المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ العلاقة بين مسمى الإيمان والإسلام: - معجم التوحيد - جـ ١

[إبراهيم بن سعد أبا حسين]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَة

- ‌تنبيه

- ‌1 - لا إله إلا الله

- ‌1 - "لا إله إلا الله " أول واجب على المكلف:

- ‌2 - تفسيرات باطلة لـ "لا إله إلا الله

- ‌3 - دلالة "لا إله إلا الله" على التوحيد:

- ‌4 - إعراب كلمة "لا إله إلا الله

- ‌5 - أركان "لا إله إلا الله

- ‌فائدة:

- ‌7 - شروط الشهادتين

- ‌أولًا: العلمُ بمعناها نفيًا وإثباتًا المنافي للجهل بذلك:

- ‌ثانيًا: اليقين

- ‌ثالثًا: الصدق: المنافي للكذب المانع من النفاق:

- ‌رابعًا: المحبة: لهذه الكلمة ولما دلت عليه:

- ‌خامسًا: الانقياد المنافي للترك:

- ‌سادسًا: القبول المنافي للرد:

- ‌ الفرق بين الانقياد والقبول:

- ‌سابعًا: الإخلاص المنافي للشرك:

- ‌8 - نواقض الشهادتين:

- ‌9 - متى ينفع الإنسان قول لا إله إلا الله

- ‌1).10 -فضل لا إله إلا الله:

- ‌11 - آثار لا إله إلا الله

- ‌2 - أبا جاد

- ‌3 - اتخاذ القبور عيدًا

- ‌العيد لغة:

- ‌ مفاسد اتخاذ القبور عيدًا:

- ‌ حكم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخل المسجد أو خرج منه:

- ‌4 - اتخاذ القبور مساجد

- ‌[البناء على القبور]

- ‌أقوال العلماء:

- ‌1 - الصلاة عِنْدَ القبر:

- ‌2 - الصلاة إلى القبر:

- ‌3 - بناء المسجد على القبر:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1. حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر أو الصلاة بين القبور

- ‌ مسألة:

- ‌2. الحكمة في النهي عن الصلاة في المقبرة أو بين القبور:

- ‌3).3.حكم الصلاة في الكنيسة

- ‌5 - احترام أسماء الله الحسنى

- ‌[توحيد الأسماء والصفات]

- ‌6 - الإحداد على الزعماء والوجهاء

- ‌7 - الإحسان

- ‌أقوال العلماء:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌2 - ذكر ابن رجب رحمه الله أن للإحسان مقامين

- ‌3 - بين الإسلام والإيمان والإحسان عموم وخصوص:

- ‌8 - الأحوال التي تجرى على يد السحرة والكهان

- ‌[الكهانة - السحر]

- ‌9 - الإخلاص

- ‌[لا إله إلا الله - الرياء]

- ‌ أقوال بعض السلف:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1. حكم الإخلاص:

- ‌2. منزلة الإخلاص وفضله:

- ‌10 - أذى الرسول صلى الله عليه وسلم أو عيبه

- ‌11 - إرادة الإنسان بعمله الدنيا

- ‌[الرياء]

- ‌ أقوال السلف:

- ‌ حكم إرادة الإنسان بعمله الصالح الدنيا:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1. الفرق بين إرادة الإنسان بعمله الدنيا وبين الرياء:

- ‌2. صور من إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

- ‌3. الأعمال التي رتب عليها الشارع ثوابًا دنيويًا:

- ‌1).12 -الاسترقاء

- ‌13 - الْاِسْتِسْقَاءُ بالْأنوَاءِ

- ‌ حكم الاستسقاء بالأنواء:

- ‌ تنبيهات:

- ‌14 - الاستشفاع بالله على خلقه

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌15 - الاستعاذة

- ‌حكم الاستعاذة:

- ‌ والاستعاذة بالمخلوق على قسمين:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌ الاستعاذة المشروعة والممنوعة خمسة أنواع:

- ‌ حكم قول أعوذ بالله وبكـ أو ثم بكـ:

- ‌ الفرق بين الاستعاذة والدعاء:

- ‌16 - الاستعانة

- ‌ حكم الاستعانة بالمخلوق:

- ‌ضابط الاستعانة الشركية:

- ‌17 - الاستغاثة

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌ الاستغاثة به فيما يقدر عليه"(3).حكم الاستغاثة:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌ الفرق بين الدعاء والاستغاثة:

- ‌18 - الاستغفار

- ‌ الفرق بين الاستغفار والتوبة:

- ‌19 - الاستقامة

- ‌20 - استقدام الكفار إلى جزيرة العرب

- ‌21 - الاستقسام بالأزلام

- ‌22 - الاستمداد

- ‌[الدعاء]

