الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل لام «هل» ، و «بل»
تعين ذكرهما هنا.
ص:
وبل وهل فى تا وثا السّين ادّغم
…
وزاى طا ظا النّون والضّاد (ر) سم
ش: (بل) مفعول (ادغم)، و (هل) عطف عليه، و (فى) يتعلق ب (ادغم)، و (تا وثا) بعده معطوف على (تا)، و (رسم) فاعله، والعاطف مقدر.
ص:
والسّين مع تاء وثا (ف) د واختلف
…
بالطّاء عنه هل ترى الإدغام (ح) ف
ش: و (السين)(1) مبتدأ، و (مع تاء) حال، وأدغمها ذو فاء (فد) خبره، ويجوز (2) تقدير (3) رافع (فد) قبل السين فينصب (4).
و (اختلف عنه بالطاء)(5) اسميه، والباء ظرفية (6) و (هل ترى) مبتدأ، و (الإدغام) ثان، وخبر (7) كائن عن (حف)، والجملة خبر (هل ترى)، ثم عطف فقال:
ص:
وعن هشام غير نضّ يدغم
…
عن جلّهم لا حرف رعد فى الأتمّ
ش: (غير نض)، [أى](8) غير هذا اللفظ، مبتدأ، و (يدغم) خبره، و (عن) يتعلق ب (يدغم)(9) و ([لا] (10) حرف (رعد) معطوف على ما قبله ب (لا) النافية للحكم، (فى [الأتم])(11)[خبر لمحذوف، أى وهذا الحكم فى القول الأصح، و (عن جلهم) حال، أى: يدغم حالة كونه منقولا عن جلهم](12)، أى اختلف فى لام «هل» و «بل» ، [عند] الأحرف الثمانية المشار إليها، وهى: التاء، والثاء، والسين، والزاى، والطاء، والظاء، والنون، والضاد، وهى أقسام: منها حرف تخصص (13) ب «هل» وهو الثاء المثلثة، وحرفان يشتركان فيهما، وهما: التاء، والنون، والخمسة الباقية مختصة ب «بل» .
فالثاء هَلْ ثُوِّبَ [المطففين: 36].
والتاء نحو هَلْ تَنْقِمُونَ [المائدة: 59] ونحو بَلْ تَأْتِيهِمْ [الأنبياء: 40].
والنون بَلْ نَتَّبِعُ* [البقرة: 170]، [لقمان: 21] ونحوه [بَلْ نَقْذِفُ بالأنبياء
(1) فى م: والسين معطوف بمحذوف وزاى حذف تنوينه ضرورة، والثلاثة بعده حذف عاطفها ويثبت فى الضاد ورسم فاعل أدغم، ثم عطف فقال.
(2)
فى ز، و: وتجوز.
(3)
فى ص: تقديره.
(4)
فى م: فنصب.
(5)
فى م: ذى الطاء.
(6)
فى د، ص، ز: اسمية.
(7)
فى ز، د: وخبره.
(8)
سقط فى د.
(9)
فى ص: بأدغم.
(10)
زيادة من م، ص.
(11)
فى م: وفى القول الأتم يتعلق بمقدر، أى: فيظهر فى الأتم.
(12)
ما بين المعقوفين سقط فى م.
(13)
فى م: منها ما يختص، وفى ص: مختص.
[الآية: 18]، هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ بالشعراء [الآية: 203] وهَلْ نُنَبِّئُكُمْ بالكهف [الآية: 103](1).
والزاى بَلْ زُيِّنَ [الرعد: 33]، بَلْ زَعَمْتُمْ [الكهف: 48].
والسين بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ [يوسف: 18].
والضاد بَلْ ضَلُّوا [الأحقاف: 28].
والطاء بَلْ طَبَعَ اللَّهُ [النساء: 155].
والظاء بَلْ ظَنَنْتُمْ [الفتح: 12].
فأدغمها فى الأحرف الثمانية ذو راء «رسم» الكسائى، ووافقه على إدغام التاء والسين ذو فاء «فد» حمزة، واختلف عنه فى الطاء، فروى عنه جماعة إدغامها، وبه قرأ الدانى على فارس فى رواية خلاد، وكذا روى صاحب «التجريد» على أبى الحسن (2) الفارسى عن خلاد (3)، ورواه عنه نصا (4) محمد بن سعيد، ومحمد بن عيسى، ورواه الجمهور عن خلاد بالإظهار، وبه قرأ الدانى على أبى الحسن بن غلبون، واختار الإدغام.
