الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
92 - توحيد الألوهية
*
الأولوهية مأخوذة من "إله" فعال بمعنى مفعول، مثل كتاب بمعنى مكتوب، فالإله فعال بمعنى مفعول، وكُلُّ ما اتُخذ معبودًا إلهٌ عند مُتخِذه
(1)
.
وتوحيد الألوهية في الشرع: هو إفراد الله تعالى بأفعال العباد.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "التوحيد هو إفراد الله بالعبادة"
(2)
.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: "هو إفراد الله بالعبادة الباطنة والظاهرة"
(3)
.
وهذا النوع من التوحيد هو موضوع دعوة الرسل عليهم السلام من أولهم إلى آخرهم.
* اقتضاء الصراط المسقيم 2/ 846. لوامع الأنوار للسفاريني 1/ 128.الدرر السنية 1/ 517، 2/ 31، 301. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 1/ 59، 62، 190. دعوة التوحيد محمد خليل هراس ص 34. تيسير العزيز الحميد ص 36. فتح المجيد ص 39. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 11.القول المفيد لابن عثيمين ط 1 - 1/ 9 ط 2 - 1/ 16 ومن المجموع 9/ 4. فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 36. شجرة الإيمان للسعدي من المجموعة 3/ 267. مذكرة التوحيد عبد الرزاق عفيفي ص 29. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 7/ 349. الشيخ السعدي وجهوده في توضيح العقيدة للعباد ص 148. منهج الشافعي في إثبات العقيدة ص 227. الجيلاني وآراؤه الاعتقادية ص 128. مباحث العقيدة في سورة الزمر 177. نواقض الإيمان القولية والعملية 131. منهج ابن حجر في العقيدة ص 995. منهج الحافظ ابن رجب في العقيدة ص 369.ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص 297. جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية ص 121. الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة لأبي عبد الرحمن العلوي ص 227.الجهل بمسائل الاعتقاد ص 378.
(1)
تاج العروس، القاموس المحيط، مختار الصحاح مادة:"أل 5"، وقد تقدم شيء من ذلك في الباب الأول (لا إله إلا الله).
(2)
ثلاثة الأصول ص 32.
(3)
قرة عيون الموحدين ص 11، وانظر مجموع فتاوى ابن عثيمين 9/ 4، 5.
وهو أول ما يُؤمر به من يريد الدخول في الإسلام النطق بالشهادتين، فتبين من هذا أن توحيد الإلهية هو مقصود دعوة الرسل. وسمي بذلك لأن الألوهية وصف الله تعالى الدال عليه اسمه تعالى (الله) فالله: ذو الألوهية.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله: "ويسمى هذا النوع توحيد الإلهية لأنه مبني على إخلاص التأله وهذا أشد المحبة لله وحده وذلك يستلزم إخلاص العبادة"
(1)
.
وقال الشيخ ابن قاسم رحمه الله: "توحيد الألوهية هو إخلاص العبادة لله وحده بجميع أفراد العبادة"
(2)
.
وقد دخل في الإلهية جميع أنواع العبادة الصادرة عن تألُّه لقلب لله بالحب والخضوع والانقياد له وحده لا شريك له، فيجب إفرادُ الله تعالى بها، كالدعاء والخوف والمحبة، والتوكل والإنابة، والتوبة، والذبح، والنذر، والسجود، وجميع أنواع العبادة فيجب صرف جميع ذلك لله وحده لا شريك له، فمن صرف شيئًا مما لا يصلح إلا لله من العبادات لغير الله، فهو مشرك ولو نطق بـ "إله إلا الله"، إذ لم يعمل بما تقتضيه من التوحيد والإخلاص
(3)
.
* الدليل من الكتاب: قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)} [الأنبياء: 25].
وكل رسول يبدأ دعوته لقومه بالأمر بتوحيد الإلهية كما قال نوح وهود وصالح
(1)
تيسير العزيز الحميد ص 38.
(2)
حاشية الأصول الثلاثة ص 32.
(3)
تيسير العزيز الحميد ص 75، حاشية الأصول الثلاثة ص 46.
وشعيب: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59]، وقال:{وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ} [العنكبوت: 16]. وقال سبحانه: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11)} [الزمر: 11]. وقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ} [محمد: 19]. وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56] وقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]، وقوله:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: 36]، وقوله:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [الأنعام: 151].
قال ابن مسعود رضي الله عنه: من سرَّه أن ينظر إلى الصحيفة التي عليها خاتم محمد صلى الله عليه وسلم فليقرأ هؤلاء الآيات: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} إلى قوله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} [الأنعام: 151 - 153]
(1)
.
* الدليل من السنة: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ قَالَ: فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ، تَدْرِي مَا حَقُّ الله عَلَى الْعِبَادِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله"؟ قَالَ: قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى الْعِبَادَ أَنْ يَعْبُدُوا الله وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى الله عز وجل أَنْ لا يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا"
(2)
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى"
(3)
.
(1)
أخرجه الترمذي (3070).
(2)
أخرجه البخاري (5967)(6267)(2856)، ومسلم (30).
(3)
أخرجه البخاري (7372)(1496)، ومسلم (19).