الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والرزق والعافية، وقضاء الديون، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وغير ذلك من أنواع الطلبات، التي كان عباد الأوثان يسألونها أوثانهم"
(1)
.
*
حكم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخل المسجد أو خرج منه:
تقدم النهي عن ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"
(2)
.
قال شيخ الإسلام ابنُ تَيمِيَّةَ: "وكره مالك وغيره من أهل العلم
(3)
لأهل المدينة، كلما دخل أحدهم المسجد أن يجيء فيسلم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، قال: وإنما يكون ذلك لأحدهم إذا قدم من سفر، أو أراد سفرًا ونحو ذلك، ورخص بعضهم في السلام عليه إذا دخل المسجد للصلاة ونحوها، وأما قصده دائمًا للصلاة والسلام فما علمتُ أحدًا رخَّص به؛ لأن ذلك نوعٌ من اتخاذه عيدًا، مع أنه قد شرع لنا إذا دخلنا للمسجد أن نقول:"السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، كما نقول ذلك في آخر صلاتنا. قال: فخاف مالكٌ وغيره أن يكون فعل ذلك عند القبر كل ساعة نوعًا من اتخاذ القبر عيدًا، وأيضًا فإن ذلك بدعة، فقد كان المهاجرون والأنصار على عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم يجيئون إلى المسجد كل يوم لعلمهم رضي الله عنه بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكرهه من ذلك وما نهاهم عنه، وأنهم يسلمون عليه حين دخول المسجد والخروج منه، وفي التشهد كما كانوا يسلمون عليه كذلك في حياته، وما أحسن ما قال مالك: لن يصلح آخر هذه الأمة
(1)
إغاثة اللهفان 1/ 193، 194.
(2)
أخرجه أبو داود (2042). وأحمد (8790). وفي قوله عليه السلام: "فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" قال ابنُ تَيمِيةَ: "يشير بذلك إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدا" إغاثة اللهفان 1/ 192 ..
(3)
انظر: الشفا في حقوق المصطفى للقاضي عياض 2/ 79، الرد على الأخنائي 24، 150 - 151 - 218 - 217 - 156، كتاب أحكام الجنائز ص 265 برقم (2042).
إلا ما أصلح أولها. ولكن كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبيائهم، ونقص إيمانهم عوضوا ذلك بما أحدثوه من البدع والشرك وغيره، ولهذا كرهت الأمة استلام القبر وتقبيله، وبنوه بناء منعوا الناس أن يصلوا إليه"
(1)
.
وقال الألباني رحمه الله: "ومما يدخل في ذلك دخولا أوّليًا ما هو مشاهدٌ اليوم في المدينة المنورة، من قصد الناس دبر كل صلاة مكتوبة قبرَ النبي صلى الله عليه وسلم للسلام عليه والدعاء عِنْدَه وبه، يرفعون أصواتهم لديه، حتى ليضجّ المسجد بهم، ولا سيما في موسم الحج، حتى لكأن ذلك من سنن الصلاة! بل إنهم ليحافظون عليه أكثر من محافظتهم على السنن
…
ولا أحد منهم ينكر، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وواأسفا على غربة الدين وأهله، وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي ينبغي أن يكون أبعد المساجد - بعد المسجد الحرام - عما يخالف شريعته عليه الصلاة والسلام"
(2)
.
والبدع التي يتعلق بها العامة عِنْدَ قبر النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- إطالة القيام عِنْدَ القبر النبوي للدعاء لنفسه مستقبلًا الحجرة
(3)
.
- استقبال القبر في الصلاة مع استدبار الكعبة
(4)
.
- الاستسقاء بالكشف عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء والصالحين
(5)
.
ومن البدع المتعلقة بقبر النبي صلى الله عليه وسلم (شد الرحل لزيارة قبره) وقد بسطت الكلام عنه في باب (شد الرحال).
(1)
اقتضاء الصراط المستقيم، ص 175.
(2)
أحكام الجنائز ص 223.
(3)
مجموع الفتاوى 27/ 386. أحكام الجنائز الألباني ص 266 رقم 235، وانظر بحث ذلك في باب الدعاء تحت عنوان: "هيئة الداعي عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم".
(4)
أحكام الجنائز الألباني 265 رقم 217، وانظر تفصيل ذلك في الرد على البكري 1/ 88.
(5)
أحكام الجنائز الألباني 267 رقم 238.