الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
55 - الإيمان
*
الإيمان في اللغة: مصدر من آمن يؤمن إيمانًا فهو مؤمن وهو مشتق من الأمن.
قال ابن بطة: "الإيمان اسم ومعناه التصديق"
(1)
.
وقال الجوهري: "الإيمان: التصديق"
(2)
. وكذلك قال ابن منظور
(3)
، والرازي
(4)
* التمهيد لابن عبد البر 9/ 117، 235، 238، 243. الاستذكار لابن عبد البر 26/ 132، 133. الشريعة للآجري ص 95، 99، 107. السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ص 242 - 370. أحكام القرآن للقرطبي 1/ 194، 14/ 185، 17/ 49. الإبانة لابن بطة العبكري ص 638، 760، 881. شرح السنة للبغوي. 1/ 7. الإيمان لابن تيمية. فتح الباري لابن رجب 1/ 5. لوامع الأنوار للسفاريني 1/ 403. الدرر السنية 1/ 139، 187، 256، 330، 477. قطف الثمار صديق حسن ص 85. معارج القبول 2/ 21. مجموع الفتاوى لابن باز 1/ 157. أهم المهمات لابن سعدي من المجموعة 3/ 62، 64. شجرة الإيمان للسعدي من المجموعة 3/ 89. مجموع الفوائد واقتناص الأوابد للسعدي ص 49، 80، 85. مجموع الفتاوي لابن عثيمين 3/ 146. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 7/ 30، 34. المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة الأحمدي 1/ 63. منهج الإمام مالك في العقيدة ص 171، 202. الآثار الواردة في سير أعلام النبلاء د: جمال بن أحمد ص 445. منهج الشافعي في إثبات العقيدة ص 151. الجيلاني وآراؤه الاعتقادية ص 85. موقف ابن تيمية من الأشاعرة ص 349. الشيخ السعدي وجهوده في توضيح العقيدة للعبَّاد ص 295. الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة لأبي عبد الرحمن العلوي ص 283. منهج ابن حجر في العقيدة ص 1138. الإمام المروزي وجهوده في توضيح العقيدة للنفيعي 1/ 109، 124. عقيدة الإمام ابن عبد البر للغصن ص 451. ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص 503 إلى 519. منهج الحافظ ابن رجب في العقيدة ص 424. نواقض الإيمان القولية والعملية ص 14، 30. الجهل بمسائل الاعتقاد ص 41 إلى 53.
(1)
الإبانة 1/ 182، 183.
(2)
الصحاح للجوهري (أ م ن).
(2)
لسان العرب لابن منظور (أ م ن).
(4)
مختار الصحاح للرازي (أ م ن).
في مختار الصحاح.
وقد انتقد شيخ الإسلام ابن تيمية من جعل الإيمان مجرد التصديق ورد عليهم من وجوه كثيرة فكان مما قال رحمه الله: "وليس لفظ الإيمان مرادفًا للفظ التصديق كما يظنه طائفة من الناس فإن التصديق يستعمل في كل خبر"
(1)
.
وقال أيضًا: "
…
فإن الإيمان مشتق من الأمن، فإنما يستعمل في خبر يؤتمن عليه المخبر كالأمر الغائب الذي يؤتمن عليه المخبر
…
فاللفظ متضمن مع التصديق معنى الائتمان أو الأمانة، كما يدل عليه الاشتقاق والاستعمال، ولهذا قالوا:{وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف:17]، أي لا تقرّ بخبرنا ولا تثق به، ولا تطمئن إليه ولو كنا صادقين، لأنهم لم يكونوا عنده ممن يؤتمن على ذلك، فلو صدقوا لم يأمن لهم
…
"
(2)
.
وقال ابن القيم رحمه الله: "فإن الإيمان ليس مجرد التصديق وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد"
(3)
.
وقال الراغب الأصفهاني في قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} ، قيل معناه:"بمصدق لنا، إلا أن الإيمان هو التصديق الذي معه أمن"
(4)
.
فمعنى الآية ما أنت بمصدق لنا التصديق الجازم الذي يتبعه عمل وهو عدم المؤاخذة بفعلهم، فلم يعطهم الأمن. فيكون معنى الإيمان في اللغة: التصديق
(1)
مجموع الفتاوى 7/ 529. وانظر كتاب الإيمان لابن تيمية ص 274.
(2)
مجموع الفتاوى 7/ 291، 292.
(3)
كتاب الصلاة ص 25.
(4)
المفردات ص 26.
الجازم المستلزم للعمل الذي يكون معه أمن.