وقال فى «التيسير» : وبه آخذ، وروى صاحب «المبهج» عن المطوعى عن خلف:
إدغامه.
وقال ابن مجاهد فى «كتابه» عن أصحابه عن خلف عن سليم: [إنه كان يقرأ على حمزة بَلْ طَبَعَ [النساء: 155] مدغما فيجيزه.
وقال خلف فى «كتابه» عن سليم] (5) عن حمزة: إنه كان يقرأ عليه بالإظهار فيجيزه، وبالإدغام فيرده (6).
ووافقه على إدغام هل فى التاء من: هَلْ تَرى * خاصة، وهى فى الملك [الآية: 3] والحاقة [الآية: 8] ذو حاء «حف» أبو عمرو، وأظهرها عنه الجميع.
فإن قلت: لم أدغم ذو فاء «فد» التاء دون اللام هنا؟
فالجواب (7): أن حروف تلك أنسب بها مخرجا، أو صفة.
وأظهرها هشام فى النون، والضاد فقط، وأدغمها فى الستة الباقية، هذا هو الصواب، والذى عليه الجمهور، والذى يقتضيه (8) أصوله.
وخص بعضهم الإدغام «بالحلوانى» فقط، كذا ذكره ابن سوار، وهو ظاهر عبارة
(1) سقط فى د، ص، ز.
(2)
فى م: أبو الفتح.
(3)
فى م: عن خلاد بالإظهار.
(4)
فى د: أيضا، وفى ص: نصّا عنه.
(5)
ما بين المعقوفين سقط من م.
(6)
فى م: فيرويه.
(7)
فى م: قلت لأن.
(8)
فى م: تقضيه.
«التجريد» وأبى العز فى «كفايته» ولكن خالفه أبو العلاء فعمم الإدغام لهشام من طريق الحلوانى والداجونى مع أنه لم يسند (1) طريق الداجونى إلا من قراءته على أبى العز.
وكذا نص على الإدغام ل «هشام» بكماله اتفاقا الدانى فى «الجامع» والهذلى.
وذكر سبط الخياط الإدغام ل «هشام» من طريقيه: فى لام «هل» و «بل» .
واستثنى جمهور رواة الإدغام عن هشام: اللام من هَلْ تَسْتَوِي بالرعد (2) [الآية:
16] وهو الذى فى: «الشاطبية» و «التيسير» و «الكافى» و «التبصرة» و «الهادى» و «الهداية» و «التذكرة» و «التلخيص» و «المستنير» ، ولم يستثنها القلانسى [فى «كتابيه»](3)، ولم يستثنها فى «الكامل» الداجونى، واستثناها الحلوانى.
وروى صاحب «التجريد» إدغامها من (4) قراءته على الفارسى، وإظهارها (5) من قراءته على عبد الباقى.
ونص على الوجهين عن الحلوانى فقط صاحب «المبهج» [فقال](6): واختلف فيها عن الحلوانى عن هشام: فروى الشذائى الإدغام، وروى غيره الإظهار، قال: وبهما قرأت على الشريف، ومقتضاه الإدغام للداجونى اتفاقا.
وقال الدانى فى «الجامع» : وحكى لى أبو الفتح عن ابن الحسين عن أصحابه عن الحلوانى عن هشام أَمْ هَلْ تَسْتَوِي [الرعد: 16] بالإدغام كنظائره.
قال: وكذلك (7) نص عليه الحلوانى فى «كتابه» (8). انتهى. وهو يقتضى صحة الوجهين، وأظهرها الباقون منها (9)، والله أعلم.
وجه الإظهار: الأصل.
ووجه الإدغام: اشتراك مخرجهما، ومخرج النون أو تلاصقهما، كالصاد وتقارب [مخرج](10) البواقى.
ووجه إظهار النون والضاد فقط: النص على تعدد المخرج، وإنما أدغم فى لام التعريف للكثرة (11).
(1) فى م: لم يسنده الداجونى.
(2)
فى د، ص: بالرعد والنور.
(3)
سقط فى م.
(4)
فى م: فى.
