الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعكف القبوريون عِنْدَ القبور ويقيمون عِنْدها تعبدًا لغير الله.
* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} .
* الدليل من السنة: "عن أبي واقد الليثي، أنهم خرجوا عن مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، قال: وكان للكفار سدرة يعكفون عندها، ويعلِّقون بها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط. قال: فمررنا بسدة خضراء عظيمة قال: فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قلتم والذي نفسي بيده، كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة، قال: إنكم قوم تجهلون، إنها لسنن لتركبنَّ سُنن من كان قبلكم سنة سنة""
(1)
.
*
أقوال العلماء:
قال في شفاء الصدور: "فالعكوف المجاورة عِنْدَ قبر نبي أو غير نبي أو مقام نبي أو غير نبي ليس هو من دين المسلمين بل هو من جنس دين المشركين الذين أخبرالله إذ قال لهم إبراهيم إمام الحنفاء: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} [الأنبياء: 52] فعكوف المؤمنين في المساجد وعكوف الجاهلين في المشاهد هو من جنس عكوف المشركين فإن المشركين يعكفون على ما يرجونه ويخافونه ويتخذونه شفعا إلى الله قال: فإن المشركين لم يكن أحد منهم يقول إن العالم له خالقًا ولا أن يساويه في صفاته بل كان يقرون بأن خالق السموات والأرض واحد.
كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25]، وقال تعالى:{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [المؤمنون: 86، 87] وقوله: وكانوا يتخذون آلهتهم
(1)
أخرجه الإمام أحمد (22242).
إخبارًا عنهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ} [الزمر: 3]، {وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: 18] وهؤلاء العاكفون على القبور قد شابههم في الصورة المطلوب اجتنابها ولذلك قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] قال ابن عَبَّاسٍ وغيره: يسألهم من خلق السموات والأرض فيقولون الله ومع هذا يعبدون غيره، وهذا التوحيد لا يخلص بمجرده عن الشرك بل لا بد أن يخلص الدين لله فلا يعبد إلا إياه والكمال أن لا يرجو ولا يخشى إلا إياه حقيقة ومجازًا"
(1)
.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "ومن نوع هذا الشرك: الاعتكاف على قبور المشهورين بالنبوة، أو الصحبة، أو الولاية، وشد الرحال إلى زيارتها، لأن الناس يعرفون الرجل الصالح، وبركته، ودعاءه، فيعكفون على قبره، ويقصدون ذلك؛ فتارة يسألونه؛ وتارة يسألون الله عِنْدَه؛ وتارة يصلون ويدعون الله عِنْدَ قبره.
ولما كان هذا بدء الشرك، سد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الباب ففي الصحيحين، أنه قال في مرض موته:"لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا، قالت عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن ينخذ مسجدًا"
(2)
.
(1)
شفاء الصدور في الرد على الجواب المشكور، أصدرته دار الإفتاء العامة بالمملكة العربية السعودية، ص 70، 71، وفي الغالب النقل فيه عن ابنِ تَيمِيَّةَ رحمه الله.
(2)
الدرر السنية 2/ 9. الجامع لأحكام القرآن 14/ 108. طريق الهجرتين لابن القيم ص 412، 413. تفسير ابن كثير 3/ 91. فتح القدير 3/ 296. أضواء البيان 4/ 142. إرشاد الطالب إلى أهم المطالب لابن سحمان ص 12، 13. نواقض الإيمان القولية والعملية ص 344، 346. ضوابط التكفير للقرني ص 195، 201.