الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - اتخاذ القبور مساجد
*
[البناء على القبور]
قال ابن حجر الهيثمي: "واتخاذ القبر مسجدًا معناه الصلاة عليه أو إليه"
(1)
.
وقال الصنعاني: "واتخاذ القبور مساجد أعم من أن يكون بمعنى الصلاة إليها أو بمعنى الصلاة عليها"
(2)
.
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله" "قوله: "لعن الله اليهود والنصارى"
…
إلى آخره، لعنهم صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل بعينه، وهو اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد، أي: كنائس وبِيَع يتعبدون ويسجدون فيها لله، وإن لم يسموها مساجد، فإن الاعتبار بالمعنى لا بالاسم. ومثل ذلك القباب والمشاهد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين، فإنها هي المساجد الملعون من بناها على قبورهم وإن لم
* التمهيد لابن عبد البر 1/ 65. 5/ 43، 231. 5/ 218، 220، 229، 6/ 383، 384 الاستذكار لابن عبد البر 26/ 57. المحلى بالآثار لابن حزم 2/ 345. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/ 379، 380. اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 292. مجموع الفتاوى 1/ 163، 239، 353، 4/ 521، 27/ 33، 147، 181، 444. تفسير سورة الإخلاص ص 192. الرد على البكري 71. إغاثة اللهفان 1/ 194، 198. شفاء الصدور في زيارة المشاهد والقبور لمرعي الحنبلي ص 40. أحكام الجنائز ص 48، 64، 265. تيسير العزيز الحميد ص 326. فتح المجيد ص 264. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 159. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 1/ 456. ط 2 - 1/ 518، 520، ومن المجموع 9/ 456. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 7/ 156 شرح مسائل الجاهلية للألوسي ص 124. ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص 491. شرح مسائل الجاهلية للسعيد 2/ 636. جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ص 1646، 1635. التبرك د ناصر الجديع ص 331، 411. معجم البدع، رائد بن صبري بن أبي علفه ص 143، 144.
(1)
الزواجر 1/ 121.
(2)
سبل السلام 1/ 241.
يسمها من بناها مساجد. وفيه رد على من أجاز البناء على قبور العلماء والصالحين تمييزا لهم عن غيرهم، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من بنى المساجد على قبور الأنبياء. فكيف بمن بناها على قبور غيرهم؟! "
(1)
.
وفي حديث: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد
…
"
(2)
الحديث. قال الخلخالي: "وإنكار النبي صلى الله عليه وسلم صنيعهم هذا يخرج على وجهين:
أحدهما: أنهم يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لهم.
الثاني: أنهم يجوزون الصلاة في مدافن الأنبياء والسجود في مقابرهم، والتوجه إليها حالة الصلاة نظرًا منهم بذلك إلى عبادة الله، والمبالغة في تعظيم الأنبياء.
والأول: هو الشرك الجلي.
والثاني: الخفي، فلذلك استحقوا اللعن"
(3)
.
* الدليل من السنة: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا اشْتكَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَتْ بَعْضُ نِسَائِهِ كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهَا مَارَيةُ وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ
(4)
وَأُمُّ حَبيبَةَ
(5)
رضي الله عنها أَتَتَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ فَذَكَرَتَا مِنْ حُسْنِهَا وَتَصَاوِيرَ فِيهَا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:"أُولَئِكِ إِذا مَاتَ مِنْهُمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَةَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ الله". وفي الرواية الأخرى: "أُولئِك شِرارُ الخَلْقِ عِنْدَ الله يَوْمَ القِيَامَة"
(6)
.
وعن عائشة وعبد الله بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهم قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح
(1)
تيسير العزيز الحميد ص 324.
(2)
أخرجه مسلم (532).
(3)
تيسير العزيز الحميد 328.
(4)
هي: هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية رضي الله عنها.
(5)
هي: رملة بنت أبي سفيان القرشية الأموية رضي الله عنها.
(6)
أخرجه البخاري (427)، (1341)، ومسلم (528).
خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك:"لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذّر ما صنعوا
(1)
.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". قالت: فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا
(2)
.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد"
(3)
.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - وفي رواية -: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"
(4)
.
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا
(5)
لعن الله قوما اتخذوا قبور
(1)
أخرجه البخاري (436)، ومسلم (531).
(2)
أخرجه البخاري (1390)، ومسلم (529). وقولها (أبرز قبره) أي كشف قبره ودفن خارج بيته.
قال الألباني رحمه الله: "وسبب دفنه صلى الله عليه وسلم في بيته هو سد الطريق على من عسى أن يبني عليه مسجدًا".
انظر تحذير الساجد ص 11.
* فائدة: الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في بيته لحديث أبي بكر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لن يقبر نبي إلا حيث يموت". أخرجه أحمد في المسند (27) والترمذي بلفظ آخر (1018) وضعفه، وضعفه ابن كثير في البداية 5/ 266. وكذلك فعل الصحابة حيث دفنوه في بيته لأنهم خشوا أن يتخذ قبره مسجدًا. انظر للاستزادة حول قبر النبي صلى الله عليه وسلم باب (اتخاذ القبور عيدًا).
(3)
أخرجه أحمد (3844)، (4143)، (4342). والطبراني (10413)، وابن حبان (6847).
(4)
أخرجه البخاري (437)، ومسلم (530).
(5)
في رواية مالك في الموطأ (اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد)(376). قال الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد ص 340: "قد استجاب الله دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم، فمنع الناس من الوصول إلى قبره لئلا يعبد استجابة لدعاء رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال ابن القيم:
فأجاب ربُّ العالمين دُعاءَهُ
…
وأحاطه بثلاثةِ الجدرانِ)