الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسمرة (1) وعمر بن أبى سلمة (2) وأبو جهيم (3) وأبو طلحة الأنصارى (4) وأم أيوب الأنصارية (5).
وروى أبو يعلى الموصلى أن عثمان قال يوما على المنبر:
أذكر بأن رجلا سمع النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ القرآن نزل
…
» (6) الحديث، فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا أنه قاله، فقال عثمان: وأنا أشهد معكم.
والكلام عليه من عشرة أوجه:
الأول- فى سبب وروده على سبعة [أحرف]
(7):
وهو التخفيف على هذه الأمة، وإرادة [الله](8) اليسر بها، وإجابة لمقصد (9) نبيها صلى الله عليه وسلم
(1) أخرجه أحمد (5/ 16، 22) وقال الهيثمى فى المجمع (7/ 155): رواه أحمد والبزار والطبرانى فى الثلاثة ورجال أحمد وأحد إسنادى الطبرانى والبزار رجال الصحيح، وسمرة هو سمرة بن جندب ابن هلال بن جريج الفزارى. صحابى، من الشجعان القادة. نشأ فى المدينة ونزل البصرة. فكان زياد يستخلفه عليها إذا سار إلى الكوفة. روى عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن أبى عبيدة. وعنه ابناه
سليمان وسعد، وعبد الله بن بريدة وغيرهم توفى سنة 60 هـ. ينظر: الإصابة (2/ 78)، وتهذيب التهذيب (4/ 236).
(2)
ذكره الهيثمى فى المجمع (7/ 156) وقال: رواه الطبرانى وفيه عمار بن مطر وهو ضعيف جدّا وقد وثقه بعضهم وعمر هو عمر بن أبى سلمة، عبد الله بن عبد الأسد بن هلال المخزومى. صحابى له اثنا عشر حديثا، اتفقا على حديثين. وروى عنه ابنه محمد وعروة. ولد بالحبشة ومات سنة ثلاث وثمانين. ينظر: الخلاصة (2/ 271).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 169 - 170) والبغوى فى شرح السنة (3/ 43 - 44) وانظر كنز العمال للهندى (3099، 3104) وأبو جهيم بهاء مصغرا ابن الحارث بن الصمة الأنصارى الخزرجى. قيل اسمه عبد الله له أحاديث. اتفقا على حديثين. وروى عنه بشر بن سعيد وعبد الله بن يسار. ينظر:
الخلاصة (3/ 209).
(4)
ذكره الهيثمى فى المجمع (7/ 153 - 154) وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات وأبو طلحة زيد بن سهل ابن الأسود بن حرام بمهملة ابن عمرو النجارى أبو طلحة المدنى شهد بدرا والمشاهد، وكان من نقباء الأنصار. قيل: مات سنة أربع وثلاثين وصلى عليه عثمان. وقال أنس: عاش بعد النبى صلى الله عليه وسلم أربعين سنة وهذا أثبت. ينظر: الخلاصة (1/ 352).
(5)
أخرجه الحميدى (340) وأحمد (6/ 433، 462) وقال الهيثمى فى المجمع (7/ 157): رواه الطبرانى ورجاله ثقات وأم أيوب هى أم أيوب الأنصارية، زوجة أبى أيوب الأنصارى. وهى ابنة قيس ابن سعيد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس، من الخزرج. روى الحميدى، عن ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبى يزيد، عن أبيه أن أم أيوب الأنصارية أخبرته قالت: نزل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلفنا له طعاما فيه بعض هذه البقول، فكرهه، وقال لأصحابه «كلوا، إنى لست كأحدكم، إنى أكره أن أوذى صاحبى» . قال الحميدى: قال سفيان: ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النوم فقلت: يا رسول الله، هذا الحديث الذى تحدث به أم أيوب عنك «إن الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم» قال:«حق» . ينظر:
الاستيعاب (4/ 479)(3558).
(6)
ذكره الهيثمى فى المجمع (7/ 155) وقال رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم.
(7)
سقط فى ز.
(8)
زيادة من د.
(9)
فى د، ص، م: لقصد.
حيث قال: «أسأل الله معافاته» كما تقدم. وفى الصحيح أيضا: «إنّ ربّى أرسل إلىّ أن اقرءوا (1) القرآن على حرف، فرددت عليه أن هوّن على أمّتى. ولم (2) يزل يردد (3) حتّى بلغ سبعة أحرف» . كما ثبت أن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف، وأن الكتاب الذى (4) قبله كان ينزل (5) من باب واحد على حرف واحد؛ وذلك أن الأنبياء- عليهم السلام كانوا يبعثون إلى قومهم والنبى صلى الله عليه وسلم بعث إلى جميع الخلق، وكانت لغة العرب الذين (6) نزل القرآن بلغتهم مختلفة، ويعسر على أحدهم الانتقال من لغته إلى غيرها، بل من حرف إلى آخر ولو بالتعليم والعلاج، لا سيما الشيخ والمرأة ومن لم يقرأ كتابا كما فى الحديث المتقدم.
ولذلك اختلفوا فى جواز القراءة بغير لغة العرب على أقوال، ثالثها: إن عجز عن العربى جاز وإلا فلا.
