الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - وجودهم:
يقول ابن حجر: "ويجب اعتقاد وجود الملائكة
…
"
(1)
.
التقويم:
القول بوجود الملائكة من مقتضيات الإيمان بهم، وإنكار ذلك كفر بهم، وتكذيب لكتاب الله وسنة رسوله اللذين أخبرا عنهم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وما تواتر عن الأنبياء من وصف الملائكة هو مما يوجب العلم اليقين بوجودهم في الخارج
…
"
(2)
.
ويقول أيضًا: "والإقرار بالملائكة
…
عام في بني آدم، لم ينكر ذلك إلا شواذ من بعض الأمم
…
فذكر الملائكة
…
عام في الأمم، وليس في الأمم أمة تنكر ذلك إنكارًا عامًا، وإنما يوجد إنكار ذلك في بعضهم؛ مثل من قد يتفلسف، فينكرهم لعدم العلم، لا للعلم بالعدم"
(3)
.
وما حكاه شيخ الإسلام عن الفلاسفة
(4)
ومن وافقهم من إنكار وجود الملائكة وتأويلهم لها بقوى النفس الخيرة مردود عليهم بالنصوص المتواترة في الكتاب والسنة المملوءة بذكر الملائكة وأصنافهم وأعمالهم ومراتبهم
(5)
.
2 - خلقهم:
أ - مادة خلقهم:
يقول ابن حجر: "هم أجسام من العناصر الأربعة لكن غلب عليهم النور"
(6)
.
(1)
الفتاوى الحديثية (ص 168).
(2)
درء التعارض (6/ 107).
(3)
النبوات (1/ 194 - 195).
(4)
الفلاسفة: هم طائفة ينسبون إلى الفلسفة، والفلسفة كلمة يونانية مركبة من كلمتين "فيلا" أي: محب، و"سوفيا" أي: الحكمة، فمعناها: محب للحكمة، ومن آرائهم: القول بقدم العالم، وإنكار النبوات، وإنكار البعث الجسماني وغيرها.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني (2/ 795)، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (ص 145)، إغاثة اللهفان (2/ 275).
(5)
انظر: درء التعارض (6/ 107)(10/ 205)، الرد على المنطقيين (ص 106)، مجموع الفتاوى (4/ 346، 259، 135)(6/ 24 - 25)(10/ 399)، إغاثة اللهفان (2/ 125 - 131)، شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز (2/ 402 - 403)، فتح الباري (6/ 306).
(6)
التعرف (ص 118)، وانظر: المنح المكية (1/ 216)، الفتاوى الحديثية (ص 168).
التقويم:
"كل مخلوق محدث كائن بعد أن لم يكن
…
قد خلق من مادة"
(1)
، والمادة التي خلق منها الملائكة هي النور، فقد ثبت في الحديث عنه أنه قال:"خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم"
(2)
.
ولم يرد عن النبي ما يبين المراد بهذا النور، وما ورد عن بعض السلف في بيانه لا يصح، ونص الحديث ورد بإطلاق مبدأ خلقهم من النور دون تعيين له بنور العزة أو نور الذراعين والصدر، فوجب الوقوف في ذلك على ما ورد به النص
(3)
.
وأما ما ذكره ابن حجر من كون الملائكة خلقوا من العناصر الأربعة التي هي: (الماء، والنار، والهواء، والتراب)
(4)
، ثم غلب عليها النور فلا دليل عليه.
ب - جنسهم:
يقول ابن حجر: "لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة"
(5)
.
التقويم:
أنكر الله سبحانه وتعالى على من ادعى له الولد، فقال:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26)} [الأنبياء: 26]، والولد: اسم يطلق على الذكر والأنثى.
والملائكة "لا توصف بذكورة ولا أنوثة، لأنه لم يدل على ذلك عقل صريح ولم يرد به نقل صحيح، ثم هم لا يتوالدون"
(6)
، ومن المتقرر أن
(1)
مجموع الفتاوى (18/ 218)، وانظر: منهاج السنة (1/ 364).
(2)
سبق تخريجه (ص 361).
(3)
انظر: السلسلة الصحيحة (1/ 741)، معتقد فرق المسلمين في الملائكة للعقيل (ص 21 - 26).
(4)
انظر: المعجم الفلسفي جميل صليبا (2/ 112).
(5)
التعرف (ص 119)، وانظر: الفتاوى الحديثية (ص 90).
(6)
الكوكب الأجوج للسقاف (ص 152).
الجن والإنس يجري بينهم التناكح، وأن الملائكة بخلافهم.
يقول شيخ الإسلام: "الإنس والجن مشتركون مع كونهم أحياء ناطقين مأمورين منهيين؛ فإنهم يأكلون ويشربون، وينكحون وينسلون، ويتغذون وينمون بالأكل والشرب، وهذه الأمور مشتركة بينهم، وهم يتميزون بها عن الملائكة، فإن الملائكة لا تأكل ولا تشرب ولا تنكح ولا تنسل"
(1)
.
وعليه فالملائكة لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة، وإنما يخلق كل واحد منهم بذاته وهم باقون على أصل خلقتهم
(2)
.
ب - قدرتهم على التشكل:
يرى ابن حجر أن الملائكة "تشكل بالأشكال المختلفة"
(3)
؛ وذلك لكون الله عز وجل خلقها على هيئة "جسم نوراني في غاية اللطافة فقبلت التشكل والانخلاع من طور إلى طور"
(4)
.
التقويم:
من الخصائص التي خص الله بها الملائكة قدرتهم على التشكل بأشكال متعددة، حسب ما تقتضيه المناسبات التي ينزلون فيها بأمر الله تعالى، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة.
فمن الكتاب: قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (77)} [هود: 77].
وقوله سبحانه: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)} [مريم: 17].
وقوله عز وجل: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25)} [الذاريات: 24، 25].
(1)
مجموع الفتاوى (16/ 192).
(2)
انظر: الحبائك (ص 264)، الكوكب الأجوج (ص 152)، معتقد فرق المسلمين في الملائكة للعقيل (ص 72 - 73).
(3)
التعرف (ص 118)، وانظر: الفتاوى الحديثية (ص 88)، أشرف الوسائل (ص 77).
(4)
فتح المبين (ص 88).