما يتعلق بحضرة كلام الله تعالى.
(5)
فى د: بالعاطف، وفى ص: بالمعاطف وفى م: بالعطف والذكر.
(6)
فى م: لخصوصية الاهتمام به.
(7)
فى م: ذكر بعدد دخولهما فى جنسهما تشريفا لهما وتنويها بشأنهما إلا أنه قد يقال فيما هنا.
(8)
فى م: بألفاظ القرآن.
(9)
فى ز، م: عليه.
(10)
فى م: بل هو الركن المهم بعد إتقان الحروف وهو معنى الترتيل حتى إن بعض مشايخ القراءة كان لا يجيز أحدا ممن يقرأ عليه.
(11)
فى م: فى معرفة الوقف والابتداء.
(12)
زاد فى م: والله أعلم.
(13)
قال ابن جنى فى سر الصناعة (1/ 15): ويجوز أن تكون سميت حروفا- أى حروف المعجم- لأنها جهات للكلم ونواح كحروف الشيء وجهاته المحدقة به، وكل اشتقاق المادة يدل على هذا المعنى.
(14)
فى م: أيضا.
(15)
فى م: فى قوله.
(سبعة عشر) الخبل [وهو اجتماع الخبن والطى وهو جائز](1)، وتقدم فى المقدمة [عند الكلام على ما يتعلق بالقصيدة والمعنى](2).
أى أن مخارج حروف المعجم [التسعة والعشرين](3) سبعة عشر مخرجا، وهذا هو الصحيح ومختار المحققين كالخليل بن أحمد [النحوى](4)، و [أبى محمد](5) مكى ابن أبى طالب، والهذلى، وابن سريج (6) وغيرهم، وهو الذى أثبته ابن سينا (7) فى كتاب أفرده فى المخارج.
وقال سيبويه وكثير من القراء والنحاة: هى ستة عشر خاصة (8). فأسقطوا مخرج حروف
(1) سقط فى ز، م.
(2)
زيادة من م.
(3)
فى م: وهى تسعة وعشرون حرفا.
(4)
زيادة من م.
(5)
سقط فى د، ز، ص.
(6)
هو أحمد بن عمر بن سريج. بغدادى. كان يلقب بالباز الأشهب. فقيه الشافعية فى عصره. مولده ووفاته ببغداد. له نحو 400 مصنف. ولى القضاء بشيراز. ثم اعتزل، وعرض عليه قضاء القضاة فامتنع، وقام بنصرة المذهب الشافعى فنصره فى كثير من الأمصار. وعده البعض مجدد المائة الثالثة. وكان له ردود على محمد بن داود الظاهرى ومناظرات معه. وفضله بعضهم على جميع أصحاب الشافعى حتى على المزنى.
من تصانيفه «الانتصار» ، و «الأقسام والخصال» فى فروع الفقه الشافعى، و «الودائع لنصوص الشرائع» .
ينظر: طبقات الشافعية (2/ 87)، والأعلام للزركلى (1/ 178)، والبداية والنهاية (11/ 129).
(7)
هو الحسين بن عبد الله بن سينا، أبو على، شرف الملك: الفيلسوف الرئيس، صاحب التصانيف فى الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات. أصله من بلخ، ومولده فى إحدى قرى بخارى. نشأ وتعلم فى بخارى، وطاف البلاد، وناظر العلماء، واتسعت شهرته، وتقلد الوزارة فى همذان، وثار عليه عسكرها ونهبوا بيته، فتوارى. ثم صار إلى أصفهان، وصنف بها أكثر كتبه. وعاد فى أواخر أيامه إلى همذان، فمرض فى الطريق، ومات بها. قال ابن قيم الجوزية:«كان ابن سينا- كما أخبر عن نفسه- هو وأبوه، من أهل دعوة الحاكم، من القرامطة الباطنيين» . وقال ابن تيمية: «تكلم ابن سينا فى أشياء من الإلهيات، والنبوات، والمعاد، والشرائع، لم يتكلم بها سلفه، ولا وصلت إليها عقولهم، ولا بلغتها علومهم؛ فإنه استفادها من المسلمين، وإن كان إنما يأخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى المسلمين كالإسماعيلية، وكان أهل بيته من أهل دعوتهم، من أتباع الحاكم العبيدى الذى كان هو وأهل بيته معروفين عند المسلمين بالإلحاد» . توفى سنة 428 هـ. ينظر: الأعلام (2/ 241 - 242).
(8)
لحروف العربية ستة عشر مخرجا:
فللحلق منها ثلاثة: فأقصاها مخرجا: الهمزة والهاء والألف، ومن أوسط الحلق مخرج العين والحاء، وأدناها مخرجا من الفم: الغين والخاء.
ومن أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى: مخرج القاف.
ومن أسفل من موضع القاف من اللسان قليلا ومما يليه من الحنك الأعلى: مخرج الكاف.
ومن وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى: مخرج الجيم والشين والياء.
ومن بين أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس: مخرج الضاد.