الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب السكت على الساكن قبل الهمزة وغيره
السكت: قطع آخر الكلمة بلا تنفس، وذكره عقب النقل؛ لاشتراكهما فى أكثر الشروط.
ص:
والسّكت عن حمزة فى شىء وأل
…
والبعض معهما له فيما انفصل
ش: (والسكت كائن عن حمزة): اسمية، و (فى شىء) يتعلق (1) بالمقدر، ولا بد من تقدير:(عن بعضهم) بدليل قوله: (والبعض) يسكت (فيما انفصل) معهما لحمزة، وهى كبرى.
ثم كمل فقال:
ص:
والبعض مطلقا وقيل بعد مدّ
…
أو ليس عن خلّاد السّكت اطّرد
ش: (والبعض) يسكت عنه (مطلقا) أى: فيما انفصل واتصل (2) من الساكت الصحيح:
كبرى، [ونائب قيل](3) لفظ يسكت [فعلية و](4)(بعد حرف مد)[حال](5)، و (ليس السكت اطرد عن خلاد): فعلية معطوفة على: (يسكت بعد مد) ب (أو) التى للإباحة، [وتقديره] (6): وقيل: ليس (7) السكت مطردا عن خلاد.
ولما قدم المصنف معنى (8) السكت شرع فى محله.
واعلم أنه لا يكون إلا على ساكن [صحيح](9) وليس كل ساكن يسكت عليه، فلا بد من معرفة أقسامه، فالساكن الذى يجوز الوقف عليه إما أن يكون بعده (10) همز؛ فيسكت عليه لبيان الهمز وتحقيقه، [أو غيره](11)، ويسكت (12) لمعنى (13) آخر.
فالأول يكون منفصلا؛ فيكون آخر كلمة والهمز أول كلمة أخرى، ومتصلا، وكل منهما حرف مد وغيره.
فالمنفصل من غير حرف المد، نحو: مَنْ آمَنَ [البقرة: 62]، خَلَوْا إِلى [البقرة:
14]، عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ [البقرة: 6]، الْأَرْضُ [البقرة: 61]، ومن حرف المد نحو:
بِما أَنْزَلَ [البقرة: 90]، قالُوا آمَنَّا [البقرة: 14]، وَفِي آذانِهِمْ [الأنعام: 25]،
(1) فى م: حال فاعل الخبر.
(2)
فى م، ص، د: وما اتصل.
(3)
فى م: وقيل.
(4)
سقط فى ز، ص، م.
(5)
سقط فى ز، ص، م.
(6)
سقط فى د، م.
(7)
فى م، د: وليس.
(8)
فى م: يعنى.
(9)
زيادة من م.
(10)
فى م، د: بعد.
(11)
سقط فى م.
(12)
فى م، ص، د: فيسكت.
(13)
فى م: بمعنى.
ولو اتصل رسما ك (هؤلاء).
والمتصل بغير [حرف](1) مد: قُرْآنٍ [يونس: 61] الظَّمْآنُ [النور: 39]، وشَيْءٌ [البقرة: 178]، والْخَبْءَ [النمل: 25]، الْمَرْءِ [البقرة: 102]، ودِفْءٌ [النحل: 5]، ومَسْؤُلًا [الإسراء: 34]، وبحرف المد أُولئِكَ [البقرة:
5]، وجاءَ [النساء: 43]، والسَّماءِ [البقرة: 19]، وبِناءً [البقرة: 22].
واعلم أن السكت ورد عن جماعة [كثيرة](2)، وجاء من طريق المتن عن حمزة، وابن ذكوان، وحفص، وإدريس.
فأما حمزة: فهو أكثرهم به اعتناء؛ ولذلك (3) اختلفت (4) عنه الطرق واضطربت، وذكر الناظم سبع طرق:
الأولى: السكت عنه من روايتى خلف وخلاد على لام التعريف، و (شىء) - كيف وقعت: مرفوعة ومنصوبة أو مجرورة- وهذا مذهب صاحب «الكافى» ، وأبى الحسن، وطاهر بن غلبون من طريق الدانى، ومذهب ابنه عبد المنعم، وابن بليمة.
وذكر الدانى أنه قرأ به على أبى الحسن بن غلبون، إلا أن روايته فى «التذكرة» ، و «إرشاد» أبى الطيب عبد المنعم، و «تلخيص» ابن بليمة- هو المد فى (شىء) مع السكت على لام التعريف لا غير، وقال فى «الجامع»:«وقرأت على أبى الحسن عن قراءته فى روايته بالسكت على لام المعرفة خاصة؛ لكثرة دورها» .