قال ابن قتيبة (7): من تيسير الله تعالى أن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقرئ (8) كل أمة بلغتهم؛ فالهذلى يقرأ: عتى حين [المؤمنون: 25]، والأسدي تِعلمون وتِعلم/ وأ لم إعهد [يس: 60] [والتميمى](9) يهمز، والقرشى لا يهمز، والآخر [يقرأ] (10) قِيلَ لَهُمْ [البقرة: 11]، وَغِيضَ الْماءُ [هود: 44] بإشمام الكسر وما لَكَ لا تَأْمَنَّا [يوسف: 11] بإشمام الضم. انتهى.
[ومنهم من](11) يقرأ عليهمُ بالصلة، وغيره بالضم، وهذا ينقل، وهذا يميل، وهذا يلطّف، إلى غير ذلك، ولو أراد كل فريق أن ينتقل عما جرت عادته به (12) لشق ذلك عليه؛
(1) فى م، ص: اقرأ.
(2)
فى م: فلم.
(3)
سقط فى م، والحديث فى صحيح مسلم (273/ 820).
(4)
فى م: الكتب التى.
(5)
فى م: كانت تنزل.
(6)
فى م: التى، وفى د: الذى.
(7)
هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة، أبو محمد، الدينورى. من أئمة الأدب، ومن المصنفين المكثرين، عالم مشارك فى أنواع من العلوم، كاللغة والنحو وغريب القرآن ومعانيه وغريب الحديث والشعر والفقه والأخبار وأيام الناس وغير ذلك. سكن بغداد وحدث بها وولى قضاء دينور توفى سنة 276 هـ.
من تصانيفه: «تأويل مختلف الحديث» ، «الإمامة والسياسة» ، و «مشكل القرآن» ، و «المسائل والأجوبة» ، و «المشتبه من الحديث والقرآن». ينظر: شذرات الذهب (2/ 169)، والنجوم الزاهرة (3/ 75)، وتذكرة الحفاظ (2/ 185)، وتهذيب الأسماء واللغات (2/ 281)، والأعلام (4/ 280).
(8)
فى ص: أن يقرأ.
(9)
سقط فى ص.
(10)
زيادة من م.
(11)
فى د، ز، ص: ومنه أن هذا.
(12)
فى د: له، وسقط فى ص.
فأراد الله تعالى برحمته التوسعة لهم فى اللغات كتيسيره عليهم فى الدين.
الثانى (1) فى معنى الأحرف:
قال أهل اللغة: حرف كل شىء: طرفه، ووجهه، وحافته، وحده، وناحيته، والقطعة منه.
والحرف أيضا: واحد حروف التهجى.
قال الدانى: تحتمل (2) الأحرف هنا وجهين:
أحدهما: أن القرآن أنزل على سبعة أوجه (3) من اللغات؛ لأن الحرف يراد به الوجه؛ كقوله تعالى: مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ [الحج: 11] أى: وجه مخصوص: وهو النعمة والخير وغيرهما، فإذا استقامت له اطمأن وعبد الله، وإذا تغيرت عليه ترك العبادة.
والثانى: أنه سمى القراءات (4) أحرفا على طريق السعة (5)، كعادة العرب فى تسميتهم الشيء باسم ما هو منه وما قاربه وجاوره (6)، فسمى القراءة (7) حرفا، وإن كان كلاما (8) كثيرا؛ من أجل [أن منها](9) حرفا قد غير نظمه، أو كسر، أو قلب إلى غيره، أو أميل (10)، أو زيد، أو نقص منه، على ما جاء فى المختلف فيه من القراءة، فسمى القراءة إذا كان ذلك الحرف منها حرفا.
قال الناظم: والأول يحتمل (11) احتمالا قويّا فى قوله صلى الله عليه وسلم: «سبعة أحرف» أى:
[سبعة](12) أوجه وأنحاء. والثانى يحتمل (13)[احتمالا](14) قويّا فى قول عمر: سمعت هشاما يقرأ سورة الفرقان على حروف كثيرة، [أى على قراءات كثيرة](15)، وكذا قوله فى الرواية الأخرى: سمعته يقرأ فيها أحرفا (16).
(1) زاد فى م: من الوجوه العشرة.
(2)
فى د، ز: يحتمل.
(3)
فى م: أحرف.
(4)
فى م: القرآن.
(5)
فى ص: السبعة.
(6)
فى م: وما جاوره.
(7)
فى م: القرآن، وفى ص: القراءات.
(8)
فى م: كاملا.
(9)
فى ز: أنها.
(10)
فى م: أو وصل.
(11)
فى ص، د: محتمل.
(12)
زيادة من ص.
(13)
فى ص، ز: متحمل.
(14)
زيادة من م، ص.
(15)
ما بين المعقوفين سقط فى م، ص.
(16)
الحرف من حروف الهجاء: معروف واحد حروف التهجى. والحرف: الأداة التى تسمى الرابطة لأنها تربط الاسم بالاسم والفعل بالفعل كعن وعلى ونحوهما، قال الأزهرى: كل كلمة بنيت أداة عارية فى الكلام لتفرقة المعانى فاسمها حرف، وإذا كان بناؤها بحرف أو فوق ذلك مثل حتى وهل وبل ولعل، وكل كلمة تقرأ على الوجوه من القرآن تسمى حرفا، تقول: هذا فى حرف ابن مسعود أى فى قراءة ابن مسعود. قال ابن سيده: والحرف: القراءة التى تقرأ على أوجه، وما جاء فى الحديث