الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والاستعاذة بهم والذبح بها وسؤالهم كشف الضر، وجلب الخير مما هو شرك محض، وهو غالب على كثير من الناس إلا من سلم الله"
(1)
.
3 - ما يلحق بالتمائم:
التمائم يندرج تحتها كثير مما يعلق ويتخذ لدفع الآفات ومما ينطوي تحتها ويأخذ حكمها الودعة وسن الثعلب وذيله وسن الهرة والخرزات والحجب المعلقة وكعب الأرنب والوتر على الدابة والحذاء في السيارة والنعل في مقدمة أو مؤخرة السيارة ونعل الفرس في واجهة الدار والدكان وأشباهها ولا يفرد لكل منها بحث بل كل منها يجري مجرى التميمة في معناها وإن اختلفت أشكالها وفي حكمها وفي نهي الشارع عنها إذ أن سبب التحريم فيها الاعتماد على غير الله والركون والالتفات إلى غيره وعدم التوكل عليه بل وثوق في غيره وهذا شرك. وينبغي لنا في هذا المقام أن نوضح معنى بعض الأسماء التي تطلق على التمائم:
1 -
الودعة:
(2)
وجمعها (الودعات) وفي مختار الصحاح هي خرز بيض تخرج من البحر تتفاوت في الصغر والكبر.
قال في النهاية: "والوَدَع بالفتح والسكون جمع وَدَعَه وهو شيء أبيض يجلب من البحر يعلق في حلوق الصبيان وغيرهم وإنما نهى عنها لأنهم كانوا يُعلِّقونها مخافة العين"
(3)
.
وفي حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق
(1)
تيسير العزيز الحميد ص 167، 168.
(2)
تيسير العزيز الحميد ص 159 - 160. فتح المجيد ص 141. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 79. معارج القبول 1/ 372. مجموع فتاوى ابن عثيمين 9/ 161. وانظر القول المفيد ط 1 - 1/ 168 طـ 2 - 1/ 215.
(3)
النهاية 5/ 167.
ودعة فلا ودع الله له"
(1)
.
وقال ابن مفلح: "إنما نهى عنها لأنهم كانوا يعلقونها مخافة العين وقوله "لا ودع الله له" أي لا جعله في دعة وسكون وقيل: هو لفظ مبني من الودعة أي: لا خفف الله عنه ما يخافه
(2)
"
(3)
.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: "وهذا دعاء عليه فيه وعيد شديد لمن فعل ذلك فإنه مع كونه شركًا فقد دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقيض مقصوده"
(4)
.
2 -
الحجب: جمع حجاب وهو ما يكتب فيه أحيانا طلاسم وكلام غير مفهوم مرة بالعربية ومرة بغيرها ويصنع من الجلد غالبا ويأخذ أشكالا مختلفة وسمي حجابا للاعتقاد بأنه يحجب العين والآفات عن المعلق عليه
(5)
.
وهي داخلة في التمائم قال ابن باز: "والتمائم كذلك ممنوعة وهي الحجب وتسمى الجوامع وتسمى الحروز لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم زجر عنها ولم يستثن منها شيئًا وسماها شركًا ودعا على من تعلقها"
(6)
.
وقال رحمه الله: "وأما الحجب وهي ما يعلق من أوراق أو جلود أو غيرها على المريض، يكتب فيها آيات أو دعوات تعلق على المريض ضد السلاح، أو ضد الجن فهذا لا يجوز، وقد أجاز بعض أهل العلم تعليق ما كان من القرآن خاصة ولكنه قول ضعيف، والصواب منع تعليق جميع الحجب لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تعلق تميمة
(1)
أخرجه الإمام أحمد (17539).
(2)
انظر هذا المعنى عند ابن الأثير في النهاية 5/ 168.
(3)
الآداب الشرعية لابن مفلح 3/ 66.
(4)
تيسير العزيز الحميد ص 160.
(5)
انظر للاستزادة رسالة في أحكام الرقى والتمائم بمراجعة ابن جبرين ص 6، وانظر مجموع فتاوي ابن عثيمين 9/ 168 والقول المفيد ط 1 - 1/ 175.
(6)
انظر الفتاوي ص 965.
فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك"، والمراد بالشرك هنا الشرك الأصغر. ولأن في ذلك سد الذريعة إلى تعليق غيرها.
وسد الذرائع المفضية إلى الشرك أو المعاصي من أعظم مقاصد الشريعة وواجباتها.
أما تعليق الحجب من غير الآيات كالعظام والودع والطلاسم والأسماء المجهولة، فهذه لا تجوز بغير خلاف بين أهل العلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له، ومن تعلق تميمة فقد أشرك" كما تقدم؛ ولأنها من أعمال الجاهلية؛ ولأنها تصد القلوب عن الله وتعلقها بغيره، والقلوب يجب أن تتعلق بالله سبحانه وتعالى وتعتمد عليه، فتعليق هذه التمائم يجعل القلوب تميل إليها وتتعلق بها وترتاح لها، وهذا خطأ عظيم، فلا يجوز تعليق التمائم، وهي الحجب ولها أسماء أخرى عند الناس"
(1)
.
وقال الألباني: "وهل يدخل في التمائم الحجب التي يعلقها بعض الناس على أولادهم أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم للسلف في ذلك قولان: أرجحها عندي المنع"
(2)
.
3 -
الحرز: وهو الذي يتحرز به عن الحمى وغيره وهي كالودعة والحلقة والخيط.
وقد جاء سؤال عن الحجاب "الحرز" الذي يجتمع فيه شيء من القرآن مع توسل بالأولياء مع كلام غير مفهوم فأجابت اللجنة الدائمة بأنه: "لا يجوز تعليقه على شخص أو وضعه في ثياب أو فراش أو بيت جلبا لمنفعة أو دفعا لضرر وهو من جنس التمائم واتخاذها شرك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الرقى والتمائم والتولة
(1)
فتاوى نور على الدرب ص 57 - 65 مجموع الفتاوي لابن عثيمين 1/ 106.
(2)
انظر السلسلة الصحيحة 1/ 585.