والتصديق في اللغة إما أن يكون تصديقًا لخبر، وإما أن يكون تصديقًا لإنشاء، والإنشاء هو الأمر والنهي، فتصديق الأخبار بِاعتقادها وتصديق الأوامر والنواهي بِامتثال الأمر وبِالابتعاد عن النهي، قال جل وعلا في سورة الصافات {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: 103، 105] فلما ابتدأ في العمل صار مصدقا للرؤيا.
قال ابن نصر المروزي في معنى التصديق: "هو المعرفة بِالله، والاعتراف له بِالربوبِية، بِوعده، ووعيده، وواجبِ حقه، وتحقيق ما صدق بِه من القول والعمل"
(1)
.
والإيمان إذا عُدي بِاللام فإنه يكون بِالمعنى اللغوي الذي سبق بيانه كقوله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} [العنكبوت:26]، وأما إذا عدي بِالباء فيراد بِه المعنى الشرعي كقول الله جل جلاله:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} [البقرة:285]، وقوله تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} [البقرة: 136]، وقوله تعالى:{آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا} [النساء:47]، والآيات في هذا كثيرة.
والمعنى الشرعي: ما أجمع عليه السلف من أنه قول وعمل واعتقاد.
قال ابن رجب - رحمه الله تعالى -: "المشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابِعين ومن بعدهم ممن أدركهم، وأنكر السلف على من أخرج الأعمال عن الإيمان إنكارًا شديدًا
…
"
(2)
(1)
الصلاة 2/ 695.
(2)
جامع العلوم والحكم 1/ 104.
وقال الثوري: "هو رأي محدث أدركنا السلف على غيره"
(1)
.
وقال ابن جرير: "والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله وتصديق الإقرار بالفعل"
(2)
.
قال أبو عبيد: "اعلم رحمك الله أن أهل العلم والعناية بِالدين افترقوا في هذا الأمر فرقتين:
فقالت إحداهما: الإيمان بِالإخلاص له بِالقلوبِ وشهادة الألسنة وعمل الجوارح.
وقالت الفرقة الأخرى: بل الإيمان بِالقلوبِ والألسنة، فأما الأعمال فإنما هي تقوى وبِر، وليست من الإيمان.
وإذا نظرنا في اختلاف الطائفتين، فوجدنا الكتاب والسنة يصدقان الطائفة التي جعلت الإيمان بِالنية والقول والعمل جميعًا، وينفيان ما قالت الأخرى"
(3)
.
وعرفه القاضي أبو يعلى فقال: "هو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة، فالباطنة أعمال القلبِ، وهو تصديق القلبِ والظاهرة هي أفعال البدن الواجبات والمندوبات"
(4)
.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "ومن هذا البابِ أقوال السلف وأئمة السنة في الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون قول بِاللسان واعتقاد بِالقلبِ، وعمل بِالجوارح، وكل هذا صحيح، فإذا قالوا: قول
(1)
الإبانة 2/ 903.
(2)
تفسير ابن جرير 1/ 101.
(3)
الإيمان ص 53، 54.
(4)
مسائل الإيمان ص 152.
وعمل، فإنه يدخل في القول قول القلب واللسان جميعا، وهذا هو المفهوم من لفظ القول والكلام، ونحو ذلك إذا أطلق"
(1)
.
وقال الإمام ابن القيم: "الإيمان هو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء بِه الرسول صلى الله عليه وسلم علمًا، والتصديق بِه عقدًا، والإقرار بِه نطقًا، والانقياد له محبة وخضوعًا، والعمل بِه باطنًا وظاهرًا، وتنفيذه والدعوة إليه بِحسبِ الإمكان"
(2)
.
وقال الإمام السعدي: "الإيمان وهو الإقرار والتصديق الجازم بكل ما أخبر الله به ورسوله، الموجب لأعمال القلوب، ثم تتبعها أعمال الجوارح"
(3)
.
وينبني على معرفة المعنى الشرعي أن التكفير يكون بالاعتقاد ويكون بالقول ويكون بالعمل وأن ترك العمل كفر وأن الإيمان يزيد وينقص.
وقد سأل الصحابِي الجليل أبو ذر رضي الله عنه النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فتلا هذه الآية حتى فرغ منها. قال: ثم سأله أيضًا فتلاها، ثم سأله أيضًا فتلاها، ثم سأله فقال:"وإذا عملت حسنة أحبها قلبك وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك"
(4)
.
(1)
مجموع الفتاوى 7/ 170.
(2)
الفوائد ص 196.
(3)
تيسير الكريم المنان ص 187.
(4)
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 272)، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.