الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرابع: ما نراه ونسمعه من الثواب لأوليائه القائمين بتوحيده من النصر، والنعم العاجلة، ومن عقوبته لأعدائه المشركين به، فإن هذا داعٍ إلى العلم بأنه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها.
الخامس: معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت مع الله واتخذت آلهة، وأنها ناقصة من جميع الوجوه، فقيرة بالذات، لا تملك لنفسها ولا لعابديها نفعًا ولا ضرا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، ولا ينصرون من عبدهم، ولا ينفعونهم بمثقال ذرة، من جلب خير، أو دفع شر، فإن العلم بذلك يوجب العلم بأنه لا إله إلا الله وبطلان إلهية ما سواه.
السادس: اتفاق كتب الله على ذلك، وتواطؤها عليه.
السابع: أن خواص الخلق الذين هم أكمل الخليقة أخلاقًا وعقولًا، ورأيًا وصوابًا وعلمًا - وهم الرسل والأنبياء والعلماء الربانيون - قد شهدوا الله بذلك.
الثامن: ما أقامه الله من الأدلة الأفقية والنفسية التي تدل على التوحيد أعظم دلالة، تنادي عليه بلسان حالها بما أودعها من لطف صنعته، وبديع حكمته، وغرائب خلقه"
(1)
.
ثانيًا: اليقين
(2)
:
قال في لسان العرب: "اليقين: العلم وإزاحة الشك وتحقيق الأمر وهو نقيض الشك"
(3)
: وهو كمال العلم بها المنافي للشك
(4)
والريب.
* والدليل: قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15]
(1)
تفسير ابن سعدي لقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} من سورة محمد. آية 19.
(2)
انظر للاستزادة فتح الباري لابن رجب 1/ 14، 15، 16. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 2/ 467 جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية 168.
(3)
لسان العرب (ي ق ن).
(4)
انظر للاستزادة باب (كفر الشك).
فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا، أي لم يشكوا فأما المرتاب فهو من المنافقين.
وفي الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَني رَسُولُ الله لا يَلْقَى الله بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلا دَخَلَ الْجَنّةَ"
(1)
.
وفي رواية قَالِ: "أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله وَأَني رَسُولُ الله لا يَلْقَى الله بِهمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فَيُحْجَبَ عَنْ الْجَنَّةِ"
(2)
.
وتقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"
(3)
.
قال الشيخ حافظ الحكمي: "فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط"
(4)
.
وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله"
(5)
. فاليقين شرط في صحة الإيمان وهو حقيقة العلم بأن إلا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله) فلا بد من انتفاء الشك وارتفاع الريب.
وقال القرطبي في المفهم على صحيح مسلم: "باب لا يكفي مجرّد التلفظ بالشهادتين بل لا بد من استيقان القلب"
(6)
.
قال الشيخ عبد الله بن جبرين: "من شروط - لا إله إلا الله - اليقين وضده
(1)
أخرجه مسلم (27).
(2)
أخرجه مسلم (27).
(3)
سبق تخريجه.
(4)
معارج القبول 1/ 378، 379.
(5)
ذكره البخاري تعليقًا كما في الفتح 1/ 45، وقال الحافظ:"وصله الطبراني بسند صحيح وأبو نعيم في الحلية" ا. هـ
(6)
نقلها الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه فتح المجيد ص 65، ثم قال:"هذه الترجمة تنبيهٌ على فساد مذهب المرجئة، القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كافٍ في الإيمان" ا. هـ