الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37 - الإقسام على الله
*
[التألِّي على الله]
يراد به هنا الحلف على الله إذا كان على جهة الحجر على الله والقطع بحصول المقسم على حصوله وهو التألي
(1)
.
قال الشيخ ابن عثيمين: "والإقسام على الله أن تحلف على الله أن يفعل، أو تحلف عليه أن لا يفعل، مثل والله ليفعلن الله كذا، أو والله لا يفعل الله كذا"
(2)
.
قال السعدي: "الإقسام على الله سوء أدب في حق الله وهو مناف للتوحيد وهو في الغالب من باب العجب بالنفس والإدلال على الله، وسوء الأدب معه ولا يتم الإيمان حتى يسلم من ذلك كله"
(3)
.
قال الشيخ ابن عثيمين: "والقَسَم على الله ينقسم إلى أقسام:
الأول: أن يقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات، فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به رسوله مثل: والله ليُشفِّعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة، ومثل: والله لا يغفر الله لمن أشرك به.
الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه، فهذا جائز لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قصة الربيّع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنه حينما كسرت ثنية جارية من
* شَرحُ السُنَّةِ للبَغوي 2/ 762، 772. قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 87 - 89. فتح المجيد ص 601. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم 388. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 3/ 78. القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 3/ 260 ط 2 - 3/ 326 ومن المجموع 10/ 1085. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 4/ 551.
(1)
حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 388.
(2)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 1085. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 261.
(3)
القول السديد ص 153.
الأنصار فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فعرضوا عليهم الصلح فأبوا، فقام أنس بن النضر فقال: أتكسر ثنية الربيّع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيّع. وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا أنس كتاب الله القصاص" يعني السن بالسن، قال: والله لا تكسر ثنية الربيّع، وغرضه بذلك أنه لقوة ما عِنْدَه من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص أقسم على ذلك.
فلما عرفوا أنه مصمم ألقى الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"
(1)
فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع فألقى الله العفو في قلوب هؤلاء الذين صمموا أمام الرسول صلى الله عليه وسلم على القصاص فعفوا وأخذوا الأرش.
فثناء الرسول صلى الله عليه وسلم عليه شهادة بأن الرجل من عباد الله، وأن الله أبر قسمه، ولين له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال: بأنه يجد ريح الجنة دون أحد ولما استشهد وجد به بضعة وثمانون ما بين ضربة بسيف أو طعنة رمح، ولم يعرفه إلا أخته ببنانه
(2)
وهي الربيّع هذه رضي الله عن الجميع وعنا معهم.
ويدل أيضا لهذا القسم قوله صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ أشعثَ أغْبَرَ مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره"
(3)
.
القسم الثالث: أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس وتحجُّر فضل الله عز وجل، وسوء الظن به تعالى، فهذا محرم، وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم"
(4)
.
(1)
أخرجه البخاري (2703)، ومسلم (1675) عن أنس رضي الله عنه.
(2)
أخرجه البخاري (2805)، ومسلم (1903).
(3)
أخرجه مسلم (2622).
(4)
مجموع فتاوى ابن عثيمين 10/ 1085، 1086، 1087. وانظر القول المفيد ط 1 - 3/ 262.