الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أكره على القتل
(1)
.
وقال ابن العربي رحمه الله: "إن الكفر وإن كان بالإكراه جائزًا عند العلماء فإن مَنْ صبر على البلاء ولم يُفتتن حتى قُتل فإنه شهيد، ولا خلاف في ذلك، وعليه تدل آثار الشريعة"
(2)
.
ويتأكد الصبر في حق من يقتدى به كحال الإمام أحمد وقد سئل أحمد عن العالم وهل يأخذ بالتقية قال: "إذا أجاب العالم تقية، والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق" (
3).
3 -
الخطأ:
قال ابن رجب رحمه الله: "الخطأ هو أن يقصد بفعله شيئًا فيصادف فعله غير ما قصده"
(4)
.
وقال الجرجاني: "الخطأ وهو ما ليس للإنسان فيه قصد .. كما إذا رمى شخصًا ظنه صيدا أو حربيا فإذا هو مسلم
…
"
(5)
.
قال الراغب: "وجملة الأمر أن من أراد شيئا فاتفق منه غيره يقال: أخطأ، وإن وقع منه كما أراده يقال: أصاب، وقد يقال لمن فعل فعلًا لا يحسن أو أراد إرادة لا تجمل: إنه أخطأ"
(6)
.
ومن الأدلة قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].
(1)
فتح الباري 12/ 317.
(2)
أحكام القرآن 3/ 1179.
(3)
انظر نواقض الإيمان للوهيبي 2/ 19.
(4)
جامع العلوم والحكم 352.
(5)
التعريفات 100.
(6)
المفردات (خ ط أ).
وثبت في الحديث الصحيح أن الله سبحانه استجاب لهذا الدعاء فقال: "قد فعلت"
(1)
.
قال ابن عثيمين: "ومن الموانع أن يغلق عليه فكره وقصده بحيث لا يدري ما يقول لشدة فرح، أو حزن، أو غضب، أو خوف ونحو ذلك، لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 5] "
(2)
.
وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ"
(3)
.
ومن الأحاديث في العذر بالخطأ حديث ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الله وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتكْرِهُوا عَلَيْهِ"
(4)
.
وذكر العلماء من الأدلة على الخطأ حديث الرجل من بني إسرائيل الذي شك في قدرة الله وسيأتي في باب "العذر بالجه " ويستدل به هنا في العذر بالخطأ كما يستدل به في العذر بالجهل.
قال ابن الوزير: "وهذا أرجى حديث لأهل الخطأ في التأويل"
(5)
.
* والضابط في ذلك ما قاله شيخ الإسلام: "فمن أخطأ في بعض مسائل الاعتقاد،
(1)
أخرجه مسلم (126).
(2)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 2/ 135.
(3)
أخرجه مسلم (2747).
(4)
أخرجه ابن ماجه (2045).
(5)
إيثار الحق ص 436.