الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2) دليل القول الثاني: وهو الجواز:
استدل أصحاب هذا القول بدليل الكتاب، والعقل، كما استدلوا بالقواعد الفقهية، واستشهدوا بأقوال بعض الفقهاء المتقدمين رحمهم الله وبيان ذلك فيما يلي:
أولاً: دليلهم من النقل والعقل:
أ- دليلهم من الكتاب:
استدلوا بالآيات الكريمة التالية:
(1)
(2)
قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ
…
} إلى قوله: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (2).
(3)
قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ
…
} (3).
= عبد السلام عبد الرحيم السكري، والشيخ محمد برهان الدين السنبهلي. انظر: نقل وزراعة الأعضاء الآدمية. د. السكري ص 124 - 131، وقضايا فقهية معاصرة للسنبهلي ص 62، 63.
(1)
سورة البقرة (2) آية 173.
(2)
سورة المائدة (5) آية 3.
(3)
سورة الأنعام (6) آية 118، 119.
(4)
وجه الدلالة:
أن هذه الآيات الكريمة اتفقت على استثناء حالة الضرورة من التحريم المنصوص عليه فيها والإنسان المريض إذا احتاج إلى نقل العضو فإنه سيكون في حكم المضطر لأن حياته مهددة بالموت كما في حالة الفشل الكلوي، وتلف القلب ونحوهما من الأعضاء المهمة في جسد الإنسان.
وإذا كانت حالته حالة اضطرار فإنه يدخل في عموم الاستثناء المذكور فيباح نقل ذلك العضو إليه (2).
(5)
(1) سورة الأنعام (6) آية 145.
(2)
شفاء التباريح والأدواء لليعقوبي 19، 23 - 28، 34، والأحكام الشرعية للأعمال الطبية. د. أحمد شرف الدين ص 133.
(3)
سورة المائدة (5) آية 32.
وجه الدلالة:
أن قوله سبحانه: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} عام يشمل كل إنقاذ من تهلكة.
وعليه فإنه يدخل فيه من تبرع لأخيه بعضو من أعضائه لكي ينقذه من الهلاك، أو يعيد إليه بصره الذي فقد نوره (1).
(6)
قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}
…
الآية) (2).
وقوله سبحانه: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} (3).
وقوله سبحانه: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيكم مِّنْ حَرجٍ
…
} (4).
وقوله سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيكمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
…
} الآية (5).
وجه الدلالة من هذه الآيات الكريمة:
أنها دلت على أن مقصود الشارع التيسير على العباد لا التعسير عليهم.
(1) فتوى لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامى الأعلى في الجزائر بتاريخ 6/ 3/1392 هـ. انظر مجلة البحوث الإسلامية عدد 22 صفحة 47.
(2)
سورة البقرة (2) آية 185.
(3)
سورة النساء (4) آية 28
(4)
سورة المائدة (5) آية 6.
(5)
سورة الحج (22) آية 78.