(5)
فى د: ففي إظهارها.
(6)
سقط فى م.
(7)
فى م: وكذا.
(8)
فى ص: كتابيه.
(9)
فى م: منهما.
(10)
سقط فى م، ص.
(11)
قال فى شرح التيسير: اعلم أن الحاء، والخاء، والدال، والذال، والغين والشين المعجمتين، والصاد المهملة لم تقع فى القرآن بعد هذه اللام، فأما باقى الحروف فعلى ثلاثة أقسام:
قسم وقع بعد «هل» خاصة وهو الثاء فى قوله- تعالى-: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ [المطففين: 36].
وقسم وقع بعد «بل» خاصة، وهو أحد عشر حرفا يجمعها قولك:«ظفر بقسطك ضجز» :
فالظاء قوله- تعالى-: بَلْ ظَنَنْتُمْ [الفتح: 12]، والفاء بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ [الأنبياء:
63]، والراء بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النساء: 158] وبَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ [الأنبياء: 56] وبَلْ رانَ [المطففين: 14]، والباء بَلْ بَدا لَهُمْ [الأنعام: 28]، والقاف بَلْ قالُوا [الأنبياء: 5]، والسين بَلْ سَوَّلَتْ [يوسف: 18]، والطاء بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها [النساء: 155] لا غير، والكاف بَلْ كَذَّبُوا [ق: 5] بَلْ كُنْتُمْ [سبأ: 32]، والضاد بَلْ ضَلُّوا [الأحقاف: 28] والجيم بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ [الصافات: 37]، والزاى بَلْ زُيِّنَ [الرعد: 33].
وقسم وقع بعدهما وهو تسعة أحرف يجمعها قولك: «أيتعلمونه» :
فالهمزة قوله تعالى: فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ [غافر: 47]، هَلْ أَتاكَ [البروج: 17]، وهَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ [يوسف: 64]، وبَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ [ص: 60]، والياء هَلْ يَنْظُرُونَ [البقرة:
210]. وقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ [الزمر: 9]، وبَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ [القيامة: 5]، والتاء هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم: 65]، وهَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ [الملك: 3]، وهَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا [التوبة: 52]، وبَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً [الأنبياء: 40]، والعين قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ [الأنعام: 148]، وهَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ [يوسف: 89]، وبَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ [الصافات: 12].
واللام فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ [الأعراف: 53]، وهَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى [النازعات: 18]، وبَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ [الكهف: 58]، وبَلْ لا يُؤْمِنُونَ [الطور: 33]، والميم فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:
15]، وهَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ [الروم: 40]، وبَلْ مَتَّعْنا [الأنبياء: 44]، والواو فَهَلْ وَجَدْتُمْ [الأعراف: 44]، وبَلْ وَجَدْنا آباءَنا [الشعراء: 74]، والنون هَلْ نَدُلُّكُمْ [سبأ: 7]، وهَلْ أُنَبِّئُكُمْ [المائدة: 60]، وبَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ [الأنبياء: 18]، والهاء هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ [الأنبياء: 3]، وبَلْ هُوَ آياتٌ [العنكبوت: 49]، وبَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ [السجدة: 10].
واعلم أن مجموع الحروف الواقعة بعد «هل» و «بل» أو بعد أحدهما تنقسم ثلاثة أقسام:
قسم اتفق القراء على إدغام اللام فيه.
وقسم اتفقوا على الإظهار عنده.
وقسم اختلفوا فيه.
فالقسم الأول: اللام، والراء، إلا بَلْ رانَ [المطففين: 14] فى قراءة حفص، فإنه يسكت بين اللام والراء؛ فيمتنع الإدغام لذلك.
والقسم الثانى: أحد عشر حرفا يجمعها قولك: «قم به عوجا فيه» .
والقسم الثالث: ثمانية أحرف، ويجمعها أوائل كلمات هذا البيت:[من الرجز]
تقول سلمى ضاع طالبوك
…
ناءيت ظلما ثم زايلوك
فمنهم من أظهر عند الجميع، وهم الحرميان، وعاصم، وابن ذكوان، وكذلك أبو عمرو، إلا فى قوله- تعالى-: هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ [الملك: 3] وفَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ [الحاقة: 8].