- ‌23 - الاستهزاء

- ‌[سب الرسول، سب الدين والرب، سب الصحابة]

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌ حكم الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم الاستهزاء بالدين:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌ حكم الجلوس مع المستهزئين:

- ‌ توبة المستهزئ:

- ‌24 - الإسلام

- ‌الإسلام في اللغة:

- ‌ الإسلام في الشرع:

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌ العلاقة بين مسمى الإيمان والإسلام:

- ‌ الإسلام بالمعنى العام والخاص:

- ‌ الإسلام الكوني والشرعي:

- ‌ هل الجهاد من أركان الإسلام

- ‌25 - الأصنام

- ‌26 - أصول الإيمان

- ‌27 - الأصولُ الثلاثة

- ‌ فائدة:

- ‌28 - أصول الدين

- ‌ حكم تقسيم الدين إلى لب وقشور:

- ‌2).29 -إضافه النعم لغير الله

- ‌30 - الإطراء

- ‌[الغلو - التنطع]

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌31 - اعتقاد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام

- ‌ الرد على شبهة احتجاجهم بقصة الخضر:

- ‌32 - الاعتكاف عِندَ القبور والمشاهد

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌33 - الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به

- ‌ الفرق بين التولي والإعراض:

- ‌34 - أعمال القلوب

- ‌ ومن أعمال القلوب:

- ‌ العلاقة بين أعمال القلوب وأعمال الجوارح:

- ‌ ومن أعمال القلوب وأعمال الجوارح:

- ‌35 - الأعياد

- ‌36 - الإقامة في بلاد الكفار

- ‌[الولاء والبراء - الهجرة]

- ‌ الفرق بين بلاد الإسلام وبلاد الكفر:

- ‌ أقوال العلماء في النهي عن الإقامة ببلاد الكفار:

- ‌ حكم السفر إلى بلاد الكفار:

- ‌ حكم التجنس بجنسية بلاد كافرة:

- ‌37 - الإقسام على الله

- ‌[التألِّي على الله]

- ‌38 - الاكتواء

- ‌39 - الإكراه

- ‌40 - الإلحاد في أسماء الله

- ‌[الأسماء والصفات]

- ‌41 - اللهم اغفر لي إن شئت

- ‌ أقوال العلماء في الحكمة من النهي عن تعليق الدعاء بالمشيئة:

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌ حكم قول اللهم اغفر لي إن شئت:

- ‌ مسألة: سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن قول "إن شاء الله" على عمل قد تم فقال:

- ‌ حكم قول: والله على ما يشاء قدير

- ‌42 - الأمن من مكر الله

- ‌[اليأس - القنوط]

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌فوائد:

- ‌أسباب الأمن من مكر الله:

- ‌43 - الإنابة

- ‌[التوبة]

- ‌أقوال العلماء:

- ‌44 - الانحناء

- ‌45 - الأنداد

- ‌46 - الأنصاب

- ‌47 - الانقياد المنافي للترك

- ‌48 - إنكار النعم

- ‌49 - أهل الأهواء

- ‌50 - أهل السنة والجماعة

- ‌ صفات وخصائص منهج أهل السنة والجماعة:

- ‌ نشأة مصطلح أهل السنة والجماعة:

- ‌ أسماء يعرف بها أهل السنة والجماعة:

- ‌1 - السلف:

- ‌ إطلاق السلفية والمراد بها:

- ‌2 - الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية:

- ‌ فائدة:

- ‌3 - أهل الحديث والأثر:

- ‌4 - الغرباء:

- ‌51 - أهل الفترة

- ‌[التكفير، عارض الجهل]

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌ حكم أهل الفترة:

- ‌ تنبيه:

- ‌52 - الأوثان

- ‌[الصنم - النصب]

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌الفرق بين الصنم والوثن:

- ‌53 - أوثق عرى الإيمان

- ‌54 - إيقاد السرج على القبور

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌ حكمه:

- ‌أسباب المنع من إيقاد السرج:

- ‌55 - الإيمان

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - العلاقة بين الإسلام والإيمان:

- ‌2 - أركان الإيمان:

- ‌3 - ثمرات الإيمان:

- ‌4 - زيادة الإيمان ونقصانه:

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌ موقف الإمام مالك رحمه الله من القول بنقص الإيمان:

- ‌5 - السلف يعدّون من أنكر زيادة الإيمان ونقصانه من المرجئة:

- ‌6 - الإيمان يتبعض:

- ‌7 - صلة العمل بالإيمان:

- ‌56 - الإيمان بالله

- ‌ الدليل من السنة:

- ‌ والإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:

- ‌ من ثمرات الإيمان بالله تعالى:

