الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال بعضهم: "الإخلاص أن لا تطلب على عملك شاهدًا غير الله ولا مجازيا سواه".
وقال مكحول: "ما أخلص عبد قط أربعين يومًا إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه"
(1)
.
وقال أبو سليمان الداراني: "إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء"
(2)
.
*
أحكام وفوائد:
1. حكم الإخلاص:
العمل لا يُقبل إلا بشرطين أساسيين:
* أحدهما: الإخلاص.
* الثاني: المتابعة.
فالإخلاص: هو أحد شرطي قبول العمل، قال تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]. وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي
(1)
قال شيخ الإسلام: "حكي أن أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يومًا تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، قال: فأخلصت أربعين يومًا، فلم يتفجر شيء فذكرت ذلك لبعض العارفين. فقال لي: إنما أخلصت للحكمة ولم تخلص لله. ثم قال شيخ الإسلام: وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة، أو نيل المكاشفات والتأثيرات، أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غيره من المطالب قد عرف أن ذلك يحصل الإخلاص لله وإرادة وجهه، فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص وإرادة وجهه كان متناقضًا، لأن من أراد شيئًا لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته والأول يُراد لكونه وسيلة إليه، فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالمًا أو عارفًا أو ذا حكمة، أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك، فهو هنا لم يُرد الله، بل جعل الله وسيلة إلى ذلك المطلوب الأدنى" درء تعارض العقل والنقل 6/ 66.
(2)
انظر هذه الأقوال في مدارج السالكين 2/ 93، 94.
بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 1، 2].
قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} قال: "أخلصه وأصوبه، فإنه إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص إذا كان لله، والصواب إذا كان على السنة"
(1)
.
ويقول شيخ الإسلام: "وبالجملة فمعنا أصلان عظيمان:
أحدهما: ألا نعبد إلا الله.
والثاني: ألا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بعبادة مبتدعة.
وهذان الأصلان هما تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله كما قال تعالى:{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} "
(2)
.
وبهذا يتبين أن الإخلاص والمتابعة شرطان لصحة العمل وقبوله.
قال العز بن عبد السلام: "وكذلك إخلاص العبادة شرط في أولها"
(3)
.
وقال الزبيدي: "واعلم - وفقك الله تعالى - أن الإخلاص شرط في سائر العبادات"
(4)
.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "ولا خلاف أن الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله، وكذلك المتابعة"
(5)
.
(1)
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 95.
(2)
مجموع الفتاوى 1/ 333.
(3)
قواعد الأحكام ص 176.
(4)
إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين 10/ 49.
(5)
فتح المجيد ص 329.