الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني في (مهمة الفريق الجراحي)
تستلزم الجراحة وجود الطبيب الجراح (1) الذي يقوم بالعمل الجراحي، إضافة إلى أشخاص آخرين يقومون بمساعدته بأداء مهام أخرى لها صلة وثيقة بعمله الجراحي، وهم أخصائي التخدير، والممرضون أو الممرضات (2).
والطبيب الجراح هو الذي يتحمل المسئولية الكاملة عن العمل الجراحي، ولا يعتبر أخصائيًا له حق إجراء الجراحة الطبية وتحمل مسئولياتها إلا بعد أن يمضي سنوات معينة في حقل التعليم الطبي والتطبيق، حيث يمضي سنة كاملة يتدرب فيها بعد دراسته الطبية، ثم سنتين أو ثلاث طبيبًا مقيمًا بقسم الجراحة في المستشفى يحصل أثناءها على دبلوم التخصص، ويعد بعد ذلك أخصائيًا جراحيًا لكن ليس له الحق في القيام بالعمل الجراحي وحده إلا بعد مدة أخرى يقضيها تحت إشراف أحد الجراحين القدامى حسب العادة المتبعة في العرف الطبي (3).
وأما أخصائي التخدير فإنه يعتبر عضوًا من أعضاء الفريق الجراحي، ويتم تأهيله لذلك عن طريق التعليم الطبي، حيث يقوم
(1) جاء في دائرة المعارف الإسلامية: "الجراح: وقلما يقال الجراحي، والجرائحي، ويندر أن ترد هذه الكلمة في الكتب العربية القديمة، ففيها ترد كلمة الآسي بمعنى الجراح وهي تدل أيضاً على الطبيب، وظهرت كلمة الجراح أول مرة في النقول العربية التي تمت في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) ومن ثم دخلت في المؤلفات الطبية" اهـ.
دائرة المعارف الإسلامية 6/ 318، 319.
(2)
الموسوعة الطبية الحديثة لمجموعة من الأطباء 5/ 983.
(3)
المصدر السابق 3/ 450، والسلوك المهني للأطباء للتكريتي ص 142، 143.
بدراسة علم التخدير والإنعاش والذي يعتبر من فروع التعليم الطبي في الكليات والمعاهد الطبية حاليًا.
ويقوم أخصائي التخدير بفحص المريض قبل إجراء الجراحة وتخديره ليتعرف من خلال ذلك على حالة المريض الصحية ومدى كفاءة الجهاز التنفسي، وحساسيته تجاه المواد المخدرة، ليستطيع بعد ذلك أن يحدد نوعية المخدر وكميته التي سيعطيها للمريض، وله الحق في إبداء رأيه عن عدم صلاحية المريض، وامتناعه من تخديره بناء على ذلك (1).
وإذا قام بتخدير المريض فإنه يتحمل المسئولية عن مراقبته وملاحظة حركات التنفس وقياس ضغط الدم، ويتخذ الحيطة اللازمة دون حصول أي تغير يضر بالمريض ويعرض حياته للهلاك، فيمنع لسان المريض من الاندفاع للخلف لئلا يختنق فيموت ويتخذ الاستعدادات الكافية للحيلولة دون الهبوط المفاجيء في ضغط الدم عند المريض وفي حالة توقف عمل القلب يقوم بتدليكه عن طريق خارجي، أو من خلال الحجاب الحاجز (2).
وبعد أن تنتهي الجراحة الطبية تبدأ مرحلة أخرى لعمل طبيب التخدير، وهي إفاقة المريض، وإعادته إلى حالته الطبيعية.
وتستمر رعاية طبيب التخدير لمريضه لمدة أربع وعشرين ساعة على الأقل بعد إجراء الجراحة، بحيث يمكن تلافي أي مضاعفات قد تحدث للمريض بعد إجراء الجراحة (3).
(1) التخدير غوردون أوستلر، وزوجر برايس سمث 8، 9، السلوك المهني للأطباء، للتكريتي ص 252، 253.
(2)
السلوك المهني للأطباء للتكريتي ص 254، 255.