- ‌57 - الإيمان بالملائكة

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌ من ثمرات الإيمان بالملائكة:

- ‌ حقيقة وجود الملائكة:

- ‌ المفاضلة بين الملائكة والبشر:

- ‌ المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر:

- ‌58 - الإيمان بالكتب

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - الإيمان بالكتب أصل من أصول الإيمان الستة

- ‌2 - قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "والإيمان بها يتضمن أربعة أمور:

- ‌3).3 -من ثمرات الإيمان بالكتب:

- ‌59 - الإيمان بالرسل

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - ما ينبغي للمسلم أن يعتقده في الأنبياء والرسل:

- ‌2).2 -قال الشيخ ابن عثيمين: "والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:

- ‌3 - من ثمرات الإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام:

- ‌4 - فائدة:

- ‌ مسألة: من كفر بنبي واحد كفر بجميع الأنبياء:

- ‌5 - من هو أول الرسل

- ‌60 - الإيمان باليوم الآخر

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - قال ابن عثيمين: "والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور:

- ‌2 - من ثمرات الإيمان باليوم الآخر:

- ‌61 - الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌62 - البدعة

- ‌ الدليل من السنة:

- ‌ أقوال العلماء:

- ‌ فوائد:

- ‌1 - ضابط البدعة وأقسامها:

- ‌2 - مناقشة تقسيم البدع إلى حسنة وسيئة:

- ‌4 - تمسكوا بأقوال لعلماء أجلاء ولم يعرفوا مرادهم من أقوالهم:

- ‌3 - أسباب ذم البدع:

- ‌4 - تاريخ ظهور البدع:

- ‌5 - أسباب ظهور البدع:

- ‌6 - حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها:

- ‌7 - أثر البدع على التوحيد:

- ‌8 - وللعلماء كلام في قبول توبة المبتدع:

- ‌9 - موقف أهل السنة والجماعة من المبتدعة:

- ‌10 - وقد كان أئمة السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع أو سماع كلامهم:

- ‌11 - حكم تكفير الداعي إلى البدعة المكفرة:

- ‌63 - البروج

- ‌64 - البعث

- ‌65 - بغض وكراهية ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌والبغض والكراهة ينافياق عمل القلب من وجهين:

- ‌ الفرق بين كره المشقة ونفور الطبع وبين الاعتقاد:

- ‌ فائدة:

- ‌66 - البناء على القبور

- ‌ سبب التحذير من رفع البناء على القبر:

- ‌ شبهات حول البناء على القبور:

- ‌ حكم هدم القباب المبنية على القبور:

- ‌67 - البيان

- ‌68 - التألّي على الله

- ‌69 - التأويل

- ‌70 - التبرك

- ‌1 - أن السائلين من الصحابة يجهلون أنه شرك:

- ‌2 - أن الصحابة لم يفعلوا ذلك وأنهم لو فعلوا لكفروا:

- ‌3 - أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء:

- ‌4 - النهي عن مشابهة الكفار:

- ‌التبرك قسمان: ممنوع ومشروع:

- ‌أولا: التبرك الممنوع:

- ‌ ومن هذا القبيل التبرك بالأموات بدعائهم وعبادتهم

- ‌ حكم التبرك بذوات الصالحين وآثارهم:

- ‌ثانيًا: التبرك المشروع:

- ‌أ - التبرك بالأقوال والأفعال والهيئات التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ج - أزمنة مباركة

- ‌د - ومن الأطعمة المباركة

- ‌ التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ حكم التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته:

- ‌ حكم بعض الألفاظ المتعلقة بالبركة:

- ‌71 - تتبع آثار الأنبياء والصالحين المكانية

- ‌ حكم تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم المكانية:

- ‌72 - التحاكم إلى غير ما أنزل الله

- ‌ أقوال العلماء في التحاكم إلى غير ما أنزل الله:

- ‌ بعض صور التحاكم:

- ‌ مسألة في التحاكم إلى القوانين إذا كان في بلاد الكفر:

- ‌ آثار التحاكم إلى غير الله:

- ‌73 - تحقيق التوحيد

- ‌74 - تحليل الحرام

- ‌75 - التداوي

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم التداوي:

- ‌2).2 -حكم التداوي قبل وقوع الداء:

- ‌3 - علاقة التداوي بالتوكل:

- ‌76 - التسخط من قدر الله

- ‌77 - التشبه

- ‌ أنواع التشبه بالكفار:

- ‌أ - التشبه المطلق بالكفار:

- ‌ب - تعظيم شعيرة من شعائرهم:

- ‌ وقد ذكر بعض العلماء أنواعًا أخرى:

