الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
62 - البدعة
*
لغة: قال في معجم مقاييس اللغة: " (بدع) الباء والدال والعين أصلان:
أحدهما: ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال، والآخر: الانقطاع والكلال.
فالأول: قولهم: أبدعت الشيء قولًا أو فعلًا، إذا ابتدأته لا عن سابق مثال والله بديع السماوات والأرض.
والعرب تقول: ابتدع فلان الركي إذا استنبطه"
(1)
.
وقال الراغب: "ومنه قيل ركية بديع أي جديدة الحفر"
(2)
(3)
.
ومن هذا يتبين أن البدعة تطلق لغة على الشيء المستحدث
(4)
.
قال الزجاج: "وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه قيل له: أبدعت، ولهذا قيل لكل من
* البدع والنهي عنها لمحمد بن وضاح، الحوادث والبدع للطرطوشي، اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 582 - 612، الاعتصام للشاطبي 1/ 36 - 51، مجموع فتاوى ابن تيمية 11/ 445 - 475، 20/ 103 - 105، جامع العلوم والحكم 2/ 109، الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي، الدرر السنية 1/ 273، 423، 486، 7/ 558، 8/ 103، 9/ 432، 11/ 146، 174، مجموع فتاوى ابن عثيمين 5/ 23، محاضرات في العقيدة والدعوة للشيخ صالح الفوزان 1/ 107 - 123، حقيقة البدعة وأحكامها لسعيد الغامدي، موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع د. إبراهيم الرحيلي، الإمام الشاطبي عقيدته وموقفه من البدع وأهلها لعبد الرحمن آدم، الأعياد وأثرها على المسلمين د. سليمان السحيمي ص 209، 468.
(1)
مقاييس اللغة (ب د ع)، وانظر المفردات للراغب (ب د ع).
(2)
انظر العين للخليل 2/ 54، مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 5/ 23.
(3)
المفردات للراغب (ب د ع).
(4)
انظر العين للخليل 2/ 54، مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 5/ 23.
خالف السنة والإجماع مبتدع، لأنه يأتي دين الإسلام بما لم يسبقه إليه الصحابة والتابعون" (1).
وقال في الصحاح: "أبدع الشيء: اخترعه لا على مثال، والله تعالى بديع السماوات والأرض، أي مبدعهما
…
والبدعة: الحدث في الدين بعد الإكمال.
واستبدعه: عده بديعًا، وبدَّعه تبديعًا: نسبه إلى البدعة" (2).
وفي الشرع: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد قررنا في قاعدة السنة والبدعة أن البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب فأما ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب وعلم الأمر به بالأدلة الشرعية فهو من الدين الذي شرعه الله وإن تنازع أولو الأمر في بعض ذلك وسواء كان هذا مفعولا على عهد النبي أو لم يكن"(3).
وقال رحمه الله: "لكن أعظم المهم في هذا الباب وغيره تمييز السنة من البدعة إذ السنة ما أمر به الشارع والبدعة ما لم يشرعه من الدين"(4).
وقال: "والبدعة ما خالفت الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات كأقوال الخوارج والروافض والقدرية والجهمية كالذين يتعبدون بالرقص والغناء في المساجد والذين يتعبدون بحلق اللحى وأكل الحشيشة وأنواع ذلك من البدع التى يتعبد بها طوائف من المخالفين للكتاب والسنة والله أعلم"(5).
وقال ابن رجب: "والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل في الشريعة يدل
(1) معاني القرآن وإعرابه للزجاج: 1/ 198 - 199.
(2)
مختار الصحاح (ب د ع).
(3)
مجموع الفتاوى 14/ 107، 108 وانظر الاستقامة 1/ 5.
(4)
مجموع الفتاوى 1/ 13.
(5)
مجموع الفتاوى 18/ 346.
عليه وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة
…
فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة"
(1)
.
وقال ابن عثيمين: "والبدعة اصطلاحًا: ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من عقيدة أو عمل"
(2)
.
وللعلماء تعاريف مشابهة لهذا التعريف منهم على سبيل المثال الطرطوشي والعيني والسيوطي وابن حجر الهيثمي وغيرهم
(3)
.
والمتقدم المشهور في هذا المقام قول الشاطبي رحمه الله في تعريف البدعة حيث قال: "البدعة: عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه، وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنما يخصها بالعبادات، وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية"
(4)
.
* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وقال تعالى:{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}
(1)
جامع العلوم والحكم 252.
(2)
مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين 5/ 23.
(3)
انظر الحوادث والبدع للطرطوشي (34 - 35)، عمدة القاري 25/ 37، والفتاوى الحديثية لابن حجر (150 - 151)، والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي (88) وانظر حقيقة البدعة 1/ 263.
(4)
الاعتصام للشاطبي 1/ 36 - 37.