الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - لا إله إلا الله
*
الإلهُ: فعالِ بمعنى مألوه، وكُلُّ ما اتُّخِذ مَعبودًا إلهٌ عِنْدَ مُتَّخِذِه
(1)
.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -: "فـ "الإلهُ" اسمُ صفةٍ لكُلِّ معبودٍ بحقٍّ أو باطل، ثم غُلِب على المعبُود بحقٍ وهو اللهُ تعالى، وهو الذي يخلق ويرزق ويدبِّرُ الأُمُور"
(2)
.
فمعنى "الإلهُ" يتضمَّنُ فعلَ الخلقِ والرزقِ والإثابةِ والعقوبةِ، ولهذا انفرد الله
* سبب الابتداء بباب (لا إله إلا الله) لأنها الأصل الذي تدور عليه مسائل هذا الكتاب وأبوابه، وكل الكتاب شرحٌ لهذه الكلمة وتوضيحٌ لها وذكرٌ لأقسامها وتحذيرٌ مما يضادها.
انظر: التمهيد لابن عبد البر 6/ 51، 6/ 43، 48، 9/ 240، 10/ 149، 23/ 296. شَرحُ السُنَّةِ للبَغوي 1/ 92. اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابنِ تَيمِيَّةَ 2/ 833. كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب. تيسير العزيز الحميد ص 75،123. فتح المجيد ص 65، 107. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 31، 54. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 1/ 58، ط 2 - 1/ 159 ومن المجموع 9/ 51. القول السديد لابن سعدي المجموعة 3/ 15، 16. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 1/ 179، 189. معارج القبول 1/ 300، 320. مجموع الفتاوى لابن باز 1/ 193. نور على الدرب ص 49 شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 3/ 56، 57. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 1، 77، 7/ 30، 31/ 32. ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص 326، 328. الشيخ السعدي وجهوده في توضيح العقيدة للعباد ص 159 منهج الحافظ ابن حجر العسقلاني تأليف: محمد إسحاق كندو ص 995 وما بعدها. الآثار الواردة في سير أعلام النبلاء د/ جمال بن أحمد 1/ 162. جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ص 152. وانظر كتاب (الشهادتان) للشيخ عبد الله بن جبرين، وكتاب إلا إله إلا الله معناها ومكانتها) للشيخ صالح الفوزان. و (تيسير الإله بشرح أدلة شروط لا إله إلا الله) للجابري.
(1)
القاموس المحيط مادة "أ ل هـ".
(2)
مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، القسم الخامس، ص 106.
تعالى باستحقاق العبادةِ وحده؛ لأنَّه المنفردُ بهذه الأفعالِ والصفاتِ.
فالإلهُ: هو المعبودُ المطاعُ الذي تألههُ القلوب، أي: تتجهُ لهُ وتقصدُه وتخضعُ له وتتعلقُ به خشيةً وإنابةً ومحبةً وخوفًا وتوكلًا عليه وإخلاصًا تبارك وتعالى.
قال ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين"
(1)
.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله - رحمه الله تعالى -: "وقد دخل في الإلهية جميع أنواع العبادة الصادرة عن تألُّه القلب لله بالحب والخضوع والانقياد له وحده لا شريك له، فيجب إفرادُ الله تعالى بها، كالدعاءِ والخوفِ المحبةِ، والتوكلِ والإنابةِ، والتوبةِ، والذبحِ، والنذرِ، والسجودِ، وجميعِ أنواعِ العبادةِ فيجب صرف جميع ذلك لله وحده لا شريك له، فمن صرف شيئًا مما لا يصلح إلا لله من العباداتِ لغيرِ لله، فهُوَ مُشرِكٌ ولو نطق بـ "لا إله إلا الله"، إذ يعمل بما تقتضيه من التوحيد والإخلاص"
(2)
.
فـ "لا إله إلا الله" معناها: لا معبود حقٌّ إلا الله، وغير الله إن عبد فباطل
(3)
.
* الدليل من الكتاب: قال الله تعالى: {بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج:62] وقال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19]، وقال تعالى:{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر:54] وقوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران 18]، وقال الله تعالى:{فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:3،2]، وقال تعالى:
(1)
أخرجه ابن جرير في جامع البيان 1/ 22 وابن أبي حاتم انظر الدر المنثور 1/ 23.
(2)
تيسير العزيز الحميد ص 75.
(3)
انظر للاستزادة فتح المجيد ص 65 - 69.
{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} [الزمر: 11]{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر:14]، وقوله تعالى:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة:256]. وقال عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15].
* الدليل من السنة: عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ انهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ دَخَلَ الْجَنةَ"
(1)
، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الشهادتين:"لا يلقَى الله بهما عبدٌ غيرَ شاكٍّ فيهما إلا دخلَ الجنةَ"
(2)
.
وعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اذهَبْ بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْحَائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"
(3)
.
وعَنْ عُبَادَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ
(4)
أَلْقَاهَا
(5)
إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّة حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ الله الْجَنّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ"
(6)
.
وعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعِي نَفَرٌ مِنْ قَوْمِي: "فَقَالَ
(1)
أخرجه مسلم (26).
(2)
أخرجه مسلم (27).
(3)
أخرجه مسلم (30).
(4)
قال في التيسير ص 84: إنما سُمِّي عليه السلام كلمة الله لصدوره بكلمة "كن" بلا أب ا. هـ.
(5)
قال ابن كثير في تفسيره (2/ 430): خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبرائيل عليه السلام إلى مريم فنفخ فيها من روحه بأمر ربه عز وجل، فكان عيسى بإذن الله عز وجل. ا. هـ
(6)
أخرجه البخاري (3435) ومسلم (28) واللفظ للبخاري.