- ‌ 2 - جاء الإجماع على حرمة التشبه والنهي عنه:

- ‌3 - ضابط التشبه بالكفار:

- ‌4 - يجب إنكار التشبه ولا يجوز الإعانة عليه:

- ‌5 - حكم التشبه بهم في أعيادهم وما أحدثوه من العبادات أو العادات:

- ‌6 - ينهى عن التشبه ولو لم يقصد:

- ‌7 - المقصود الأعظم ترك الأسباب التي تدعو إلى موافقتهم ومشابهتهم باطنًا:

- ‌8 - حكم مشابهة الكفار فيما ليس من شرعنا:

- ‌9 - وقوع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "لتركبن سنن من كان قبلكم

- ‌1).10 -يمنع الكفار من التشبه بالمسلمين:

- ‌1).11 -أثر التكلم بالعربية وترك الأعجمية:

- ‌12 - ذكر أصناف ينهى عن التشبه بهم:

- ‌1 - الكفار عمومًا

- ‌أ - المجوس:

- ‌ب - الفرس

- ‌ج - الأعاجم غير المسلمين:

- ‌2 - الجاهلية وأهلها:

- ‌3 - الفساق:

- ‌4 - الشيطان:

- ‌5 - الأعراب الذين لم يكمل دينهم:

- ‌6 - البهائم:

- ‌7 - تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال:

- ‌78 - التصوير

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - التصوير بداية الشرك في بني آدم:

- ‌ علاقة هذا الباب بكتاب التوحيد:

- ‌2 - تنبيه:

- ‌3 - أقسام صناعة التصاوير وحكم كل قسم:

- ‌القسم الأول: قال الشيخ ابن عثيمين: "أن يصور الإنسان ما له ظل

- ‌القسم الثاني: تصوير ما ليس له ظل مما فيه نفس من الحيوان والإنسان لكن ليس على هيئة جسم

- ‌القسم الثالث التصوير بالآلة:

- ‌القسم الرابع: تصوير ما لا ينتج عنه منظر ولا مشهد ثابت

- ‌القسم الخامس تصوير ما لا روح فيه:

- ‌4 - حكم اقتناء الصور واستعمالها واتخاذها:

- ‌5 - اللُّعب المصورة للبنات وتنقسم إلى قسمين:

- ‌6 - الصورة الرأس:

- ‌7 - سبب امتناع الملائكة دخول بيت فيه صورة:

- ‌79 - التطير

- ‌80 - تعظيم الله

- ‌أما التعظيم بالقول فمن مظاهره:

- ‌ أما التعظيم بالفعل فمن مظاهره:

- ‌حكم الإحداد على الزعماء والوجهاء:

- ‌ التحذير من التعظيم المحرم:

- ‌81 - تقبيل القبور والأعتاب للتبرك

- ‌82 - التكذيب ببعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌83 - التكفير

- ‌1 - النصوص الواردة في التحذير من التكفير بغير دليل شرعي ولا علم:

- ‌2 - وجوب التفريق بين الإطلاق والتعيين:

- ‌3 - قبل الحكم بالتكفير يشترط أن يكون عالمًا بمخالفته التي أوجبت كفره

- ‌4 - يجب معرفة موانع التكفير ومنها:

- ‌1 - العذر بالجهل

- ‌2).2 -الإكراه:

- ‌ تنبيه آخر:

- ‌ شروط الإكراه:

- ‌3).3 -الخطأ:

- ‌4).4 -التأويل:

- ‌ أما التأويل عند أهل البدع:

- ‌5 - العجز:

- ‌ تنبيهات:

- ‌التنبيه الأول: معرفة العلاقة بين الظاهر والباطن:

- ‌ التنبيه الثاني: تكفير أهل القبلة لا يكون بالمعاصي:

- ‌ مسألة في بطلان القول بتكفير الجميع:

- ‌ التنبيه الثالث: لا يلزم من قتال فئة من المسلمين تكفيرهم

- ‌ التنبيه الرابع: أن من يحكم في هذه الأمور هم العلماء والقضاة:

- ‌ التنبيه الخامس: الامتناع عن التكفير بإطلاق تعطيلٌ للأحكام وإغلاق لباب الردة

- ‌ التنبيه السادس: التكفير ليس سببه التكذيب أو الجحود فقط بل يكون بالاعتقاد وبالعمل

- ‌84 - تكفير من لم يكفر الكافر

- ‌أقوال العلماء في كفر من لم يكفّر الكافر أو شك في كفره:

- ‌ تنبيه مهم:

- ‌85 - التمسح بالقبر وتقبيله وغيره

- ‌ حكم تقبيل القبور والأعتاب والتمسح بها:

