الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
87 - التنجيم
*
التنجيم لغة: مأخوذ من النجم وهو الكوكب، وهو اسم علم على الثريا
(1)
.
قال ابن الأثير: "النجم في الأصل: اسم لكل واحد من كواكب السماء وجمعه نجوم"
(2)
.
التنجيم اصطلاحًا: صاحب القاموس: "المنجم والمتنجّم: الذي ينظر في النجوم يحسب مواقيتها وسيرها"
(3)
. وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية.
قال ابن تيمية: "وصناعة التنجيم التي مضمونها الأحكام والتأثير وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية والتمزيج بين القوى الفلكية
* التمهيد لابن عبد البر 3/ 123، 16/ 289. المصنف لابن أبي شيبة 5/ 239. معالم السنن للخطابي 4/ 229. شرح السنة للبغوي 12/ 182. أحكام القرآن القرطبي 7/ 3. الآداب الشرعية لابن مفلح 3/ 418. الدين الخالص لصديق حسن القنوجي 2/ 136. تيسير العزيز الحميد ص 403، 447. فتح المجيد ص 327 - 361. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص 197 - 223. مجموع فتاوى ابن عثيمين 9/ 584، وانظر القول المفيد ط 1 - 2/ 34، 102 ط 2 - 2/ 43. معارج القبول 1/ 425. فتاوى اللجنة الدائمة 1/ 423. مجموع الفتاوى لابن باز 2/ 500. نور على الدرب لابن باز ص 233. مجموع الفتاوى لابن عثيمين 2/ 187. التنجيم والمنجمون لعبد المجيد المشعبي. ابن رجب وأثره في توضيح العقيدة للغفيلي ص 469. منهج ابن حجر في العقيدة ص 1104. الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة لأبي عبد الرحمن العلوي ص 274. الآثار الواردة في سير أعلام النبلاء د: جمال بن أحمد 1/ 194. نواقض الإيمان القولية والعملية ص 518 - 522.
(1)
مختار الصحاح (ن ج م).
(2)
النهاية (ن ج م).
(3)
القاموس المحيط 4/ 178.
والقوابل الأرضية: صناعة محرمة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين في جميع الملل"
(1)
.
وعرَّفه الخطابي ونقله البغوي في شرح السنة فقال: "والمنهي من علم النجوم ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن أو الحوادث التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان كإخبارهم بأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وظهور الحر والبرد وتغيّر الأسعار وما كان في معانيها من الأمور يزعمون أنهم يدركون معرفتها بسير الكواكب في مجاريها وباجتماعها واقترانها ويَدَّعون لها تأثيرًا في السفليات وأنها تتصرف على أحكامها وتجري على قضايا موجباتها، وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاط لعلم قد استأثر الله به لا يعلم الغيب سواه"
(2)
.
* الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59]، وقوله تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65]، وقوله تعالى:{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27)} [الجن: 26 - 27].
* الدليل من السنة: روى البخاري تعليقا أن قتادة قال: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} : "خلق هذه النجوم الثلاث: جعلها زينة للسماء
(3)
، ورجوما للشياطين
(4)
وعلامات يهتدى
(5)
بها فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه
(1)
مجموع الفتاوي، لسان العرب (ن ج م).
(2)
معالم السنن 5/ 371 السنة للبغوي 12/ 183.
(3)
كما في قوله تعالى + {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} .
(4)
كما في قوله تعالى + {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} .
(5)
كما في قوله تعالى + {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} .
وتكلف ما لاعلم له به"
(1)
.
وعن أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ، وَمَنْ مَاتَ مُدْمِنًا لِلْخَمْرِ سَقَاهُ الله عز وجل مِنْ نَهْرِ الْغُوطَةِ" قِيلَ وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ قَالَ: "نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوج الْمُومِسَاتِ يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِمْ"
(2)
.
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن "قوله: "ومصدق بالسحر": أي مطلقًا، ومنه التنجيم"
(3)
.
أقوال بعض السلف:
عن عبد الله بن محيريز التابعي الجليل أن سليمان بن عبد الملك دعاه فقال: "لو علمت علم النجوم فازددت إلى علمك فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: حيف الأئمة، وتكذيب بالقدر، وإيمان بالنجوم""
(4)
.
وقال ابن تيمية: "وهكذا قد اعترف رؤساء المنجمين من الأولين والآخرين أن أهل الإيمان أهل العبادات والدعوات يرفع الله عنهم ببركة عباداتهم ودعاءهم وتوكلهم على الله ما يزعم المنجمون أن الأفلاك توجبه ويعترفون أيضا بأن أهل العبادات والدعوات ذوي التوكل على الله يعطون من ثواب الدنيا والآخرة ما ليس في قوى الأفلاك أن تجلبه فالحمد لله الذي جعل خير الدنيا والآخرة في اتباع المرسلين"
(5)
.
(1)
البخاري كتاب بدأ الخلق باب في النجوم الفتح (6/ 295).
(2)
أخرجه الإمام أحمد، رقم (19798).
(3)
فتح المجيد ص 366.
(4)
الدر المنثور 8/ 31.
(5)
الفتاوى 35/ 196.