الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - الاكتواء
انظر: (باب الكي).
39 - الإكراه
من موانع التكفير. انظر باب: (التكفير).
40 - الإلحاد في أسماء الله
*
[الأسماء والصفات]
الإلحاد لغة: مأخوذ من اللحد وهو الميل، لحد وألحد بمعنى مال حاد عنه وعدل
(1)
، ومنه سمي الحفر بالقبر لحدًا، لأنه مائل إلى جهة القبلة وهو ما يضاد توحيد الأسماء والصفات.
وشرعًا: وقال ابن القيم في تعريف الإلحاد في أسماء الله: "هو الميل بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها"
(2)
.
* الصواعق المرسلة لابن القيم 1/ 217 - 2/ 403. مختصر الصواعق 2/ 110. مدارج السالكين 1/ 29، 30 - 3/ 347. بدائع الفوائد 1/ 169. لوامع الأنوار للسفاريني 1/ 128. تيسير العزيز الحميد ص 645. فتح المجيد ص 527. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم 337. القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 45 - 46. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 3/ 76، ط 2 - 3/ 90 ومن المجموع 10/ 903. شجرة الإيمان للسعدي من المجموعة 3/ 391. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 1/ 157. 4/ 23 مذكرة التوحيد عبد الرزاق عفيفي ص 17. منهج الشافعي في إثبات العقيدة 337. شرح مسائل الجاهلية للسعيد 1/ 415. الشيخ السعدي وجهوده في توضيح العقيدة للعباد 76، 111. نواقض الإيمان القولية والعملية ص 118.
(1)
مختار الصحاح (ل ح د).
(2)
بدائع الفوائد 1/ 169.
وحقيقته الميل بها عما جعلت له وعما يجب فيها إلى ضد التوحيد من الشرك والتعطيل والكفر.
* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180].
قال ابن كثير: "وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} قال: إلحاد الملحدين أن دعوا اللات في أسماء الله.
وقال ابن جريج عن مجاهد {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} قال اشتقوا اللات من الله، والعزى من العزيز، وقال قتادة يلحدون يشركون في أسمائه.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الإلحاد التكذيب: وأصل الإلحاد في كلام العرب العدول عن القصد، والميل والجور والانحراف، ومنه اللحد في القبر لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمت الحفر"
(1)
.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: "حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى الميل بالإشراك والتعطيل والنكران. وأسماء الرب تعالى كلها أسماء وأوصاف تعرف بها تعالى إلى عباده، ودلت على كماله عز وجل فالإلحاد إما بجحدها وإنكارها، وإما بجحد معانيها وتعطيلها، وإما بتحريفها عن الصواب وإخراجها عن الحق بالتأويلات، وإما أن يجعلها أسماء لهذه المخلوقات، كإلحاد أهل الاتحاد، فإنهم جعلوها أسماء هذا الكون محمودها ومذمومها، حتى قال زعيمهم: هو المسمى بمعنى كل اسم ممدوح عقلًا وشرعًا وعرفًا، وبكل اسم مذموم عقلًا وشرعًا وعرفًا، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا"
(2)
.
(1)
تفسير ابن كثير 2/ 248، وينظر تفسير الطبري 13/ 282، 283.
(2)
مدارج السالكين 1/ 29، 30.
وقال رحمه الله: "والإلحاد في أسمائه تعالى أنواع:
أحدها: أن يسمي الأصنام بها، كتسميتهم اللات: من الإله، والعزى: من العزيز، وتسميتهم الصنم إلهًا، وهذا إلحاد حقيقة، فإنهم عدلوا عن أسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة.
الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته، أو علة فاعلة بالطبع ونحو ذلك.
الثالث: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص، كقول أخبث اليهود إنه فقير، وقولهم إنه استراح بعد أن خلق خلقه.
الرابع: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها، كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني
…
الخامس: تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله عما يقولون المشبهون علوًا كبيرًا"
(1)
.
والإلحاد يضاد توحيد الأسماء والصفات. قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "الشرك في توحيد الأسماء والصفات نوعان:
أحدهما: تشبيه الخالق بالمخلوق، كمن يقول: يد كيدي، وسمع كسمعي، وبصر كبصري، واستواء كاستوائي، وهو شرك المشبهة.
الثاني: اشتقاق أسماء للآلهة الباطلة من أسماء الإله الحق. قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(2)
.
قال ابن عَبَّاسٍ: يلحدون في أسمائه: يشركون. وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز"
(3)
.
(1)
بدائع الفوائد 1/ 19، 192 باختصار، وانظر للاستزادة تيسير العزيز الحميد ص 645.
(2)
الأعراف آية (180).
(3)
تيسير العزيز الحميد ص 44.
قال الشيخ السعدي: "فحقيقة الإلحاد في أسماء الله هو الميل بها عن مقصودها لفظا أو معنى، تصريحًا، أو تأويلًا، أو تحريفًا، وكل ذلك مناف للتوحيد والإيمان"
(1)
.
وقال ابن عثيمين: "والإلحاد في أسماء الله الميل بها عما يجب فيها وهو أنواع:
الأول: أن ينكر شيئا من الأسماء أو مما دلت عليه من الصفات أو الأحكام، ووجه كونه إلحادًا أنه مال بها عما يجب لها إذ الواجب إثباتها وإثبات ما تتضمنه من الصفات والأحكام.
الثاني: أن يثبت لله أسماء لم يسم الله بها نفسه؛ كقول الفلاسفة في الله: أنه علة فاعلة في هذا الكون تفعل، وهذا الكون معلول لها، وليس هناك إله. وبعضهم يسميه العقل الفعّال، فالذي يدير هذا الكون هو العقل الفعال، وكذلك النصارى يسمون الله أبا وهذا إلحاد.
الثالث: أن يجعلها دالة على التشبيه، فيقول: الله سميع بصير قدير، والإنسان سميع بصير قدير، اتفقت هذه الأسماء فيلزم أن تتفق المسميات، ويكون الله سبحانه وتعالى مماثلا للخلق، فيتدرج بتوافق الأسماء إلى التوافق بالصفات.
ووجه الإلحاد: أن أسماءه دالة على معان لائقة بالله لا يمكن أن تكون مشابهة لما تدل عليه من المعاني في المخلوق.
الرابع: أن يشتق من هذه الأسماء للأصنام كتسمية اللات من الإله أو من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان حتى يلقوا عليها شيئا من الألوهية ليبرروا هم عليه"
(2)
.
أما من جحد شيئًا من الأسماء والصفات فسوف نتكلم عنها في باب (توحيد الأسماء والصفات).
(1)
القول السديد ص 135.
(2)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 904. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 77.