- ‌ مسألة عن الوقوف في الملتزم ووضع الخد على البيت:

- ‌86 - التميمة

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - حكم تعليق التميمة:

- ‌2 - مسألة: حكم تعليق التمائم من القرآن:

- ‌3 - ما يلحق بالتمائم:

- ‌4 - لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه(4):

- ‌87 - التنجيم

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - علم النجوم ينقسم إلى قسمين:

- ‌2 - حكم التنجيم:

- ‌3).3 -بعض شبه المنجمين:

- ‌4 - أما صناعة التنجيم وتعلمه والعمل به فقد أجاب عن حكمه شيخ الإسلام بقوله: "بل ذلك محرم

- ‌5 - أما حكم إتيان المنجمين فالكلام عنه كالكلام عن حكم إتيان الكهان

- ‌6 - فائدة:

- ‌7 - التصديق بالبروج:

- ‌88 - التنطع

- ‌89 - التوبة

- ‌ وجوب التوبة إلى الله:

- ‌ حكم التوبة لغير الله:

- ‌ الفرق بين التوبة والاستغفار:

- ‌90 - التوحيد وأقسامه

- ‌ التلازم بين أنواع التوحيد:

- ‌ فضل التوحيد:

- ‌91 - توحيد الأسماء والصفات

- ‌ مسائل تتعلق بالأسماء والصفات:

- ‌الأولى: وجوب احترام أسماء الله

- ‌الثانية في حكم التسمي بأسماء الله:

- ‌الثالث: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "لا يصح أن نقول: "شاءت قدرة الله

- ‌الرابعة: دعاء الصفة لا يجوز كأن يقول: يا رحمة الله ارحميني

- ‌الخامسة: حكم تسمية ضيف الله، وجار الله، ونعمة الله:

- ‌السادسة: حكم قول: أخي العزيز هذه جائزة

- ‌السابعة: يقول الحافظ ابن القيم: "يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيًا لذلك المطلوب

- ‌وضد توحيد الأسماء والصفات الإلحاد:

- ‌حكم جحود شيء من الأسماء والصفات من غير تأويل:

- ‌ وهذه المسألة فيها تفصيل:

- ‌92 - توحيد الألوهية

- ‌ فوائد:

- ‌1 - فائدة:يقال لتوحيد الألوهية توحيد العبادة

- ‌2 - فطرية التوحيد وأن الشرك طارئ على البشر:

- ‌3 - 126] "(1).3 -ما يضاد التوحيد ويناقضه:

- ‌4 - تحقيق التوحيد(2):

- ‌93 - توحيد الربوبية

- ‌ توحيد الربوبية لا يكفي العبد في حصول الإسلام:

- ‌ استلزام توحيد الربوبية لتوحيد الألوهية:

- ‌94 - توحيد القصد والطلب

- ‌95 - توحيد المعرفة والإثبات

- ‌ والتوحيد القولي ينقسم إلى قسمين:

- ‌96 - التوسل

- ‌ ودليله من السنة:

- ‌ تنبيه:

- ‌ تنبيه:

- ‌ حكم التوسل إلى الله بذوات المخلوقين:

- ‌ مسائل مهمة:

- ‌ حكم التوسل بالأموات:

- ‌ حكم التوسل بسيد الأنبياء:

- ‌ دفع توهم:

- ‌ شبهات في التوسل الممنوع:

- ‌الشبهة الأولى:

- ‌الشبهه الثانية:

- ‌الشبهة الثالثة:

- ‌الشبهة الرابعة:

- ‌الشبهة الخامسة:

- ‌الشبهة السادسة:

- ‌الشبهة السابعة:

- ‌الشبهة الثامنة:

- ‌الشبهة التاسعة:

- ‌الشبهة العاشرة:

- ‌الشبهة الحادية عشرة:

- ‌97 - التوكل على الله تعالى

- ‌ أحكام وفوائد:

- ‌1 - صلة التوكل بالعبادة والإيمان:

- ‌2 - حقيقة التوكل:

- ‌3).3 -أقسام التوكل على الله:

- ‌4 - أقسام التوكل على غير الله:

- ‌5 - مسألة: قول توكلت على الله ثم عليك:

- ‌6 - كيف يستكمل العبد مقام التوكل وتثبت قدمه فيه:

- ‌7 - علاقة الأسباب بالتوكل:

- ‌8 - مسألة مهمة في علاقة التداوي والاكتواء والاسترقاء بالتوكل:

- ‌98 - التولة

- ‌ علاقة الدبلة بالتولة:

الفصل: ‌ العلاقة بين مسمى الإيمان والإسلام:

*‌

‌ أحكام وفوائد:

*‌

‌ العلاقة بين مسمى الإيمان والإسلام:

إن اسم الإيمان تارة يذكر مفردا غير مقرون باسم الإسلام. وتارة يذكر مقرونا فمن أمثلة ذكره مقرونا بالإسلام قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [الأحزاب: 35]، وقال تعالى:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14]، وقال تعالى:{فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: 35، 36] وقول جبريل عليه السلام في حديث عمر بن الخطاب: "ما الإسلام، وما الإيمان"

(1)

.

