الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
86 - التميمة
*
جاء في مختار الصحاح: "التميمة عوذة تعلق على الإنسان"
(1)
.
قال الخلخالي: "التمائم جمع تميمة وهي ما يعلق بأعناق الصبيان من خرزات وعظام لدفع العين"
(2)
.
وكذلك قال أبو السعادات
(3)
، والمنذري إلا أن المنذري عللها بقوله:"يرون أنها تدفع عنهم الآفات"
(4)
.
والتميمة قد تعلق بدون كتابة كالخرزات وأشباهها بخلاف الرقية التي تستخدم بالكتابة وبالقراءة، وقد تجتمع الكتابة في الرقى والتمائم فتصبح في الرقى عزائم
* التمهيد لابن عبد البر 5/ 268، 17/ 162 - 165. الاستذكار لابن عبد البر 27/ 20، 32 الإبانة لابن بطة العكبري ص 744. شرح السنة للبغوي 12/ 158. الآداب الشرعية لابن مفلح 3/ 64. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 2/ 233 - 236. تيسير العزيز الحميد 163. فتح المجيد 145. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم 83. القول المفيد ط 1 - 1/ 175 ط 2 - 1/ 244 ومن المجموع 9/ 168. معارج القبول 1/ 384. القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 19. فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 196. مجموع الفتاوى لابن باز 1/ 275. نور على الدرب 56 - 58 - 59 - 92 - 64. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 1/ 106. المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة الأحمدي 2/ 118. التبرك د: ناصر الجديع ص 236. منهج الإمام مالك في العقيدة ص 408. منهج ابن حجر في العقيدة ص 1126. عقيدة الإمام ابن عبد البر للغصن ص 278. الجيلاني وآراؤه الاعتقادية ص 157. الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة لأبي عبد الرحمن العلوي ص 277.
(1)
مختار الصحاح مادة (ت م م).
(2)
نقلا عن فتح المجيد ص 148، وانظر تيسير العزيز الحميد ص 167.
(3)
النهاية مادة (ت م م).
(4)
نقلًا عن تيسير العزيز الحميد ص 160.
وتصبح في المعلق تميمة.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "ويسمي بعض الناس التميمة حرزًا ويسميها بعضهم الجامعة وتسمى الرقى المعلقة"
(1)
.
وفي التيسير قال: "وظاهره أن ما علق لدفع العين وغيرها فهو تميمة من أي شيء كان"
(2)
، وفسرت التميمة في القواميس بالعوذة وفسرت بالخرز وفسرت بقلادة يجعل فيها سيور وعوذ وكل هذا لنفي النفس والعين والمرض.
وقال ابن حجر رحمه الله: "والتمائم جمع تميمة وهي خرز أو قلادة تعلق في الرأس كانوا في الجاهلية يعتقدون أن ذلك يدفع الآفات"
(3)
.
أما أسباب استخدامها فإنها تستعمل لدفع الشر المتوقع وهذا ظاهر فيما يعلق على الصبيان والفرس والمساكن لاتقاء مرض أو عين قبل أن يحصل.
والثاني: لرفع الشر بعد وقوعه، وهذا ظاهر في تعلق المرضى بالواهنة وأشباهها، وكل ما عُلِّق واتخذ لدفع الشر قبل أو بعد وقوعه من الأسباب التي لم تتخذ لا شرعا ولا قدرا أو حسا فإنه شرك
(4)
يتبعه الأحكام الجارية عليه في آخر الباب ولا يلتفت إلى تغيير الأسماء فالعبرة بالحقائق وإن تبدلت الأسماء.
ونقل ابن مفلح عن ابن الأثير أنه قال: "وحديث "من علق تميمة" كأنهم كانوا يعتقدون أنها تمام الدواء والشفاء
(5)
وإنما جعلها شركا لأنهم أرادوا دفع المقادير
(1)
مجموعة مقالات متنوعة 2/ 383.
(2)
التيسير ص 168.
(3)
الفتح 10/ 166.
(4)
انظر مجموع فتاوى ابن عثيمين 9/ 155، وانظر القول المفيد ط 1 - 1/ 163.
(5)
قال الشيخ ابن جبرين: وسميت تميمة لزعمهم أن بها ما يتم حفظ من علقت عليه من دابة أو إنسان أو غير ذلك.
المكتوبة عليهم فطلبوا دفع الأذى من غير الله الذي هو دافعه"
(1)
.
* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)} [الأنعام: 17]، وقال تعالى:{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)} [النحل: 53 - 54].
وقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].
* الدليل من السنة: عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ قَالَتْ كَانَ عَبْدُ اللهِ إذا جَاءَ مِنْ حاجةٍ فانْتهَى إِلَى الْبَابِ تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ قَالَتْ: وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَتَنَحْنَحَ قَالَتْ: وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي مِنْ الْحُمْرَةِ فَأَدْخَلتُهَا تَحْتَ السَّريرِ فَدَخَلَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا قَالَ: مَا هَذَا الْخَيْطُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: خَيْطٌ أُرْقِيَ لِي فِيهِ. قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ لأَغْنِيَاءُ عَنْ الشِّرْكِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ إِنَّ الرُّقَى والتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ"، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُوديِّ يَرْقِيهَا وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ؟ قَالَ: إنَّمَا ذلكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُها بِيَدِهِ فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا، إنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا"
(2)
.
وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعًا: "من تعلق شيئًا وُكِل إليه"
(3)
.
(1)
انظر للاستزادة الآداب الشرعية 3/ 64 وما بعدها، النهاية لابن الأثير باب (ت م م).
(2)
أخرجه الإمام أحمد (3615)، وأبو داود (3883)، وابن ماجه (3530).
(3)
أخرجه الترمذي (2072).