الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الأضرار الكثيرة وتعطيل المصالح والتشبه بأعداء الإسلام. وبذلك يعلم أن الواجب على قادة المسلمين وأعيانهم ترك هذا الإحداد والسير على نهج سلفنا الصالح من الصحابة ومن سلك سبيلهم، والواجب على أهل العلم تنبيه الناس على ذلك وإعلامهم به أداء لواجب النصيحة وتعاونًا على البر والتقوى.
ولما أوجب الله سبحانه من النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم رأيت تحرير هذه الكلمة الموجزة. وأسأل الله عز وجل أن يوفق قادة المسلمين وعامتهم لكل ما فيه رضاه والتمسك بشريعته والحذر مما خالفها، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعًا إنه سميع الدعاء قريب الإجابة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وأصحابه"
(1)
.
*
التحذير من التعظيم المحرم:
حذر العلماء من الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء والملائكة أو القبور. ومن التعظيم المحرم الغلو في حق المخلوق كرفع النبي صلى الله عليه وسلم فوق منزلته التي أنزله الله إياه ومن هذا قول البوصيري:
فإن من جودك الدنيا وضرتها
…
ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من جود محمد صلى الله عليه وسلم وادعى له علم الغيب الذي استأثر الله به سبحانه وهو علم اللوح والقلم. قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "وكل ذلك كفر صريح. ومن العجب أن الشيطان أظهر لهم ذلك في صورة محبته عليه السلام وتعظيمه ومتابعته، هذا شأن اللعين لا بد وأن يمزج الحق بالباطل ليروج على أشباه الأنعام اتباع كل ناعق، الذين لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن
(1)
مجلة البحوث العدد الرابع من المجلد الأول عام 1398 ص 310، 311. فتاوى ابن باز ص 739.
وثيق، لأن هذا ليس بتعظيم، فإن التعظيم محله القلب واللسان والجوارح وهم أبعد الناس منه، فإن التعظيم بالقلب: ما يتبع اعتقاد كونه عبدا رسولا، من تقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس أجمعين"
(1)
.
ومما هو كفر صريح نداء الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاؤه والاستغاثة به قول البرعي:
يا سيدي يا رسول الله يا أملي
…
يا موئلي يا ملاذي يوم يلقاني
هبني بجاهك ما قدمت من زلل
…
جودا ورجح بفضل منك ميزاني
واسمع دعائي واكشف ما يساورني
…
من الخطوب ونَفِّس كل أحزاني
فأنت أقرب من ترجى عواطفه
…
عندي وإن بعدت داري وأوطاني
إني دعوتك من "نيابتي برع"
…
وأنت أسمع من يدعوه ذو شأن
فامنع جنابي وأكرمني وصل نسبي
…
برحمة وكرامات وغفران
(2)
ومن مظاهر التعظيم الشركي تعظيم القبور والقباب والمشاهد قال الشيخ سليمان ابن عبد الله: "
…
فكثير منهم إذا رأوا القباب التي يقصدونها كشفوا الرؤوس فنزلوا عن الاكوار، فإذا أتوها طافوا بها واستلموا أركانها، وتمسحوا بها، وصلوا عندها ركعتين، وحلقوا عندها الرؤوس ووقفوا باكين متذللين متضرعين سائلين مطالبهم، وهذا هو الحج، وكثير منهم يسجدون لها إذا رأوها، ويعفرون وجوههم في التراب تعظيما لها، وخضوعا لمن فيها، فإن كان للإنسان منهم حاجة من شفاء مريض أو غير ذلك، نادى صاحب القبر، يا سيدي فلان جئتك قاصدًا من مكان بعيد، لا تخيبني، وكذلك إذا قحط المطر، أو عقرت المرأة عن الولد، أو دهمهم عدو أو جراد، فزعوا إلى صاحب القبر، وبكوا عنده فإن جرى المقدور بحصول شيء مما يريدون،
(1)
تيسير العزيز الحميد 315.
(2)
تيسير العزيز الحميد 227.