ومن أمثلة ذكر الإيمان مفردًا قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2]، وقوله تعالى:{آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الحديد: 7، 8].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"

(2)

.

وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"

(3)

.

ومن أمثلة ذكر الإسلام مفردًا قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}

(1)

تقدم تخريجه.

(2)

أخرجه البخاري (9)، ومسلم (35، 58) واللفظ له.

(3)

أخرجه البخاري (13)، ومسلم (45) عن أنس بن مالك.

ص: 133

وقوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ، وقوله:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، وقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: 208].

والتفريق بين الإسلام والإيمان من المسائل التي وقع فيها الخلاف بين السلف رحمهم الله ولهم فيها ثلاثة أقوال:

القول الأول: إنهما شيء واحد فلا فرق بين الإسلام والإيمان:

وممن قال بذلك:

الإمام البخاري حيث بوّب في صحيحه فقال: "باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام الإيمان والإحسان وعلم الساعة وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له، ثم قال: "جاء جبريل عليه السلام يعلمكم دينكم" فجعل ذلك كله دينًا. وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس من الإيمان وقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85] "

(1)

.

قال ابن حجر: "تقدم أن المصنف يرى أن الإيمان والإسلام عبارة عن معنى واحد فلما كان ظاهر سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام وجوابه يقتضي تغايرهما، وأن الإيمان تصديق بأمور مخصوصة والإسلام إظهار أعمال مخصوصة أراد أن يرد ذلك بالتأويل إلي طريقته، قوله وبيان أي مع بيان الاعتقاد والعمل دين. وقوله وما بين أي مع ما بين للوفد أن الإيمان هو الاسم حيث فسره في قصتهم بما فسر به الإسلام هنا وقوله أي مع ما دلت عليه الآية أن الإسلام هو الدين، ودل عليه خبر أبي سفيان أن الإيمان هو الدين فاقتضى ذلك أن الإسلام والإيمان أمر واحد هذا محصل كلامه"

(2)

.

(1)

أخرجه البخاري (37).

(2)

فتح الباري 1/ 114.

ص: 134

محمد بن نصر المروزي يرى أن الإيمان هو الإسلام فيقول: "وقالت طائفة وهم الجمهور الأعظم من أهل السنة والجماعة وأصحاب الحديث الإيمان الذي دعا الله العباد إليه وافترضه عليهم هو الإسلام الذي جعله الله دينًا ارتضاه لعباده ودعاهم إليه"

(1)

.

ونقل عنه شيخ الإسلام أنه قال: "وقد ذكرنا تمام الحجة في أن الإسلام هو الإيمان، وأنهما لا يفترقان ولا يتباينان"

(2)

.

الإمام الحافظ ابن منده حيث بوب لذلك في كتاب الإيمان فقال: "ذكر الأخبار الدالة والبيان الواضح من الكتاب والسنة أن الإيمان والإسلام اسمان لمعنى واحد"

(3)

.

وإلى هذا الرأي يذهب ابن عبد البر حيث قال: "الذي عليه جماعة أهل الفقه والنظر أن الإيمان والإسلام سواء بدليل ما ذكرنا من كتاب الله عز وجل قوله: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الذاريات: 35، 36] وعلى القول بأن الإيمان هو الإسلام جمهور أصحابنا وغيرهم من الشافعية والمالكية وهو قول داود وأصحابه وأكثر أهل السنة والنظر المتبعين للسلف والأثر إلى أن قال والصحيح عندنا ما ذكرت لك"

(4)

.

القول الثاني: إنهما شيئان متغايران مطلقًا سواء اجتمعا أو افترقا:

وقال به جماعة من السلف منهم:

(1)

تعظيم قدر الصلاة للمروزي 2/ 529.

(2)

مجموع الفتاوى 7/ 365.

(3)

الإيمان لابن منده 1/ 321.

(4)

التمهيد لابن عبد البر 9/ 250.

ص: 135

1 -

الإمام الزهري: حيث يرى: "إن الإسلام الكلمة والإيمان العمل"

(1)

.

