الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كسرة، وواو مكسورة بعد ضمة.
وأورد على الإبدال وقوعه فى أصعب مما فر منه، وعلى تسهيله تدبيرها بحركة سابقها تسهيلا، ولا قائل به، ويفارق يَشاءُ إِلى [البقرة: 142] بالانفصال وهو سبب الإعضال، وفرق بالإمكان (1) والتعذر، قال الجعبرى:«ولكل وجه» .
أما مذهب سيبويه فلا محذور فيه على أصله؛ لأن المسهلة متحركة، وما [قرب](2) إلى الشيء لا يجب تعدية حكمه إليه، بل ربما جاز.
وما أورد على إبدال الأخفش إنما يلزم فيما هو أصل لا محول (3) عن الهمز، ألا ترى جواز «رؤيا» ، وامتناع «طوى» ، وغاية ما فى تسهيله تدبيرها بحركة سابقها، ولا بعد (4) فى جعل السابقة كالمقارنة، سيما (5) على مذهب من يقول الحركة بعد الحرف، وفرقهم بتعذر (6) السُّفَهاءُ أَلا [البقرة: 13] يمنعه (7) تسهيله.
ولما فرغ من المتطرفة المتوسطة بنفسها شرع فى المتوسطة بغيرها، وهى الواقعة أول الكلمة فقال:
ص:
والهمز الاوّل إذا ما اتّصلا
…
رسما فعن جمهورهم قد سهّلا
ش: (الهمز) مبتدأ، و (الأول) صفته، و (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان فيه معنى الشرط، و (ما) زائدة؛ كقوله تعالى: حَتَّى إِذا ما جاؤُها [فصلت: 20] و (اتصل) فعل الشرط، و (رسما) نصب بالتمييز، (فعن جمهورهم) متعلق ب (سهل)، والجملة جواب الشرط، وجوابه خبر المبتدأ.
أى: سهل الجمهور الهمز الواقع فى أول الكلمة إذا اتصل [بها](8) شىء فى الرسم، ولم يتعرض الناظم إلا لحكم التسهيل، وترك كيفيته؛ لاشتراك هذا النوع مع غيره (9) فيها.
واعلم أن الواقع أول الكلمة، وهو المتوسط بغيره (10)، لا يمكن أن يكون ساكنا؛ لما تقدم أول الياء، فلا بد أن يكون محركا، وهو قسمان: تارة يكون قبله ساكن، وتارة محرك، وكلامه شامل لمتصل النوعين.
فالأول (11): وهو الساكن ما قبله، إن اتصل رسما فلا يخلو الساكن إما أن يكون ألفا أو
(1) فى م: بالإسكان.
(2)
فى م: من، وسقط فى د.
(3)
فى م: لا يحرك، وفى ص: لا يحول.
(4)
فى د: ولا قصد.
(5)
فى م: سواء.
(6)
فى م: مقدر.
(7)
فى م: لمنعه.
(8)
سقط فى م.
(9)
فى م: غيرها.
(10)
فى م: بغير.
(11)
فى ص: والأول.
غيرها، فالألف تكون (1) فى موضعين: ياء النداء، وهاء التنبيه؛ نحو: يا آدَمُ [البقرة:
33]، يا أَيُّهَا [البقرة: 21]، يا أُولِي الْأَلْبابِ [البقرة: 179] كيف وقع وها أَنْتُمْ [آل عمران: 66]، وهؤُلاءِ [آل عمران: 66]. [و] غير الألف لام التعريف خاصة، فتسهل (2) مع الألف بين بين ومع (أل) بالنقل.
فإن قلت: كيفية الأول مسلم فهمها مما تقدم فمن أين حكم (أل)؟
قلت: لما قدم (3) فيها السكت انحصر التسهيل فى النقل لعدم الواسطة فأطلقه، وتسهيل المنفصل رسما مذهب الجمهور، وعليه العراقيون قاطبة، وأكثر المصريين، والمشارقة، وبه قرأ الدانى على فارس بن أحمد، ورواه منصوصا عن حمزة غير واحد.
وذهب كثير إلى الوقف بالتحقيق وأجروه مجرى المبتدأ، وهو مذهب أبى الحسن ابن غلبون، وابنه أبى الطيب، ومكى، واختيار (4) صالح بن إدريس، وغيره من أصحاب ابن مجاهد، ورواه (5) أيضا نصّا عن حمزة، والوجهان فى «التيسير» ، و «الشاطبية» ، و «الكافى» ، و «الهادى» .
وأما الثانى: وهو المتحرك ما قبله، إن اتصل رسما بأن يدخل عليه حرف من حروف المعانى- كحروف (6) العطف، والجر، ولام الابتداء، وهمزة الاستفهام، وغيرها- فإن الهمزة تأتى فيه (7) مثلثة، والذى قبلها لا يكون إلا مفتوحا ومكسورا، [فتصير (8) ست صور](9)، وأمثلتها (10): بِأَيْدِي [عبس: 15]، وَلِأَبَوَيْهِ [النساء: 11]، فَبِأَيِّ [الأعراف: 185]، فَأَذَّنَ [الأعراف: 44]، تَأَذَّنَ [الأعراف: 167]، كَأَنَّهُ [المرسلات: 33]، وَكَأَيِّنْ [الحج: 48]، فَسَأَكْتُبُها [الأعراف: 156]، أَأَنْذَرْتَهُمْ [البقرة: 6]، سَأَصْرِفُ [الأعراف: 146]، [ثم] (11) بِإِيمانٍ [الطور:
21]، لِإِيلافِ [قريش: 1]، فَإِنَّهُمْ] (12) [الأنعام: 33]، أَإِذا [الإسراء: 49]، ثم: لِأُولاهُمْ [الأعراف: 38]، لِأُخْراهُمْ [الأعراف: 39]، وَأُوحِيَ [الأنعام:
19]، وَأَلْقَى (13) [الأعراف: 150]، والخلاف (14) فى تسهيله كالأول سواء، وكيفية
(1) فى ز: يكون.
(2)
فى م: يسهل.
(3)
فى د، ص: تقدم.
(4)
فى م: واختار.
(5)
فى م، ص، د: وورد.
(6)
فى م: كحرف.
(7)
فى م، ص: فيها.
(8)
فى د، ص: فيصير.
(9)
ما بين المعقوفين سقط فى م.
(10)
فى م: ومثلها.
(11)
سقط فى م.
(12)
سقط فى م، د.
(13)
سقط فى م.
(14)
فى د: فالخلاف.