الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 - الاستغفار
أصل الغفر في اللغة: التغطية
(1)
.
قال في المفردات: "الغفر إلباس ما يصونه من الدنس"
(2)
.
والغفران والمغفرة من الله هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب
(3)
.
ويطلق الغفر على الستر ومنه المغفر وهي بيضة الحديد
(4)
، والستر من الله معناه كما قال الخطابي:"أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تُشِهُرهُ في عيونهم"
(5)
. والألف والسين والتاء للطلب.
وفي الشرع: قال الراغب: "والاستغفار طلب ذلك بالمقال والفِعال، وقوله:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10] لم يؤمروا بأن يسألوه ذلك باللسان فقط بل باللسان وبالفِعال، فقد قيل: الاستغفار باللسان من دون ذلك بالفِعال
(6)
فِعلُ الكذابين"
(7)
.
ومعنى الاستغفار: طلب محو الذنوب والتجاوز عنها وستر كل عيب بما يجب أن يستر به والوقاية من شره.
قال ابن الجوزي: "الاستغفار استفعال من طلب الغفران تغطية الذنب بالعفو
(1)
النهاية لابن الأثير (غ ف ر).
(2)
المفردات (غ ف ر).
(3)
المفردات (غ ف ر).
(4)
المصباح المنير (غ ف ر).
(5)
شأن الدعاء ص 52.
(6)
أي من دون إقلاع عن الذنب.
(7)
المفردات (غ ف ر).
عنه"
(1)
، وسبب وضعها في هذا الكتاب لأنها من العبادات التي تصرف لله ولا تصرف لغيره.
* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 199]، وقال عز وجل:{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} [آل عمران: 16، 17]، وقال تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]، وقال تعالى:{وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 106]، وقال تعالى:{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر: 55].
* الدليل من السنة: عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "وَالله إِنِّي لأسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّة"
(2)
.
وعَنه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ الله بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ الله فَيَغْفِرُ لَهُمْ"
(3)
.
وعن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَالَ اللهُ تبارك وتعالى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي،
(1)
نزهة الأعين والنواظر ص 89.
(2)
أخرجه البخاري رقم (6307).
(3)
أخرجه مسلم 2749.