ولبيان معنى كلام الزهري رحمه الله أنقل ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، قال:"ولما كان كل من أتى بالشهادتين صارًا مسلمًا متميزًا عن اليهود والنصارى، تجري عليه أحكام الإسلام؛ كان هذا مما يجزم به بلا استثناء فيه، فلهذا قال الزهري: الإسلام الكلمة، وعلى ذلك وافقه أحمد وغيره، وحين وافقه لم يرد أن الإسلام الواجب هو الكلمة وحدها، فإن الزهري أجلّ من أن يخفى عليه ذلك"

(2)

.

2 -

الإمام أحمد كما ذكره عنه عبد الملك الميموني قال: قلت: لأبي عبد الله تفرق بين الإيمان والإسلام قال: نعم

(3)

.

وقال ابنه صالح: "سئل أبي عن الإسلام والإيمان. فقال: قال ابن أبي ذئب: الإسلام القول والإيمان العمل فقيل ما تقول أنت؟ قال: الإسلام غير الإيمان"

(4)

.

قال ابن منده: "وقال بهذا القول جماعة من الصحابة والتابعين منهم عبد الله بن عباس والحسن ومحمد بن سيرين وهو مذهب جماعة من أئمة الآثار"

(5)

.

قال ابن عبد البر: "وقد ذهبت طائفة من أهل الحديث إلى أن الإيمان والإسلام معنيان"

(6)

.

القول الثالث: أن الإسلام والإيمان إذا أطلق أحدهما مفردًا شمل الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله. وأما إذا قرن بينهما وذكرا معًا فعند

(1)

الإيمان لابن منده 1/ 311.

(2)

مجموع الفتاوى 7/ 415.

(3)

السنة للخلال 3/ 604.

(4)

السنة للخلال 3/ 640

(5)

الإيمان لابن منده 1/ 311 - 312.

(6)

التمهيد لابن عبد البر 9/ 249.

ص: 136

ذلك يفترقان فيراد بالإسلام حينئذ الأعمال والأقوال الظاهرة ويراد بالإيمان الاعتقادات الباطنة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "

فإذا قيل إن الإسلام والإيمان التام متلازمان لم يلزم أن يكون أحدهما هو الآخر كالروح والبدن فلا يوجد عندنا روح إلا مع البدن، ولا يوجد بدن حي إلا مع الروح وليس أحدهما الآخر فالإيمان كالروح فإنه قائم بالروح ومتصل بالبدن، والإسلام كالبدن ولا يكون البدن حيا إلا مع الروح بمعنى أنهما متلازمان لا أن مسمى أحدهما هو مسمى الآخر"

(1)

.

وقال ابن رجب: "

فإنه يتضح بتقرير أصل وهو أن من الأسماء ما يكون شاملًا لمسميات متعددة عند إفراده وإطلاقه، فإذا قُرن ذلك الاسم بغيره صار دالًا على بعض تلك المسميات، والاسم المقرون به دالٌ على باقيها وهذا كاسم الفقير والمسكين فإذا أفرد أحدهما دخل فيه كل من هو محتاج فإذا قرن أحدهما بالآخر دل أحد الاسمين على بعض أنواع ذوي الحاجات والآخر على باقيها، هكذا اسم الإسلام والإيمان إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده، فإذا قورن بينهما دل أحدهما على بعض ما يدل عليه بانفراده ودل الآخر على الباقي وقد صرح بهذا المعنى جماعة من الأئمة قال أبو بكر الإسماعيلي في رسالته إلى أهل الجبل: قال كثير من أهل السنة والجماعة إن الإيمان قول وعمل، والإسلام فعل ما فرض الله على الإنسان أن يفعله إذا ذكر كل اسم على حدته مضمومًا إلى آخر فقيل: المؤمنون والمسلمون جميعًا مفردين أريد بأحدهما معنى لم يرد به الآخر، وإذا ذكر أحد الاسمين شمل الكل وعمهم.

وقد ذكر هذا المعنى أيضًا الخطابي في كتابه "معالم السنن" وتبعه عليه جماعة من

(1)

مجموع الفتاوى 7/ 365، 367.

