الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
35 - الأعياد
انظر باب (عيد).
36 - الإقامة في بلاد الكفار
*
[الولاء والبراء - الهجرة]
قال الشيخ ابن عثيمين: "الإقامة في بلاد الكفار خطرها عظيم على دين المسلم، وأخلاقه، وسلوكه، وآدابه وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به، رجعوا فسّاقًا، وبعضهم رجع مرتدًا عن دينه وكافرًا به وبسائر الأديان - والعياذ بالله - حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين، ولهذا كان ينبغي بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوي في تلك المهالك"
(1)
.
وقد جاء في الكتاب والسنة النهي عن التشبه بالكفار كما جاء النهي عن الأسباب الموصلة إلى التشبه بهم، فالإقامة في بلادهم سببٌ في التشبه بهم ظاهرًا وباطنًا؛ فأمرت الشريعة بالابتعاد عن منازل المشركين وجاء الوعيد في حق من ساكنهم وخالطهم وأقام في بلادهم.
* الدرر السنية 8/ 162، 459، 484، 9/ 248، 254. 11/ 338، 12/ 405. المجموعة الكاملة للسعدي 7/ 69. شرح ثلاثة الأصول من مجموع فتاوى ابن عثيمين 6/ 32، 139. نواقض الإيمان القولية والعملية لآل عبد اللطيف ص 364. التجنس بجنسية دولة غير إسلامية لمحمد السبيل، بحث في مجلة المجمع الفقهي، العدد 4 ص 156، 157. السنن والآثار الواردة في النهي عن التشبه بالكفار ص 397، 401. وانظر للاستزادة مراجع الولاء والبراء.
(1)
شرح ثلاثة الأصول من مجموع فتاوى ابن عثيمين 6/ 132.
* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97].
قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة وليس متمكنًا من إقامة الدين، فهو ظالم لنفسه مرتكب حرامًا بالإجماع"
(1)
.
* الدليل من السنة: عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، بايعني واشترط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين"
(2)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يَقْبَلُ الله عز وجل مِنْ مُشْرِكٍ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلًا أَوْ يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ"
(3)
.
وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه مرفوعًا: "أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: "لا قراءى نارهما"
(4)
.
قال الخطابي: "في قوله "لا تراءى نارهما" ثلاثة أوجه:
أحدهما: معناه لا يستوي حكماهما، قاله بعض أهل العلم.
وقال بعضهم: معناه أن الله قد فرق بين داري الإسلام والكفر، فلا يجوز لمسلم أن يساكن الكفار في بلادهم حتى إذا أوقدوا نارًا كان منهم بحيث يراها.
وفيه وجه ثالث ذكره بعض أهل اللغة قال: معناه لا يتسم بسمة المشرك ولا
(1)
تفسير ابن كثير 1/ 514.
(2)
رواه النسائي.
(3)
أخرجه النسائي (2569)، وابن ماجه (2536)، وأحمد (20299).
(4)
أخرجه أبو داود (2645) والترمذي (1604).