الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريف الجماعة على أنها الحق وأهله.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنما الجماعة ما وافق طاعة اللهُ وإن كنت وحدك".
وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله وقد سئل عن الجماعة فقال: "أبو بكر وعمر. قيل له: وقد مات أبو بكر وعمر. قال: فلان. قيل له: قد مات فلان وفلان. فقال: عبد الله بن المبارك: أبو حمزة السكري جماعة"
(1)
.
وقال أبو شامة رحمه الله: "وحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة، فالمراد به لزوم الحق واتباعه، وإن كان المتمسك بالحق قليلًا، والمخالف كثيرًا؛ لأن الحق الذي كانت عليه الجماعة الأولى من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ولا ينظر إلى كرة أهل الباطل بعدهم"
(2)
.
وقال ابن القيم: "وقد شذّ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل، إلا نفرًا يسيرًا فكانوا هم الجماعة، وكان القضاة حينئذٍ، والمفتون، والخليفة، وأتباعه كلهم شاذون، وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة"
(3)
.
وبعد أن ذكرنا معنى (السنة) ومعنى (الجماعة) يتبين بوضوح أن أهل السنة والجماعة هم المتمسكون بالسنة المجتمعون عليها الذين يلزمون جماعة المسلمين وإمامهم. قال شيخ الإسلام: "فإن السنة تتضمن النص، والجماعة تتضمن الإجماع فأهل السنة والجماعة هم المتبعون للنص والإجماع"
(4)
.
*
صفات وخصائص منهج أهل السنة والجماعة:
قال الشيخ ابن عثيمين: "أبرز الخصائص للفرقة الناجية هي التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، في العقيدة، والعبادة، والأخلاق، والمعاملة، هذه الأمور الأربعة
(1)
سنن الترمذي تابع لحديث رقم (2167).
(2)
الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة ص 22.
(3)
إعلام الموقعين 3/ 397.
(4)
منهاج السنة 6/ 466.
تجد الفرقة الناجية بارزة فيها"
(1)
.
ودليل ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنها قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لن تضلوا أبدًا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم "
(2)
.
ويلزم من ذلك ألا يقدم رأي أحد على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بل يقدم النقل والنص الصحيح على العقل والرأي فلا يسلك مسلك أهل الكلام في تقديم العقل على النقل بل إذا لم يوجد للمسألة نص صحيح فيُرجع إلى أقوال السلف ويستنار بفهمهم للكتاب والسنة ويُلتزم ما لزموا ولا يخوض فيما نهوا عنه ولا يجالس أهل الأهواء ولا يجادل أهل البدع بل يأتمر بما أمر الله من هجرهم وعدم مجالستهم كما قال تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
قال الشوكاني رحمه الله: "وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويريدون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة فإذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه، فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير عليه غير عسير، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزيهه عما يلتبسون به، شبهة يشبهون بها على العامة، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر"
(3)
.
وقال الحسن رحمه الله: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم"
(4)
.
(1)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 1/ 38.
(2)
أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 93 والبيهقي 10/ 114 واللفظ له.
(3)
فتح القدير للشوكاني 2/ 128.
(4)
شرح أصول الاعتقاد للالكائي 1/ 150 رقم (240)، سنن الدارمي رقم (407).