ص: 137

العلماء من بعده، ويدل على صحة ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر الإيمان عند ذكره مفردًا في حديث وفد عبد القيس بما فسر به الإسلام المقرون بالإيمان في حديث جبريل، وفسر في حديث آخر الإسلام بما فسر به الإيمان كما في مسند الإمام أحمد عن عمرو بن عنبسة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "أن تسلم قلبك لله وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك" قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: "الإيمان". قال: وما الإيمان؟ قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت" قال: فأي الأعمال أفضل؟ قال: "الهجرة" قال: فما الهجرة؟ قال: "أن تهجر السوء" قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: "الجهاد". فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الإيمانَ أفضلَ الإسلام وأدخل فيه الأعمال، وبهذا التفصيل يظهر تحقيق القول في مسألة الإيمان والإسلام هل هما واحد أو مختلفان فإن أهل السنة والحديث مختلفون في ذلك وصنفوا في ذلك تصانيف متعددة فمنهم من يدعي أن جمهور أهل السنة على أنهما شيء واحد منهم محمد بن نصر المروزي وابن عبد البر، وقد روي هذا القول عن سفيان الثوري من رواية أيوب بن سويد الرملي عنه وأيوب فيه ضعف ومنهم من يحكي عن أهل السنة التفريق بينهما كأبي بكر بن السمعاني وغيره وقد نقل هذا التفريق بينهما عن كثير من السلف منهم قتادة وداود بن أبي هند وأبو جعفر الباقر والزهري وحماد بن زيد وابن مهدي وشريك وابن أبي ذئب وأحمد ابن حنبل وأبو خيثمة ويحيى بن معين وغيرهم على اختلاف بينهم في صفة التفريق بينهما وكان الحسن وابن سيرين يقولان مسلم ويهابان مؤمن وبهذا التفصيل الذي ذكرناه يزول الاختلاف، فيقال إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ وإن قرن بين الاسمين كان بينهما فرق والتحقيق في الفرق بينهما أن الإيمان هو تصديق القلب وإقراره ومعرفته والإسلام هو استسلام العبد لله وخضوعه وانقياده له وذلك يكون بالعمل وهو الدين كما سمّى الله في

ص: 138

كتابه الإسلام دينًا، وفي حديث جبريل سمّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الإسلامَ والإيمانَ والإحسانَ دينًا، وهذا أيضًا مما يدل على أن أحد الاسمين إذا أفرد دخل فيه الآخر وإنما يفرق بينهما حيث قرن أحد الاسمين بالآخر فيكون حينئذ المراد بالإيمان جنس تصديق القلب وبالإسلام جنس العمل وفي المسند للإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإسلام علانية والإيمان في القلب وهذا لأن الأعمال تظهر علانية والتصديق في القلب لا يظهر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه إذا صلى على الميت اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان لأن الأعمال بالجوارح وإنما يتمكن منه في الحياة.

فأما عند الموت فلا يبقى غير التصديق بالقلب ومن هنا قال المحققون من العلماء كل مؤمن مسلم فإن من حقق الإيمان ورسخ في قلبه قام بأعمال الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"، فلا يتحقق القلب بالإيمان إلا وتنبعث الجوارح في أعمال الإسلام وليس كل مسلم مؤمنًا، فإنه قد يكون الإيمان ضعيفًا فلا يتحقق القلب به تحققًا تامًا مع عمل جوارحه أعمال الإسلام فيكون مسلمًا وليس بمؤمن الإيمان التام كما قال تعالى:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات: 14] فلم يكونوا منافقين بالكلية على أصح التفسيرين وهو قول ابن عباس وغيره بل كان إيمانهم ضعيفًا ويدل عليه قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} "

(1)

.

وبه تعرف معنى الجملة المشهورة في ذلك: أن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا

(1)

جامع العلوم والحكم ص 26، 27 وانظر ما بعدها ص 28، 29، 30، حيث طلب فيها الشواهد المؤيدة لما قرره.

ص: 139

افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.

فمتى قرن الإسلام والإيمان كان المراد بالإسلام الأعمال الظاهرة والمراد بالإيمان ما يكون في القلب من التصديق وعمل القلب، وهذا يدل عليه حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا". قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فأخبرني عن الإيمان قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم والآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره". قال: صدقت

الحديث

(1)

.

وإن ذكر أحدهما شمل الآخر. وهو ما يدل عليه حديث وفد عبد القيس حيث فسر الإيمان بما فسر به الإسلام في حديث جبريل حيث قال صلى الله عليه وسلم لهم: "أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس

" الحديث

(2)

.

وقال ابن سعدي: "اعلم أن الإيمان الذي هو تصديق القلب التام بهذه الأصول وإقراره المتضمن لأعمال القلوب والجوارح وهو بهذا الاعتبار يدخل فيه الإسلام، وتدخل فيه الأعمال الصالحة كلها، فهي من الإيمان وأثر من آثاره.

فحيث أطلق الإيمان دخل فيه ما ذكر، وكذلك الإسلام إذا أطلق دخل فيه الإيمان، فإذا قرن بينهما كان الإيمان اسما لما في القلب من الإقرار والتصديق والإسلام اسمًا للأعمال الظاهرة"

(3)

.

(1)

أخرجه مسلم (8)(9).

(2)

أخرجه البخاري (53) ومسلم (17).

(3)

تفسير السعدي 1/ 144.

ص: 140