الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أو تنخم ابتدر من حوله من المسلمين وضوء ونخامته فشربوه ومسحوا به جلودهم، فلما رآهم يصنعون ذلك سألهم:"لم تفعلون هذا؟ " قالوا: نلتمس الطهور والبركة بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان منكم يحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث وليؤد الأمانة ولا يؤذ جاره"
(1)
.
*
حكم التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته:
جاء في صحيح الإمام مسلم أن أسماء بنت أبي بكر أخرجت جبة طيالسة وقالت هذه كانت عِنْدَ عائشة حتى قبضت فلما قبضت قبضتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى لنستشفي بها
(2)
.
وبهذا الحديث وغيره يثبت جواز التبرك بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ولا يثبت في هذا الزمان وجود شيء من آثاره من شعر أو عرق أو سيف أو ما شابه ذلك ولكن في اتباع هديه والاقتداء به والسير على منهاجه ظاهرًا وباطنًا أعظم بركة، أما ما يذكره بعض الناس من وجود ذلك فإنه موقع شك لا يقين.
يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: "ونحن نعلم أن آثاره من ثياب أو شعر أو فضلات قد فقدت وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين"
(3)
.
*
حكم بعض الألفاظ المتعلقة بالبركة:
1 -
كلمة تبارك لا تطلق إلا على الله إذ معناها تعالى وتعاظم وتقدس. قال ابن دريد: "وتبارك لا يوصف به إلا الله تعالى، ولا يُقال تبارك فلان في معنى عظم، هذه
(1)
الاعتصام 1/ 485، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (19748).
(2)
أخرجه مسلم (2069).
(3)
التوسل أنواعه وأحكامه للألباني ص 146.
الصفة لا تنبغي إلا الله عز وجل"
(1)
.
وقال الشيخ ابن عثيمين: "قال العلماء معنى تبارك: أي كثرت بركاته وخيراته، ولهذا يقولون: إن هذا الفعل لا يوصف به إلا الله؛ فلا يُقال: تبالرك فلان؛ لأن هذا الوصف خاص بالله.
وقول العامة: "أنت تباركت علينا" لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله عز وجل، وإنما يريدون أصابنا بركة من مجيئك
…
"
(2)
.
2 -
هذه من بركاتك يا فلان أو بركات فلان هذه جائزة ويدل عليها قول أسيد بن الحضير في البخاري حين نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها: ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر، ولأن الله أخبر أن بعض الناس مبارك كالصالحين
(3)
.
(1)
جمهرة أنساب العرب 1/ 223 التبرك 29.
(2)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 1103. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 277.
(3)
انظر: للاستزادة مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 1104. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 278.