الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وَ) الأمر الثَّاني: أن يكون له ولايةٌ: فـ (صَاحِبُ البَيْتِ وَإِمَامُ المَسْجِدِ، وَلَوْ عَبْدًا؛ أَحَقُّ) بالإمامة من غيره إذا كان ممن تصحُّ إمامتُه، وإن كان غيرُهما أفضلَ منهما؛ لحديث أبي مسعودٍ البدريِّ رضي الله عنه:«وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ» [مسلم 673]، ولقول أبي سعدٍ مولى بني أسيدٍ:«تزوَّجتُ وأنا مملوكٌ، فدعوتُ أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أبا ذرٍّ، وابن مسعودٍ، وحذيفةَ رضي الله عنهم، فحضرتِ الصَّلاة، فتقدَّم حذيفةُ ليصلِّيَ بنا، فقال له أبو ذرٍّ أو غيرُه: ليس ذلك لك، فقدَّموني وأنا مملوكٌ فأممتُهم» [عبدالرزاق 3822]
(إِلَّا مِنْ ذِي سُلْطَانٍ فِيهَا)، فيُقَدَّم ذو سلطانٍ على صاحب بيتٍ وإمام المسجد؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أمَّ عتبانَ بن مالكٍ رضي الله عنه في بيته [البخاري 425، ومسلم 33].
-
مسألةٌ: (وَحُرٌّ أَوْلَى) بالإمامة (مِنْ عَبْدٍ وَ) من (مُبَعَّضٍ)؛ لأنَّه أكملُ وأشرفُ، (وَمُبَعَّضٌ أَوْلَى) بالإمامة (مِنْ عَبْدٍ)؛ لحصول بعض الأكمليَّة والأشرفيَّة فيه
.
وعنه: لا يُقَدَّمُ عليه إلَّا إذا تساويا.
(وَحَاضِرٌ) أي: مقيمٌ أَوْلَى من مسافرٍ سفرَ قَصْرٍ؛ لأنَّه ربَّما قصر ففات المأمومين بعض الصَّلاة جماعةً، (وَبَصِيرٌ) أَوْلَى من أعمى؛ لأنَّه أقدر على توقِّي النَّجاسات، واستقبال القبلة.
(وَحَضَرِيٌّ) وهو النَّاشئ بالمدن والقرى أَوْلى من بدويٍّ؛ وهو النَّاشئ بالبادية؛ لأنَّ الغالب على أهل البادية الجفاء، وقلَّة المعرفة بأحكام الصَّلاة، قال تعالى في حقِّ الأعراب:{وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} .
(وَمُتَوَضِّئٌ) أَوْلى من متيمِّمٍ؛ لأنَّ الوضوء يرفع الحدث، بخلاف التَّيمُّم.
(وَمُعِيرٌ) في البيت المعار أَوْلى من مستعيرٍ؛ لأنَّه مالك العين والمنفعة، والمستعير إنَّما يملك الانتفاع.
(وَمُسْتَأْجِرٌ، أَوْلَى مِنْ ضِدِّهِمْ) كما تقدَّم، فيكون أَوْلى من المؤجِّر؛ لأنَّه مالك المنفعة، وقادرٌ على منع المؤجِّر من دخوله.
والأقرب: أن يُقَدَّم من قدَّمه الله ورسوله لحديث أبي مسعودٍ السَّابق، فإن تساويا في الفضل فالقرعة.