الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وانفرد الهذلى عن أبى جعفر بتسهيل: تَبَوَّؤُا الدَّارَ [الحشر: 9]، وهى رواية الأهوازى عن ابن وردان.
السابع: المكسورة (1) بعد فتح، فانفرد (2) الهذلى عن هبة الله بتسهيلها من: تَطْمَئِنُّ [الرعد: 28]، وبِئْسَ [البقرة: 126] حيث وقع، وليس من شرط الكتاب.
ثم شرع فى كلمة من الثالث اجتمع فيها حذف وتسهيل، فقال:
ص:
أريت كلّا (ر) م وسهّلها (مدا)
…
هأنتم (ح) از (مدا) أبدل (ج) دا
بالخلف فيهما ويحذف الألف
…
ورش وقنبل وعنهما اختلف
ش: (أرأيت) مفعول قرأ مقدر (3)، وفاعله (رم)، أى: قرأ [ذورا](4)(رم): (أريت) كما لفظ بها، يعنى بحذف الهمزة، [ويحتمل تقدير حذف](5)، و (كلا) حاله، و (مدا) محله نصب بنزع اللام [المتعلقة ب (سهلها)](6)، و (هأنتم) مفعول (سهل) مقدرا، و (حاز) فاعله و (مدا) عطف، و [أبدل جدا] (7): فعلية حذف عاطفها على (سهل)، و (جدا) محله نصب، و (بالخلف) حال، وفى (أرأيت وهأنتم) يتعلق ب (الخلف)، و (يحذف الألف ورش): فعلية، و (قنبل) عطف عليه، و (عنهما) يتعلق ب (اختلف): فعلية محلها نصب على الحال.
أى: حذف ذو راء (رم) الكسائى همز (رأيت) إذا وقع بعد همزة استفهام، وسهلها المدنيان، وحققها الباقون، وسهل همز ها أَنْتُمْ* بآل عمران [66]، والنساء [109]، والقتال [38] ذو حاء (حاز)، ومدلول (مدا) أبو عمرو والمدنيان، وأبدلها من ها أَنْتُمْ وأَ رَأَيْتَ [الكهف: 63] بألف ذو جيم (جدا) ورش من طريق الأزرق وعلى الإبدال فيجب إشباع المد للساكنين.
وإذا سهل فقال بحذف الألف ورش وقنبل، بخلاف عنهما فى الحذف، فهذا مختص ب (هأنتم) فحصل لورش من طريق الأزرق فى (أرأيت) وجهان:
البدل، وهو أحد الوجهين فى «التبصرة» ، و «الشاطبية» ، و «الإعلان» ، وعند الدانى فى غير «التيسير» ، وقال فى كتاب «التنبيه»: إنه قرأ له بالوجهين. قال مكى: وهو أحرى فى الرواية.
والثانى: التسهيل، وهو الأقيس على أصول العربية، والأكثر، والأشهر، وعليه
(1) فى ص: مكسورة.
(2)
فى م: وانفرد.
(3)
فى م، ص: مقدار.
(4)
سقط فى م.
(5)
سقط فى م.
(6)
سقط فى ز.
(7)
فى م، ص، د: وأبدله لجدا.
الجمهور، ولقالون والأصبهانى التسهيل فقط.
وأما هاشم: ففهم من كلامه أن التسهيل للمدنيين وأبى عمرو.
فأما قالون: فقرأ بإثبات الألف، ويأتى له فى المد وجهان؛ لأنه همز مغيّر، وكذلك أبو عمرو.
وأما الأزرق: فله ثلاثة أوجه:
الأول: حذف الألف؛ فيأتى بهمزة [مسهلة](1) بعد الهاء، مثل (هعنتم) ولم يذكر فى «التيسير» غيره.
والثانى: إبدال الهمزة ألفا محضة؛ فيجتمع مع الألف [النون الساكنة](2)؛ فتمد للساكنين، وهذا الذى فى «الهادى» ، و «الهداية» ، وهما فى «الشاطبية» ، و «الإعلان» .
الثالث (3): إثبات الألف، كقراءة قالون، وأبى جعفر، وأبى عمرو، إلا أنه يمد مدّا مشبعا على أصله، وهو الذى فى «التبصرة» ، و «الكافى» ، و «العنوان» ، و «التجريد» ، و «التلخيص» ، و «التذكرة» ، وعليه جمهور المصريين والمغاربة.
وأما الأصبهانى: فله وجهان:
أحدهما: حذف الألف؛ فتصير مثل: (هعنتم)، وهو طريق المطوعى عنه، وطريق الحمامى من جمهور طرقه عن هبة الله.
