الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
78 - التصوير
*
الصور جمع صورة وصوَّره أي جعل له صورة مجسمة وصور الشيء أو الشخص رسمه على الورق أو الحائط ونحوهما
(1)
فيدخل في التصوير النقش والتجسيم والرسم بالقلم أو بآلة حديد، والتصاوير: التماثيل
(2)
وقد قسّم العلماء الصور إلى قسمين:
1 -
الصور التي لا ظل لها وهي الرسم فقط أو الصور الشمسية أو ما تسمى بـ (الصور الفوتوغرافية) الموضوعة على الورق أو على الجدار أو على البساط والفراش أو على الأنماط والوسادة، وما إلى ذلك.
2 -
الصور التي لها ظل، وهي المصنوعة من جبس أو خشب منجورة أو منقوشة أو من نحاس أو من جلد مدبوغ أو غير ذلك من الصور وهي ما تسمى بـ (التماثيل).
* التمهيد لابن عبد البر 1/ 300 - 303، شرح السنة للبغوي 12/ 125، الآداب الشرعية لابن مفلح 3/ 480، 485، 519، الدرر السنية 10/ 338، 15/ 295 - 331، فتح المجيد ص 577، حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 371، القول السديد لابن سعدي من مجموعه 3/ 51، مجموع فتاوى ابن عثيمين 2/ 253 - 287، 10/ 1023. القول المفيد ط 1 - 3/ 199، الدين الخالص 2/ 226 - 408، الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة للسعدي ص 85 - 86، فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 454، الجواب المفيد في حكم التصوير لابن باز، مجموع الفتاوى لابن باز 2/ 834، 895، نور على الدرب 325، 337، آداب الزفاف للألباني 103، إعلان النكير على المفتونين بالتصوير للشيخ حمود التويجري، الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للفوزان 44، عقيدة الإمام ابن عبد البر للغصن 222، 229، تحريم التصوير الفوتغرافي لأحمد آل عبد الكريم، التنوير فيما ورد في حكم التصوير لمحمد الغفيلي، أحكام التصوير في الفقه الإسلامي لمحمد بن أحمد علي واصل.
(1)
القاموس الفقهي 1/ 218، المعجم الوسيط ص 528.
(2)
مختار الصحاح ص 278.
قال ابن منظور في لسان العرب: "والتمثال: الصورة، والجمع التماثيل. ومثّل له الشيءَ: صوره حتى كأنه ينظرُ إليه. ومثلتُ له كذا تمثيلًا إذا صورْت لهُ مِثاله بكتابةٍ وغيرها. وظل كل شيءٍ تمثالُهُ، ومثَّل الشيءَ بالشيءِ: سواه وشبَّهَهُ به، وجعله مثله، وعلى مثاله.
والتمثال: اسم للشيء المصنوع مشبهًا بخلق من خلق الله تعالى، وأصله من مثلت الشيء بالشيء إذا قدرته على قدره، ويكون تمثيل الشيء بالشيء تشبيهًا به واسم ذلك المُمَثّل تمثال"
(1)
.
* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)} [الأحزاب: 57].
قال عكرمة: "نزلت في المصورين" ذكره البغوي، في تفسيره
(2)
وابن كثير
(3)
، ورواه أبو نعيم في الحلية.
* الدليل من السنة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَالَ اللهُ عز وجل وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً
(4)
، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ
(1)
لسان العرب لابن منظور (م ث ل)، مادة: مثل. انظر للاستزادة التنوير فيما ورد في حكم التصوير ص 11، 12.
(2)
انظر: تفسيرالبغوي 3/ 543، عند تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)} [الأحزاب: 57].
(3)
انظر: تفسير ابن كثير 3/ 517، عند تفسير قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)} [الأحزاب: 57].
(4)
الذرة بفتح المعجمة وتشديد الراء واحدة الذر، وهو صغار النمل ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة، والمراد بالحبة حبة القمح، بقرينة ذكر الشعير، أو الحبة أعم. والغرض تعجيزهم، تارة بتكليفهم خلق حيوان، وهو أشد، وأخرى بتكليفهم خلق جماد، وهو أهون، ومع ذلك فلا قدرة لهم على شيء منه. وقد يشكل هذا الحديث فيقال: كيف يجمع بين
شَعِيرَةً"
(1)
.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ"
(2)
.
وعَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ"
(3)
.
وروى البخاري عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: إِنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَلَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْمُصَوِّرَ
(4)
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ"
(5)
.
