الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأدلة:
(1) دليل القول الأول:
استدل القائلون بعدم اعتبار موت الدماغ وحده موجبًا للحكم بموت صاحبه بما يلي:
أ- دليل الكتاب:
وجه الدلالة:
أن قوله: (بَعَثْنَاهُمْ) أي أيقظناهم.
وهذه الآيات فيها دليل واضح على أن مجرد فقد الإحساس والشعور لا يعتبر وحده دليلاً كافيًا للحكم بكون الإنسان ميتًا.
لأن هؤلاء النفر فقدوا الإحساس والشعور ولم يعتبروا أمواتًا، والحكم باعتبار موت الدماغ موتًا، مبني على فقد المريض للإحساس
= ومنها ما صدر في ورقة العمل الأردنية المقدمة للمؤتمر العربي الأول للتخدير والإنعاش. انظر ملخص هذه الشروط في مجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد الثالث الجزء الثاني عام 1408 هـ ص 754 - 758، 784 وفي بحث "نهاية الحياة الانسانية" د. مختار المهدي، من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة 342، 355، 356.
(1)
سورة الكهف (18) الآيات 9 - 12.
والشعور، وهذا وحده لا يعتبر كافيًا للحكم بالموت، لأن الآية الكريمة دلت على عدم اعتباره مع طول الفترة الزمانية التي مضت على أهل الكهف "ثلاثمائة عام وزيادة تسع"، فمن باب أولى ألا يعتبر في المدة الوجيزة المشتملة على بضعة أيام يزول فيها الشعور والإحساس بسبب موت الدماغ وتلفه (1).
ب- القواعد الفقهية:
1 -
قاعدة: "اليقين لا يُزال بالشك"(2).
وجه الاستدلال:
أن اليقين في هذه الحالة المختلف فيها هو حياة المريض، وشككنا هل هو ميت لأن دماغه ميت، أم هو حي لأن قلبه ينبض؟.
فوجب علينا اليقين الموجب للحكم بحياته، حتى نجد يقيناً مثله يوجب علينا الحكم بموته (3).
2 -
قاعدة: "الأصل بقاء ما كان على ما كان"(4).
(1) حقيقة الموت والحياة. د. توفيق الواعي، من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة 473.
(2)
الأشباه والنظائر لابن نجيم 56، الأشباه والنظائر للسيوطي 50.
(3)
احتج بهذه القاعدة على حكم هذه المسألة كل من الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد "فقه النوازل" 231، 232، والشيخ بدر المتولي عبد الباسط نهاية الحياة الإنسانية، من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة ص 448، والدكتور توفيق الواعي "حقيقة الموت والحياة" من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة 478.
(4)
الأشباه والنظائر لابن نجيم 57، إيضاح المسالك للونشريسي 386، والأشباه والنظائر للسيوطي 51. احتج بهذه القاعدة على حكم هذه المسألة الشيخ بكر بن =
وجه الاستدلال:
أن الأصل بقاء الروح وعدم خروجها، فنحن نبقي على هذا الأصل ونعتبره.
جـ- الاستصحاب:
ووجهه: أن حالة المريض قبل موت الدماغ متفق على اعتباره حيًا فيها فنحن نستصحب الحكم الموجود فيها إلى هذه الحالة التي اختلفنا فيها ونقول إنه حي وروحه باقية لبقاء نبضه.
والاستصحاب من مصادر الشرع المعتبرة إلا إذا قام دليل على خلافه (1).
د- النظر:
ووجهه: أن حفظ النفس يعتبر من مقاصد الشريعة الإسلامية التي بلغت مرتبة الضروريات التي تجب المحافظة عليها (2).
ولاشك في أن الحكم باعتبار المريض في هذه الحالة حيًا فيه محافظة على النفس، وذلك يتفق مع هذا المقصد العظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية، والعكس بالعكس (3).
هـ- نصوص الفقهاء المتقدمين رحمهم الله:
(1)
إن بعض الفقهاء رحمهم الله قرروا في كتبهم أن التنفس
= عبد الله أبو زيد، فقه النوازل 232، والدكتور توفيق الواعي "حقيقة الموت والحياة"، من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة 478.
(1)
فقه النوازل. د. بكر أبو زيد 232.
(2)
المستصفى للغزالي 1/ 287، الموافقات للشاطبي 2/ 10.
(3)
أشار إلى هذا الدليل الشيخ بكر أبو زيد. انظر فقه النوازل 232، والدكتور توفيق الواعي في بحثه حقيقة الموت والحياة، من بحوث ندوة الحياة الانسانية ثبت الندوة 478.
يعتبر دليلاً على الحياة، وهو في حكم الحركة، لأن الصدر يتحرك مع النبض وهذا يدل على حياة صاحب الجسد (1).
(2)
إن الفقهاء رحمهم الله ذكروا في كتبهم العلامات المعتبرة للحكم بموت الإنسان (2)، كل ذلك حرصًا منهم على أن لا يحكم بموت الإنسان إلا بعد فقدان جسمه للحياة (3).
ونصوا على أنه إذا شك في أمر الشخص هل مات أو لا أنه يجب التحري والانتظار إلى أن يتيقن موته.
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: ""وإن اشتبه أمر الميت اعتبر بظهور أمارات الموت من استرخاء رجليه، وانقصال كفيه، وميل أنفه، وامتداد جلدة وجهه، وانخساف صدغيه، وإن مات فجأة كالمصعوق أو خائفًا من حرب أو سبع، أو تردى من جبل انتظر به هذه العلامات حتى يتيقن موته" (4) اهـ.
بين رحمه الله ما ينبغي فعله عند الاشتباه من الرجوع إلى العلامات التي يظهر بها موت الإنسان، وهذا يدل على حرص العلماء
(1) حقيقة الموت والحياة د. الواعي، من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة 474، وقد أشار إلى المصادر الفقهية التي قررت الحكم المذكور، ومنها الإنصاف وفيه جزم العلامة المرداوي رحمه الله بأن اعتبار التنفس دليلاً على الحياة هو المذهب، ونقل عن صاحب الترغيب قوله:"إن قامت بينة على أن الجنين تنفس أو تحرك أو عطس فهو حي" اهـ. الإنصاف للمرداوي 7/ 330.
(2)
انظر المصادر التالية: الفتاوى الهندية 1/ 154، حاشية ابن عابدين 1/ 189، ط. الحلبي، مختصر خليل 1/ 37، شرح الخرشي 2/ 26، روضة الطالبين للنووي 2/ 98، منتهى الإرادات للفتوحي 1/ 323، المغني لابن قدامة 2/ 452، وقد أشار إلى أكثر هذه المصادر الدكتور الواعي في بحثه حقيقة الموت والحياة من بحوث ندوة الحياة الإنسانية، ثبت الندوة 475، 476.
(3)
المصدر الأخير.
(4)
المغني لابن قدامة 2/ 452.