[والثانى: إثباتها، وهو الذى رواه النهروانى من طريق هبة الله](4) أيضا.
وفهم القصر له من قوله: (ويحذف الألف ورش
…
إلخ).
وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة بعد الألف، وهم: ابن كثير، وابن عامر، ويعقوب، والكوفيون، إلا قنبلا فاختلف عنه: فروى عنه ابن مجاهد حذف الألف [فيصير](5) مثل:
(سألتم)، وهكذا روى نظيف، وابن بويان (6)، وابن عبد الرازق، وابن الصباح- كلهم عن قنبل، وروى (7) عنه ابن شنبوذ إثباتها كالبزى، وكذا روى الزينبى، وابن بقرة (8)، وأبو ربيعة إسحاق الخزاعى، وصهر الأمير، واليقطينى، والبلخى، وغيرهم عن قنبل.
ورواه بكار عن ابن مجاهد، واقتصر عليه ابن مهران، وذكر عن الزينبى أنه رد الحذف وقال: إنه قرأ على قنبل بمد تام، وكذا قرأ على غيره من أصحاب القواس، وأصحاب
(1) زيادة من د.
(2)
سقط فى ز، م.
(3)
فى ص: والثالث.
(4)
سقط فى م.
(5)
سقط فى م.
(6)
فى ز: ابن يونان.
(7)
فى م: ذوى.
(8)
فى م، د: ابن نقرة.
البزى، وابن فليح.
قال الدانى: وهذه الكلمة من أشكل حروف الاختلاف، وأغمضها، وأدقها، وتحقيق المد والقصر اللذين ذكرهما الرواة عن الأئمة فيها حال تحقيق همزتها وتسهيلها- لا يتحصل إلا بمعرفة الهاء التى فى أولها؛ أهي للتنبيه أم مبدلة من همزة؟
فيترتب (1) على كل مذهب ما يقتضيه، ثم بين أن الهاء على مذهب قنبل وورش [لا تكون](2) إلا مبدلة لا غير، وعلى مذهب البزى، وابن ذكوان، والكوفيين: للتنبيه لا غير، وعلى مذهب قالون، وأبى عمرو هشام: تحتمل الوجهين.
فمن جعلها للتنبيه- ومذهبه (3) قصر المنفصل- لم يزد فى [قصر المنفصل](4) تمكين الألف، سواء حقق (5) الهمزة أم سهلها.
ومن جعلها مبدلة، وكان ممن يفصل بالألف- زاد فى التمكين، سواء أيضا (حقق) الهمزة أم لينها. انتهى.
وأقول: قوله: (وكان مذهبه القصر) مفهومه: لو كان [مذهبه](6) المد زاد فى التمكين، وهو كذلك، ويجرى فيه ما تقدم فى المد من التغيير (7) بالتسهيل، وابتناء المد (8) والقصر عليه، ويدخل فى هذا قالون وأبو عمرو على القول بأن (ها) عندهما (9) للتنبيه، فعلى القصر يقصران، وعلى المد يجرى لهما وجهان محصول التغيير، وهكذا مذهبهما المتقدم، ويدخل فيه الكوفيون وابن ذكوان فيمدون فقط، وهو كذلك.
ويدخل أيضا (10) فى قوله: (قصر المنفصل) - البزى، فعلى هذا يقرأ: ها أَنْتُمْ* مثل: «ما أنتم» ، وهو كذلك.
وقوله: ومن جعلها مبدلة وكان مذهبه الفصل؛ يدخل فيه قالون وأبو عمرو وهشام؛ فيقرءون بألف، وهو صحيح بالنسبة للأولين.
وأما هشام: فأمره مشكل؛ إذ الغرض أنه يمد أطول من ألف.
فإن قيل (11): يلزم من إدخاله الألف وجود المد سببه وشرطه.
قلت: فرض (12) المسألة أنها مبدلة عن همزة ولا مد فيها، إنما هو فصل، لكن قوله:
(1) فى م: فترتب، وفى د: فرتب.
(2)
سقط فى م.
(3)
فى م: ومذهب.
(4)
ما بين المعقوفين عبارة مكررة.
(5)
فى ز: خفف.
(6)
سقط فى م.
(7)
فى ص: التعبير.
(8)
فى م: بالمد.
(9)
فى م، ع: عندهم.
(10)
فى م: فى قوله أيضا.
(11)
فى م: قلت.
(12)
فى م: غرض.