وخرّج مسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاس فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا. فَقَالَ لَهُ: ادْنُ مِنِّي فَدَنَا مِنْهُ. ثُمَّ قَالَ: ادْنُ مِنِّي فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ. قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
هذا الحديث وبين قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [البقرة: 114]{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الأنعام: 21].
الجواب من وجهين:
الأول: أن المعنى أنها مشتركة في الأظلمية أي أنها في مستوى واحد في كونها في قمة الظلم.
الثاني: أن الأظلمية نسبية أي أنه لا أحد أظلم من هذا في نوع هذا العمل (ابن عثيمين ص 21).
(1)
أخرجه البخاري (7559)، (5953)، ومسلم (2111).
(2)
أخرجه البخاري (5950)، ومسلم (2109).
(3)
أخرجه البخاري (5951)، ومسلم (2108).
(4)
أخرجه البخاري (5962).
(5)
أخرجه البخاري (2225)(5963)، ومسلم (2110).
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ" وقَالَ: "إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَاصْنَعْ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ"
(1)
.
وخرج الترمذي في جامعه، وقال حسن صحيح عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال:"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصورة في البيت ونهى أن يصنع ذلك"
(2)
.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً
(3)
لِي بِقِرَامٍ
(4)
فِيهِ تَمَاثِيلُ
(5)
فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ
(6)
بخَلْقِ اللهِ" قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعْنَاهُ
(1)
أخرجه مسلم (2110). قال النووي: "وأما قوله في رواية ابن عباس (يَجعل له) فهو بفتح الياء من (يَجعل) والفاعل: هو الله تعالى، أُضمر للعلم به قال القاضي في رواية ابن عباس: يحتمل أن معناها أن الصورة التي صورها هي تعذبه بعد أن يجعل فيها روح وتكون الباء في (بكل) بمعنى (في) قال: ويحتمل أن يجعل له بعدد كل صورة ومكانها شخص يعذبه وتكون "الباء" بمعنى "لام السبب") شرح النووي 14/ 90.
(2)
أخرجه الترمذي (1749)، والإمام أحمد (14650) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(3)
بيت صغير علقت الستر عليه.
(4)
بكسر القاف وتخفيف الراء: ستر فيه رقم ونقش.
(5)
جمع تمثال: وهو الشيء المصور ويكون نقشًا أو دهانًا أو نسجًا في ثوب.
(6)
أي يشابهون. قال الحافظ بن حجر في فتح الباري 10/ 322: "وقد استشكل كون المصور أشد الناس عذابًا مع قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] فإنه يقتضي أن يكون المصور أشد عذابًا من آل فرعون وأجاب الطبري: بأن المراد هنا من يصور ما يعبد من دون الله وهو عارف بذلك قاصدًا له، فإنه يكفر بذلك، فلا يبعد أن يدخل مدخل آل فرعون، وأما من لا يقصد ذلك فإنه يكون عاصيًا بتصويره فقط. وأجاب غيره: بأن الرواية بإثبات "من" ثابتة، وبحذفها محمولة عليها، وإذا كان من يفعل التصوير من أشد الناس عذابًا كان مشتركًا مع غيره، وليس في الآية ما يقتضي اختصاص آل فرعون بأشد العذاب، بل هم في العذاب الأشد، فكذلك غيرهم يجوز أن يكون في العذاب الأشد. وقوى الطحاوي ذلك بما أخرجه من وجه آخر عن ابن مسعود رفعه: "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتل نبيًا أو قتله نبيٌّ، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين" وكذا أخرجه أحمد. وقد وقع بعض هذه الزيادة في رواية ابن أبي عمر التي أشرت =
فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ
(1)
.
وعنها قالت: قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم من سفر وعلقت درنوكًا
(2)
فيه تماثيل، فأمرني أن أنزعه فنزعته. رواه البخاري
(3)
. ورواه مسلم بلفظ: "وقد سترت على بابي درنوكًا فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته"
(4)
.
وعَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً
(5)
فِيهَا تَصَاويرُ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُل فَعَرَفت فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةَ فَقالت: يَا رَسُولَ الله، أَتُوبُ إِلَى الله وَإِلَى رَسُولِهِ فمَاذَا أَذْنَبْتُ؟ قَالَ:"مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ؟ " قالت: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ ويُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ" ثم قَالَ: "إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ"
(6)
.
زاد مسلم في رواية: قَالَتْ: "فَأَخَذْتُهُ فَجَعَلْتُهُ مِرْفَقَتَيْنِ فَكَانَ يَرْتَفِقُ بِهِمَا فِي الْبَيْتِ".