وكلامه فى «الجامع» مخالف لقوله فى «التيسير» : قرأت على أبى الحسن بالسكت على (أل)، و (شىء) و (شيئا) لا غير.
فلا بد من تأويل «الجامع» : إما بأنه سقط منه لفظة (شىء) فيوافق «التيسير» ، أو بأنه قرأ بالسكت على (أل) مع مد (شىء)، فيوافق «التذكرة» .
ونقل مكى، وأبو الطيب بن غلبون هذا المذهب عن حمزة من رواية خلف، لكنه مع مد (شىء) كما تقدم، وإلى هذه (5) أشار بقوله:(والسكت عن حمزة فى شىء وأل).
الثانية (6): السكت عنه من روايتيه على (أل)، و (شىء)، والساكن الصحيح [المنفصل](7) - غير حرف المد- وهذا مذهب صاحب «العنوان» ، وشيخه الطرسوسى،
(1) سقط فى م، وفى د: نحو.
(2)
ما بين المعقوفين سقط فى د.
(3)
فى م: وكذا.
(4)
فى د، ص: اختلف.
(5)
فى م، ص: هذا.
(6)
فى م: الثانى.
(7)
سقط فى م.
وهو المنصوص عليه فى «جامع البيان» ، والذى ذكره ابن الفحام فى «تجريده» من قراءته على الفارسى، ورواه (1) بعضهم عنه من رواية خلف خاصة.
وهذا مذهب فارس بن أحمد، وطريق ابن شريح صاحب «الكافى» (2)، وهو الذى فى «الشاطبية» ، و «التيسير» من طريق أبى الفتح المذكور، والطريقان هما اللتان فى الكتابين، وإلى هذه أشار بقوله:(والسكت (3) معهما له فيما انفصل).
الثالثة (4): السكت مطلقا، أى: على (أل)، و (شىء)، والساكن الصحيح المنفصل، والمتصل- ما لم يكن حرف مد- وهذا مذهب ابن سوار، وابن مهران، وأبى على البغدادى، وأبى العز القلانسى، وسبط الخياط، وجمهور العراقيين.
وقال أبو العلاء: إنه اختيارهم، وهو مذكور أيضا فى «الكامل» ، وإلى هذا أشار بقوله:
(والبعض مطلقا).
الرابعة (5): السكت عنه من الروايتين على ما تقدم وعلى حرف المد المنفصل، وهذا مذهب الهمذانى وغيره، وذكره (6) صاحب «التجريد» من قراءته على عبد الباقى فى رواية خلاد.
الخامسة (7): السكت مطلقا على ما تقدم، وعلى المد المتصل أيضا، وهذا مذهب أبى بكر الشذائى، وبه قرأ سبط الخياط على الشريف أبى الفضل عن (8) الكارزينى عنه،
وهو فى «الكامل» أيضا، وإلى هاتين أشار بقوله:(وقيل بعد مد)؛ لأنه شامل لهما.
السادسة (9): ترك السكت (10) مطلقا، وهو (11) مذهب فارس بن أحمد، ومكى، وشيخه أبى الطيب، وابن شريح، وذكره صاحب «التيسير» من قراءته على أبى الفتح، وتبعه الشاطبى وغيره، وهو طريق أبى العطار عن أصحابه عن ابن البخترى عن جعفر الوزان عن خلاد، كما سيأتى آخر باب وقف حمزة، وإلى هذه (12) أشار بقوله:(أو ليس عن خلاد السكت اطرد).
السابعة (13): عدم السكت مطلقا عن حمزة، ومن روايته، وهذا مذهب أبى العباس المهدوى، وشيخه أبى عبد الله بن سفيان، ولم يذكر ابن مهران فى غير «غايته» سواه،
(1) فى د: رواه.
(2)
زاد فى د: أى هذا المذهب.
(3)
فى م، ص: هذا.
(4)
فى م: الثالث.
(5)
فى م: الرابع.
(6)
فى م، د: وذكر.
(7)
فى م: الخامس.
(8)
فى ز، ص، م: على.
(9)
فى م: السادس.
(10)
زاد فى د: عن خلاد.
(11)
فى ص: وهذا.
(12)
فى م، ص، د: هذا.
(13)
فى م: السابع.