الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن هذا الحديث ظاهر في الدلالة على علمه صلى الله عليه وسلم بثقب الآذان ووضع الحلي فيها للزينة، ومع ذلك لم ينكره ولم يحرمه، فدل هذا على جوازه.
ب- دليل العقل:
أن المرأة محتاجة إلى الثقب، ولها فيه مصلحة، فيشرع فعله بها (1).
(2) دليل القول الثاني:
استدلوا بالعقل من وجوه:
الوجه الأول:
أن ثقب الأذن ملحق بتبتيك آذان الأنعام الذي أخبر الله تعالى في كتابه أنه مما يأمر به الشيطان أولياءه (2).
الوجه الثاني:
أن الثقب جرح مؤلم لا يجوز فعله إلا لحاجة مهمة والتحلي ليس منها (3).
الوجه الثالث:
أنه تعجيل أذى لا فائدة منه فلا يشرع فعله (4).
الترجيح:
الذي يترجح في نظري والعلم عند الله هو القول بجواز ثقب الأذن
(1) تحفة المودود لابن القيم 165.
(2)
المصدر السابق.
(3)
أحكام النساء لابن الجوزي 10.
(4)
المصدر السابق.
للنساء من أجل الحلي، وذلك لما يأتي:
أولاً: لصحة ما استدل به أصحاب هذا القول من الأدلة النقلية والعقلية.
ثانيًا: وأما استدلال أصحاب القول الثاني بالعقل فيجاب عنه من وجوه:
الوجه الأول:
لا نسلم بصحتها لما يلي:
أ- أن إلحاق ثقب الأذن بتبتيك آذان الأنعام قياس مع الفارق لأن الأصل لا مصلحة فيه بخلاف الفرع ففيه مصلحة شهد الشرع باعتبارها وهي تحلي المرأة وتجملها، فحرم الأصل وجاز الفرع.
ب- وأما الوجه الثاني فإننا لا نسلم أن التحلي ليس بحاجة مهمة، بل هو حاجة مهمة عند النساء وفي منعهن منه حرج ومشقة.
جـ- وأما الوجه الثالث: فغير مسلم لأن نفي الفائدة عن التحلي مخالف للعادة والحس.
الوجه الثاني:
سلمنا صحة هذه الأدلة العقلية فرضًا لكن نقول هذا اجتهاد في مقابل النص، ولا اجتهاد مع النص.
لهذا كله فإنه يترجح القول بجواز ثقب أذن المرأة للتحلي
…
والله أعلم.