= إليها، فاقتصر على المصور وعلى من قتله نبي. وأخرج الطحاوي أيضًا من حديث عائشة مرفوعًا:"أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل هجا رجلًا فهجا القبيلة بأسرها". قال الطحاوي: فكل واحد من هؤلاء يشترك مع الآخر في شدة العذاب).
(1)
أخرجه البخاري (5954) ومسلم (2107).
(2)
بضم الدال المهملة وسكون الراء بعدها نون مضمومة ثم كاف. ويقال فيه: درموك بالميم بدل النون، قال الخطابي: هو ثوب غليظ له خمل إذا فرش فهو بساط، وإذا علق فهو ستر.
(3)
أخرجه البخاري (5955).
(4)
أخرجه مسلم (2107).
(5)
بفتح النون وسكون الميم وضم الراء بعدها قاف، وقيل: في النون الحركات الثلاثة والراء مضمومة جزمًا، والجمع نمارق، وهي: الوسائد التي يصف بعضها إلى بعض، وقيل: الوسادة التي يجلس عليها.
(6)
أخرجه البخاري (5957)، ومسلم (2107) واللفظ له.
وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن جبريل عليه السلام قال: إنَّا لا ندخل بيتًا فيه صورة ولا كلب"
(1)
.
وخرج مسلم عن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته"
(2)
.
وخرج أبو داود بسند جيد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة فيها"
(3)
.
وخرج أبو داود الطيالسي في مسنده عن أسامة قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة، ورأى صورًا، فدعا بدلو من ماء فأتيته به فجعل يمحوها، ويقول:"قاتل الله قومًا يصورون ما لا يخلقون"
(4)
.
وخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه"
(5)
. ورواه الكشميهني بلفظ: تصاوير. وترجم عليه
(1)
أخرجه البخاري (5960).
(2)
سبق تخريجه. قال الشيخ ابن عثيمين: "ومناسبة ذكر القبر المشرِف مع الصور أن كلًّا منهما قد يتخذ وسيلة إلى الشرك فإن أصل الشرك في قوم نوح أنهم صوروا صور رجال صالحين فلما طال عليهم الأمد عبدوها وكذلك القبور المشرفة قد يزداد فيها الغلو حتى تجعل أوثانًا تعبد من دون الله وهذا ما وقع في البلاد الإسلامية"، مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 1037 وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 213.
(3)
أخرجه أحمد (14650) وأبو داود (4156).
(4)
أخرجه ابن أبي شيبة بنحو هذا اللفظ (25212)، والطيالسي (657)، والطبراني (407)، والهيثمي 5/ 173، والسيوطي في الجامع الصغير 5996، صحيح الجامع 4292، قال الحافظ إسناده جيد.
(5)
أخرجه البخاري (5952).
البخاري رحمه الله بـ (باب نقض الصور) وساق الحديث.
وفي الصحيحين عن بُسْر بن سعيد عن زيد بن خالد عن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة" قال بسر: ثم اشتكى زيد فعدناه فإذا على بابه ستر فيه صورة، فقلت لعبيد الله الخولاني -ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم-: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟ فقال عبيد الله: ألم تسمعه حين قال: "إلا رقمًا في ثوب"، وفي رواية لهما من طريق عمرو بن الحارث بكير الأشج عن بسر فقلت لعبيد الله الخولاني: ألم يحدثنا في التصاوير؟ قال: إنه قال: إلا رقمًا في ثوب، ألم تسمعه؟ قلت: لا. قال: بلى قد ذكر ذلك
(1)
.
وعن عبيد الله بن عبد الله أنه دخل على أبي طلحة الأنصاي يعوده، فوجد عنده سهل بن حنيف فأمر أبو طلحة إنسانًا ينزع نمطًا
(2)
تحته، فقال له سهل: لم تنزعه؟ فقال: لأنه فيه تصاوير وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت. قال سهل: ألم يقل: "إلا ما كان رقمًا في ثوب؟ " فقال بلى ولكنه أطيب لنفسي
(3)
.
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل فقال لي: أتيتك البارحة، فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع، فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتين توطآن، ومر بالكلب فليخرج ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا الكلب لحسن أو حسين، كان تحت نضد
(4)
لهم، فأمر به فأخرج" (1)، وعنه رضي الله عنه قال: "استأذن جبر عليه السلام على النبي
(1)
أخرجه البخاري، (5958)، ومسلم (2106).
(2)
بفتح النون والميم، وجمعه أنماط: وهو ضرب من البسط له خمل.
(3)
أخرجه الترمذي (1750) والنسائي (5352) وأحمد (16075).
(4)
قال أبو داود: "والنضد" شيءٌ توضع عليه الثياب.