الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصرصري ما يقول في قصائده في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم من الاستغاثة به مثل قوله: بك أستغيث، وأستعين، وأستنجد ونحو ذلك. وكذلك ما يفعله كثير من الناس من استنجاد الصالحين والمتشبهين بهم والاستعانة بهم أحياء وأمواتًا فإني أنكرت ذلك في مجالس عامة وخاصة وبينت للناس التوحيد ونفع الله بذلك ما شاء الله من الخاصة والعامة"
(1)
.
وقال: رحمه الله: "فالعبادة والاستعانة وما يدخل في ذلك من الدعاء والاستغاثة والخشية والرجاء والإنابة والتوكل والتوبة والاستغفار كل هذا لله وحده لا شريك له، فالعبادة متعلقة بألوهيته، والاستعانة متعلقة بربوبيته، والله رب العالمين لا إله إلا هو ولا رب لنا غيره لا ملك ولا نبي ولا غيره"
(2)
.
*
حكم الاستعانة بالمخلوق:
قال شيخ الإسلام ابنُ تَيمِيَّةَ: "والمخلوق يطلب منه من هذه الأمور ما يقدر عليه منها"
(3)
.
قال الشوكاني: "ولا خلاف أنه يجوز أن يستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه من أمور الدنيا كأن يستعين به على أن يحمل معه متاعه"
(4)
.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة ما نصه: "الاستعانة بالحي الحاضر القادر فيما يقدر عليه جائزة"
(5)
، "ويمكن الاستعانة بالأحياء من الناس في حدود الأسباب العادية ببذل مال أو شفاعة عِنْدَ ذي سلطان مثلًا، أو إنقاذ من مكروه ونحو ذلك من الوسائل التي هي من طاقة البشر حسب ما هو معتاد ومعروف بينهم، أما ما كان فوق قوى البشر من الأسباب غير العادية فليس ذلك إلى العباد بل هو إلى الله وحده لا شريك له"
(6)
. وجاء فيها أيضًا: "فالاستعانة بغير الله فيما هو من
(1)
مجموع الفتاوى 1/ 70، 71.
(2)
مجموع الفتاوى 1/ 74.
(3)
مجموع الفتاوى 1/ 102، 103.
(4)
الدر النضيد 14.
(5)
فتاوى اللجنة 1/ 104.
(6)
فتاوى اللجنة 1/ 100.
اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الأكبر الذي يخرج من فعله من ملة الإسلام وكذا الاستعانة بالأموات أو الاستعانة بالغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفر الله إلا لمن تاب منه؛ لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم"
(1)
.
وجاء أيضًا: "إن الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه شرك في العبادة؛ لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته"
(2)
.
وجاء في موضع آخر من فتاوى اللجنة: "إن الاستعانة بالجن والملائكة والاستغاثة بهم لدفع ضر أو جلب نفع أو للتحصن من شر الجن شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله"
(3)
.
وقد لخص الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أحكام الاستعانة فقال: "هي أنواع:
الأول: الاستعانة بالله وهي: الاستعانة المتضمنة لكمال الذل من العبد لربه، وتفويض الأمر إليه، واعتقاد كفايته وهذه لا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} . ووجه الاختصاص أن الله تعالى قدم المعمول {إِيَّاكَ} وقاعدة اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص وعلى هذا يكون صرف هذا النوع لغير الله تعالى شركا مخرجا عن الملة.
الثاني: الاستعانة بالمخلوق على أمر قادر عليه، فهذه على حسب المستعان عليه فإن كانت على بر فهي جائزة للمستعين مشروعة للمعين لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا
(1)
فتاوى اللجنة 1/ 103.
(2)
فتاوى اللجنة 1/ 96.
(3)
فتاوى اللجنة 1/ 75.