الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
71 - تتبع آثار الأنبياء والصالحين المكانية
*
المقصود تتبع قبور الأنبياء والصالحين ومجالسهم ومساكنهم ومواضع صلاتهم للصلاة والدعاء عندها أو التبرك أو غير ذلك وهذا كله البدع ووسائل الشرك ومثاله ما نقله الشيخ مرعي الحنبلي رحمه الله حين قال: "غار حراء، وجبل ثور، وجبل الرماة، والمساجد السبعة، وغيرها من الآثار لا يشرع زيارتها بالاتفاق"
(1)
.
* الدليل من السنة: روى سعيد بن منصور في سننه أن عمر الخطاب رضي الله عنه لما رجع من حجته رأى الناس ابتدروا مسجدًا فقال: ما هذا؟ فقالو: مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هكذا هلك أهل الكتاب قبلكم اتخذوا آثار أنبياءهم بيعًا. من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل ومن لم تعرض له الصلاة فليمض"
(2)
.
وقال المعرور بن سويد: صليت مع عمر بن الخطاب في طريق مكة صلاة الصبح، فقرأ فيها:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)} [الفيل: 1]، وقوله تعالى:{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)} [قريش: 1]، ثم رأى الناس يذهبون مذاهب فقال: أين
* التمهيد لابن عبد البر 13/ 64، 67 - 2/ 289، 290. اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 644، 646، 742، 746، 795. مجموع الفتاوى 27/ 137، 145، 502، 504 - 4/ 310. المجموع 8/ 275. إغاثة اللهفان 1/ 194. الحجة البالغة 1/ 192. تيسير العزيز الحميد ص 341، فتح المجيد ص 276، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز 1/ 401. نور على الدرب 68، 285. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 7/ 211. وقفات مع زيارة آثار الصالحين لفهد أبا حسين. جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ص 1598. الأعياد وأثرها على المسلمين د. سليمان السحيمي ص 450. التبرك د: ناصر الجديع 341، 358، 384، 387، 396، 419 إلى 460.
(1)
شفاء الصدور 110.
(2)
أخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم (2734)، وانظر: البدع لابن وضاح 42، ولعله أشار إلى ابن حجر في فتح الباري 1/ 569 إلى أنه ثابت عن عمر رضي الله عنه.
يذهب هؤلاء؟ فقيل: يا أمير المؤمنين مسجد صلى فيه رسول الله فهم يصلون فيه، فقال:"إنما أهلك من كان قبلكم بمثل هذا، كانوا يتتبعون آثار أنبيائهم، ويتخذونها كنائس وبيعا، فمن أدركته الصلاة في هذه المساجد فليصل، ومن لا فليمض ولا يتعمدها"
(1)
.
وروى ابن سعد في الطبقات عن نافع قال: "كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها الرضوان فيصلّون عندها، قال: فبلغ عمر بن الخطاب فأوعدهم وأمر بها فقُطعت"
(2)
.
وفي التيسير "قال ابن وضاح: سمعت عيسى بن يونس يقول: "أمر عمر بن الخطاب بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها، لأن الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها، فخاف عليهم الفتنة. قال عيسى بن يونس: وهو عندنا من حديث ابن عون عن نافع
(3)
: أن الناس كانوا يأتون الشجرة فقطعها عمر رضي الله عنه"
(4)
.
وفي مغازي ابن إسحاق من زيادات يونس بن بكير عن أبي خلدة خالد بن دينار، حدثنا أبو العالية قال:"لما فتحنا "تُسْتُر" وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرًا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف، فأخذنا المصحف فحملناه إلى عمر، فدعا له كعبا فنسخه بالعربية، فأنا أول رجل قرأه من العرب، قرأته مثل ما أقرأ القرآن، فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم، وما هو كائن بعد. قلت: فما صنعتم بالرجل قال: حفرنا له بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة،
(1)
المصنف لابن أبي شيبة 2/ 376 قال ابن تيمية في التوسل والوسيلة ص 203 إسناده صحيح، وأشار ابن حجر في فتح الباري إلى أنه ثابت عن عمر -رضى الله عنه-.
(2)
الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 100، والمصنف لابن أبي شيبة 2/ 357.
(3)
وقد رواه ابن سعد في الطبقات عن نافع. انظر الطبقات 2/ 100.
(4)
تيسير العزيز الحميد ص 341.