الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، ولأن ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه"
(1)
.
ثانيًا: التبرك المشروع:
وهو أنواع منها:
أ - التبرك بالأقوال والأفعال والهيئات التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
-:
فمن الأقوال: ذكر الله وتلاوة كتابه
(2)
فمن بركات الذكر ما رواه أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر .. وفيه أن الله يقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم"
(3)
.
ومن بركات القرآن أن الحرف الواحد بعشر حسنات، ومن ذلك أيضا ما رواه أبو أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة"
(4)
.
ومن بركات القرآن أنه شفاء للناس وهدى ورحمة.
ومن الأفعال التي تكون سببًا للبركة: طلب العلم وتعلمه، فمن بركاته الرفعة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك أداء الصلاة جماعة مع المسلمين فمن بركة ذلك مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات، وكذا بقية أركان الإسلام ففيها بركات
(1)
مجموع فتاوى ابن باز 956.
(2)
قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} قال الشنقيطي في أضواء البيان (4/ 587): "أي: كثير البركات والخيرات لأن فيه خير الدنيا والآخرة".
(3)
أخرجه البخاري (6408).
(4)
أخرجه مسلم (804) ومعنى البطلة السحرة.
عظيمة، وكذا الجهاد في سبيل الله، فمن بركاته نيل الشهادة.
ومن الهيئات المباركة الاجتماع على الطعام والأكل من جوانب القصعة، ولعق الأصابع، وكيل الطعام، فقد قال صلى الله عليه وسلم:"اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله تعالى عليه يبارك لكم فيه"
(1)
. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه، ولا تأكلوا من وسطه"
(2)
. وأمر صلى الله عليه وسلم بلعق الأصابع، وقال:"فإنه لا يدري في أي طعامه البركة"
(3)
. وقال صلى الله عليه وسلم: "كيلوا طعامكم يبارك لكم"
(4)
. فكل قول أو فعل أمر الله به أو رسوله قام به العبد مع الإخلاص والمتابعة، فإنه سبب للبركة.
ب - هناك أمكنة مباركة جعلها الله سببًا في زيادة الأجر إذا تحقق في العمل الإخلاص والمتابعة ولكن هذه البركة في الأمكنة لا تتعدى، ومن هذه الأماكن المساجد والتماس البركة فيها إنما يكون بأداء الصلاة فيها، والاعتكاف، وحضور مجالس العلم وغير ذلك مما هو مشروع، ولا يكون بالتمسح بجدرانها أو ترابها مما هو ممنوع.
ومن المساجد ما يكون لها مزية وزيادة في البركة كالمسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، فصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي المسجد النبوي بألف صلاة، وفي المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة، وقال صلى الله عليه وسلم:"من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة"
(5)
.
ومن الأمكنة المباركة: مكة شرفها الله، والمدينة المنورة، والشام، فإن النبي
(1)
أخرجه أبو داود (3764) وابن ماجه (3286) وأحمد (16176).
(2)
أخرجه أبو داود (3772) وابن ماجه (3277) والترمذي (1805) واللفظ له وقال حديث حسن صحيح وأحمد (2439).
(3)
أخرجه مسلم (2033).
(4)
أخرجه البخاري (2128).
(5)
أخرجه أحمد (16077) والنسائي (700) وابن ماجه (1412).