الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
فائدة:
النبي صلى الله عليه وسلم لم يعيّن الفرقة الناجية إلا بالوصف، فلم يقل مثلًا: أنا وأصحابي، وإنما ذكر وصفها، وهو: ما أنا عليه وأصحابي، ولا ريب أنه هو وأصحابه أول من يدخل في هذا الوصف، بل هم الأصل الذي يعتبر به غيرهم من الناس، وهذا يعني أن النجاة لا تختص بمن تقدم، بل تشمل كل من أتى بأوصاف الفرقة الناجية، إلى أن تقوم الساعة
(1)
.
3 - أهل الحديث والأثر:
وخُصُّوا بذلك لاشتغالهم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار أصحابه رضي الله عنهم فالمقصود بهم الذين يعنون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية، فيكونوا عالمين وعاملين مطبقين لما يتعلمونه، متبعين للسنة مجانبين للبدعة، وبهذه الأمور يتميزون عن أهل الأهواء، فأهل الحديث مرادف لأهل السنة، يقول اللالكائي: "فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته إلا الحث على الاتباع، وذم التكلف والاختراع، فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين، وكان أولاهم بهذا الاسم، وأحقهم بهذا الوسم، وأخلصهم بهذا الرسم أصحاب الحديث لاختصاصهم برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعهم لقوله، وطول ملازمتهم له، وتحملهم علمه
…
"
(2)
.
وقال ابنُ تَيمِيَّةَ رحمه الله: "ونحن لا نعني بأهل الحديث: المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه، ومعرفته، وفهمه ظاهرًا وباطنًا، واتباعه باطنًا وظاهرًا، وكذلك أهل القرآن، وأدنى خصلة في هؤلاء محبة
(1)
الاعتصام للشاطبي 2/ 287، 289.
(2)
شرح أصول الاعتقاد للالكائي 1/ 23.
القرآن، والحديث والبحث عنهما، وعن معانيهما، والعمل بما علموه من موجبهما
…
"
(1)
.
وقال رحمه الله: "فهم أعلم الناس بأقواله صلى الله عليه وسلم وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها، واتباع لها: تصديقًا، وعملًا، وحبًا وموالاة لمن والاها، وبغضًا ومعاداة لمن عاداها"
(2)
.
وقال: "مذهب أهل الحديث وهم السلف من القرون الثلاثة الأولى ومن سلك سبيلهم من الخلف"
(3)
.
وذكر عبد القادر الجيلاني رحمه الله: "أن أهل السنة لا اسم لهم إلا اسم واحد، وهو أصحاب الحديث"
(4)
.
ويروي الخطيب عن أحمد بن سنان قال: "كان الوليد الكرابيسي خالي، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه: تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني؟ قالوا لا، قال: فتتهموني؟، قالوا: لا، قال: فإني أوصيكم أتقبلون؟، قالوا: نعم، قال: عليكم بما عليه أصحاب الحديث فإني رأيت الحق معهم
…
"
(5)
.
وفي ذلك قيل:
دين النبي محمد أخبار
…
نعم المطية للفتى آثار
لا ترغبن عن الحديث وآله
…
فالرأي ليل والحديث نهار
(6)
(1)
مجموع فتاوى ابنِ تَيمِيَّةَ 4/ 95.
(2)
مجموع الفتاوى 3/ 347. وانظر 4/ 85، منهاج السنة 4/ 287.
(3)
مجموع الفتاوى 6/ 355.
(4)
انظر: الغنية لطالبي طريقة الحق عز وجل لعبد القادر الجيلاني 1/ 71.
(5)
شرف أصحاب الحديث 56.
(6)
جامع بيان العلم وفضله 2/ 43.