(3)
العمليات الجراحية وجراحة التجميل- محمد رفعت ص 24.
وأما الممرضون والممرضات فمهمتهم في الجراحة تقوم على التحضير لها قبل إجرائها، ومساعدة الجراحين أثناء قيامهم بمهتهم.
فأما تحضيرهم للجراحة، فذلك يشمل تحضير المريض نفسيًا وجسديًا، وتحضير الأدوات والآلات اللازمة أثناء العمل الجراحي حسب الجراحة المطلوبة، ثم الإشراف على تمريض المريض بعد انتهاء الجراحة.
أما تحضيرهم للمريض فإنه يشتمل على تهدئته، وتهيئته لتحمل مشاق الجراحة من الناحية النفسية.
كما يشتمل على فحصه قبل الجراحة بيوم، فيقوم الممرض بقياس درجة حرارة المريض، ومعدل نبضه، وتنفسه، وضغط دمه، ثم يقوم بتسجيل جميع المعلومات في بطاقة المريض الخاصة.
وفي هذه الحالة يتحمل مسئولية الإخبار عن كل حالة غير طبيعية يخشى من ضررها في المستقبل.
ثم يقوم بإعطاء المريض الأدوية الخاصة واللازمة قبل الجراحة، كما يقوم بتفريغ مثانة المريض من البول قبل إدخاله للغرفة التي ستجرى فيها الجراحة (1).
ويشتمل تحضير المريض -أيضًا- على تعقيم الموضع الذي ستجرى فيه الجراحة وتهيئته للعمل الجراحي بحلقه مثلاً إن كان فيه شعر كما يحدث ذلك في بعض أنواع الجراحة (2).
(1) التمريض الجراحي والباطنى وفروعهما د. سعاد حسين حسن 2/ 54 - 59، 65، ومقدمة في فن التمريض د. الدجاني وهويد اللحام ص 70.
(2)
المصدر السابق 2/ 56، 57 وروافد الجراحة للمرضات للبوز ص 20، من أمثلة =
ثم يقوم الممرض بتحضير جميع الأدوات والآلات الجراحية المطلوبة حسب نوعية الجراحة، ويعتني بتنظيفها وتعقيمها (1).
وفي أثناء العمل الجراحي ينقسم الممرضون حسب المهمات المطلوبة منهم، فمنهم من يقوم بمناولة الطبيب الجراح آلات الجراحة التي يحتاجها، ومنهم من يقوم بتنظيفها، وإعادة تعقيمها بعد استعمال الطبيب الجراح لها تهيئة لاستعمالها ثانية، ومنهم من يقوم بمهمة إحضار ما يلزم من خارج غرفة الجراحة ويسمى بالممرض الدوار، أو الممرضة الدوارة.
وتتخذ في حقه بعض الاحتياطات خشية أن يتسبب في تلويث الغرفة بالجراثيم نظرًا لخروجه إلى الأماكن غير المعقمة، ثم دخوله لغرفة الجراحة (2).
ويعتبر الممرض مسئولاً عن عد الآلات الجراحية، والقطع التي تم تحضيرها للجراحة قبل وبعد انتهاء العمل الجراحي، ولا يخيط الطبيب الجراح الجرح إلا بعد أن يقوم ذلك الممرض بِعَدِّ تلك القطع والآلات، وذلك خشية نسيان شيء منها داخل جسم المريض (3) كما يحدث ذلك في بعض الأحيان (4).
* * *
= ذلك ما يجري في جراحة الدماغ التي تستلزم حلق الرأس أو جزء منه تمهيدًا للعمل الجراحي. الجراحة العصبية د. هشام بكداش ص 18.
(1)
التمريض الجراحي والباطني وشروعهما، د. سعاد حسين 2/ 29 - 40، ومقدمة في فن التمريض د. الدجاني، وهديه اللحام ص 71.
(2)
الموسوعة الطبية الحديثة لمجموعة من الأطباء 3/ 452 - 453.
(3)
المصدر السابق، وميادين الطب- مارجريت هايد ترجمة د. م عيسى ص 18.
(4)
السلوك المهني للأطباء للتكريتي ص 360.