الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن ذلك اللبن لحديث عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بلبن قال: "كم في البيت بركة أو بركتين"
(1)
.
ومن ذلك الحبة السوداء فهي شفاء من كل داء إلا السام
(2)
، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
.
ومن ذلك أيضًا ماء زمزم فإنها مباركة إنها طعام طعم. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ورأيت أبي غير مرة يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه وجهه
(4)
.
هـ - ومن ذلك الخيل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
(5)
.
و- ومن ذلك أيضًا النخل فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم"
(6)
.
فهذه الأشياء تلتمس منها البركة حسب ما جاء عن الشرع ولا يتعدى بها الوجه المشروع والمباح
(7)
.
*
التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم
-:
ثبت تبرك الصحابة الكرام برسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ففي صحيح البخاري عن ابن سيرين أنه قال: قلت لعبيدة: عِنْدَنا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، أصبناه من قبل أنس أو من قبل أهل أنس. فقال: لأن تكون عِنْدَي شعرة منه أحب إليّ من
(1)
أخرجه ابن ماجه (3321) وأحمد (25637).
(2)
السام الموت.
(3)
أخرجه البخاري (5687).
(4)
مسائل عبد الله ص 447. وأخرجه ابن الجوزي بسنده إلى عبد الله. مناقب الإمام أحمد ص 242. وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/ 212 نقلًا عن عبد الله.
(5)
أخرجه البخاري (2850).
(6)
أخرجه البخاري (5444).
(7)
انظر: التبرك المشروع والممنوع للعلياني 33 - 50.
الدنيا وما فيها
(1)
.
ومن بركاته نبوع الماء من تحت أصابعه وتكثيره الطعام وإبراؤه المرضى وذوي العاهات كبصقة في عيني عليّ رضي الله عنه يوم خيبر فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء ومن بركته إجابة دعائه فقد دعا الله كثيرًا فاستجاب له كثيرًا ودعا لأنس فكثّر الله ماله وولده، ودعا للاستسقاء فثار السحاب أمثال الجبال.
قال القرطبي: كان صلى الله عليه وسلم كلما دعا الله في شيء أجابه وظهرت بركات دعوته على المدعو له وعلى أهله وبنيه
(2)
.
وأعظم بركة تحصل للعبد هي اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه فبها تنال محبة الله ومغفرته قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)} [آل عمران: 31].
وقد كان الصحابة على علم بأن هذه البركة من الله تعالى ولذلك فإن كبارهم لم يطلبوها من النبي صلى الله عليه وسلم إلا في الأمور المشروعة كأن يدعو لهم أو يصلي عِنْدَهم فيتخذون مكانه مسجدًا ونحو ذلك.
بل كان النبي صلى الله عليه وسلم ينبههم على ذلك كما في البخاري لما نبع الماء من بين يديه قال: "حي على أهل الوضوء والبركة من الله"
(3)
.
وذكر الشاطبي حديثًا يفيد أن الأولى ترك التبرك بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره وأن يحرص الإنسان على القيام بالدين، قال: وقد خرج ابن وهب في جامعه من
(1)
أخرجه البخاري (170).
(2)
كتاب الإعلام للقرطبي 367 نقلا عن كتاب التبرك 67.
(3)
أخرجه البخاري (5639). قال ابن حجر: "وفي رواية النسفي "حي على الوضوء" بإسقاط لفظ "أهل" وهي أصوب، وقال غيره: "الصواب حي هلا على الوضوء المبارك" الفتح 10/ 105، ولا إشكال في ذلك فقد أخرجه البخاري برقم 3579 ونصه: "حي على الطهور المبارك، والبركة من الله".