الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
91 - توحيد الأسماء والصفات
*
هو أن يُسمى الله ويوصف بما سمَّى به نفسه ووصف في كتابه، وبما سماه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل كما جاء عن السلف الصالح، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان عقيدة السلف الصالح في ذلك:"أنهم يصفون الله -تعالى- بما وصفه به رسوله من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل"
(1)
.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث"
(2)
.
وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله: "هو أن يسمى الله ويوصف بما سمى ووصف به نفسه أو سماه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تأويل ومن
* لوامع الأنوار للسفاريني 1/ 128. تيسير العزيز الحميد ص 34. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم 11. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 1/ 12 ط 2 - 1/ 18 ومن المجموع 9/ 6. فتاوى اللجنة الدائمة 3/ 111. مجموع الفتاوى لابن باز 1/ 289.القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 10. أهم المهمات لابن سعدي من المجموعة 3/ 62. مذكرة التوحيد عبد الرزاق عفيفي ص 23. دعوة التوحيد محمد خليل هراس ص 15. ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص 187 - 212.الشيخ السعدي وجهوده في توضيح العقيدة للعباد ص 99. منهج الحافظ ابن رجب في العقيدة ص 351. مباحث العقيدة في سورة الزمر ص 23.الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة لأبي عبد الرحمن العلوي ص 111. منهج ابن حجر في العقيدة ص 484. علم التوحيد د: الربيعة ص 76. الجهل بمسائل الاعتقاد ص 395.
(1)
الصفدية 1/ 103، وانظر: منهاج السنة 2/ 111، 523، الجواب الصحيح 2/ 163، مجموع الفتاوي 5/ 195، 6/ 38، 8/ 243، 11/ 250.
(2)
مجموع الفتاوي 5/ 382.
غير تكييف ولا تمثيل"
(1)
.
وقال ابن عثيمين: هو: "إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى به نفسه ووصف به نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بإثبات ما أثبته ونفي ما نفاه من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل"
(2)
.
* الدليل من الكتاب: ومن أدلة توحيد الأسماء والصفات قوله تعالى: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)} ، وقوله:{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ، وقوله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} ، وقوله:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)} ، وقوله:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، وآخر سورة الحشر.
وقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} ، وقوله:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} [الأعراف: 180].
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "توحيد الأسماء والصفات مبني على أصلين:
الأول: تنزيه الله عز وجل عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم؛ كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} .
الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه؛ أو وصف به رسوله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بكماله وجلاله؛ كما قال بعد قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
(1)
مذكرة التوحيد لعبد الرزاق عفيفي ص 23.
(2)
شرح ثلاثة الأصول من مجموع فتاوى ابن عثيمين 6/ 34.
مع قطع الطمع عن إدراك كيفية الاتصاف، كما قال تعالى:{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)} [طه: 110] "
(1)
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث قال الإمام أحمد رضي الله عنه: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث.
ومذهب السلف: أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاج، بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه، لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق في بيان العلم، وأفصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والإرشاد، والله سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا في أفعاله، فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقية، وله أفعال حقيقية فكذلك له صفات حقيقية وهو ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وكل ما أوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة، فإنه سبحانه مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه، ويمتنع عليه الحدوث لامتناع العدم عليه واستلزام الحدوث سابقة العدم، ولافتقار المحدث إلى محدث، ولوجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى. ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل. فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه كما لا يمثلون ذاته بذوات خلقه ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العليا ويحرفوا الكلم عن مواضعه
(1)
أضواء البيان 3/ 410، 411.