المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثالث موقف ابن حجر من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم - آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية (عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف)

[محمد بن عبد العزيز الشايع]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌الدراسات السّابقة:

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌أولًا: فيما يتعلق بجمع المادة العلمية:

- ‌ثانيًا: فيما يتعلق بعرض المسائل ودراستها:

- ‌ثالثًا: فيما يتعلق بكتابة البحث وتوثيقه:

- ‌التمهيد في ترجمة ابن حجر الهيتمي، وبيان مصادره ومنهجه في تقرير العقيدة، وموقفه من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم

- ‌المبحث الأول ترجمة موجزة لابن حجر الهيتمي

- ‌المطلب الأول عصر ابن حجر سياسيًا، ودينيًا، واجتماعيًا، وعلميًا

- ‌أولًا: الحالة السياسية:

- ‌ثانيًا: الحالة الدينية:

- ‌ثالثًا: الحالة الاجتماعية:

- ‌رابعًا: الحالة العلمية:

- ‌المطلب الثاني حياته الشخصية

- ‌أولً‌‌ا: اسمه، ولقبه، وكنيته:

- ‌ا: اسمه

- ‌ب- لقبه:

- ‌ج- كنيته:

- ‌ثانيً‌‌ا: مولده، ونشأته، ورحلاته:

- ‌ا: مولده

- ‌ب- نشأته:

- ‌ج- رحلاته:

- ‌ثالثًا: وفاته:

- ‌المطلب الثالث حياته العلمية

- ‌أولًا: شيوخه:

- ‌ثانيًا: تلاميذه:

- ‌ثالثًا: مؤلفاته:

- ‌رابعًا: مذهبه العقدي:

- ‌خامسًا: مذهبه الفقهي:

- ‌المبحث الثاني مصادر ابن حجر في تلقي العقيدة، ومنهجه في تقريرها

- ‌أولًا: مصادره في تلقي العقيدة:

- ‌1 - القرآن الكريم:

- ‌2 - السنة النبوية:

- ‌3 - الإجماع:

- ‌4 - العقل:

- ‌ثانيًا: منهجه في تقرير العقيدة:

- ‌1 - معارضته النقل بالعقل، وتقديمه العقل عليه. وحكمه بموجبه:

- ‌2 - إعماله المجاز والتأويل والتفويض في بعض نصوص الكتاب والسنة:

- ‌3 - قصره شمولية بعض النصوص الشرعية، وذلك بتقييده مطلقها وتخصيصه عموماتها دون دليل شرعي:

- ‌4 - استدلاله بالأحاديث الضعيفة في تقرير المسائل العقدية:

- ‌5 - تجويزه الاحتجاج بالحديث الضعيف في المناقب، واستدلاله به فيها:

- ‌6 - حكايته الإجماع على غير وجهه، ودعواه تحققه باتفاق طائفته:

- ‌7 - استعماله المصطلحات البدعية، والألفاظ المجملة:

- ‌8 - اعتماده على غيره في تقريره لبعض المسائل العقدية، وتقليده لهم، دون تحققه من صحة كلامهم:

- ‌9 - تعصبه لمذهبه، وحصره الحق فيه:

- ‌10 - عداؤه الشديد لمن خالفه، وخصومته له، وبخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة - ابن القيم - رحمهما الله - كما سيظهر في المبحث التالي

- ‌المبحث الثالث موقف ابن حجر من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم

- ‌الباب الأول آراؤه في الإيمان بالله

- ‌تمهيد في تعريف التوحيد وبيان أقسامه

- ‌أولًا: تعريف التوحيد وبيان أقسامه عند أهل السنة والجماعة:

- ‌ثانيًا: تعريف التوحيد وبيان أقسامه عند ابن حجر:

- ‌الفصل الأول آراؤه في توحيد الربوبية

- ‌تمهيد في تعريف توحيد الربوبية

- ‌المبحث الأول معرفة الله تعالى

- ‌أولًا: حكم معرفة الله والطريق إليها:

- ‌التقويم:

- ‌ثانيًا: دلائل معرفة الله تعالى:

- ‌المبحث الثاني الفطرة

- ‌المبحث الثالث حكم إيمان الْمُقَلّد

- ‌الفصل الثاني آراؤه في توحيد الألوهية

- ‌تمهيد في تعريف توحيد الألوهية

- ‌المبحث الأول معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وفضلها

- ‌أولًا: معنى لا إله إلا الله:

- ‌ثانيًا: إعراب لا إله إلا الله:

- ‌ثالثًا: فضل لا إله إلا الله:

- ‌المبحث الثاني معنى العبادة، وبيان بعض أنواعها

- ‌أولًا: معنى العبادة:

- ‌ثانيًا: أنواع العبادة:

- ‌ثالثًا: موقفه من صرف العبادة لغير الله:

- ‌المبحث الثالث موقفه مما يُنافي توحيد الألوهية أو يقدح فيه

- ‌1 - الذبح لغير الله أو بغير اسمه:

- ‌2 - النذر لغير الله:

- ‌3 - السحر:

- ‌4 - الأوفاق:

- ‌5 - الكهانة والعرافة وما ألحق بهما:

- ‌6).6 -التنجيم:

- ‌7 - الرمل والخط:

- ‌8 - التمائم:

- ‌9 - الرّقى:

- ‌10 - الطيرة:

- ‌11 - الرياء:

- ‌1).12 -اتخاذ القبور مساجد، والطواف بها، وإسراجها، والبناء فوقها، والكتابة عليها، والقراءة عندها:

- ‌أ- اتخاذ القبور مساجد:

- ‌ب- الطواف بالقبور:

- ‌جـ - اتخاذ السرج على القبور:

- ‌د- البناء على القبور:

- ‌هـ - الكتابة على القبور:

- ‌و- القراءة على القبور:

- ‌13 - شد الرحال لمجرد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثالث آراؤه في توحيد الأسماء والصفات

- ‌أولًا: الاسم والمسمى:

- ‌ثانيًا: أسماء الله هل هي توقيفية أم لا

- ‌ثالثًا: عدد أسماء الله، وتعيين الاسم الأعظم منها:

- ‌رابعًا: شرحه لبعض أسماء الله الحسنى:

- ‌المبحث الثاني آراؤه في صفات الله

- ‌أولًا: آراؤه في الصفات إجمالًا:

- ‌الأول: الرد عليه في قوله بأن ظواهر نصوص الصفات غير مرادة:

- ‌الثاني: الرد عليه في قوله بجواز التفويض والق ويل في نصوص الصفات:

- ‌أولًا: التأويل:

- ‌ثانيًا: التفويض:

- ‌الثالث: الرد عليه في زعمه أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم:

- ‌ثانيًا: آراؤه في الصفات تفصيلًا:

- ‌ آراؤه في الصفات الذاتية:

- ‌1 - صفة العلو:

- ‌2 - صفة اليمين لله تعالى:

- ‌3 - صفة الأصابع:

- ‌4 - صفة النور:

- ‌5 - صفة الصورة لله تعالى:

- ‌ آراؤه في الصفات الفعلية:

- ‌1 - صفة الكلام:

- ‌أولًا: الرد على قوله: إن كلام الله اسم مشترك بين الكلام النفسي القديم واللفظ الحادث:

- ‌ثانيًا: الرد على قوله: إن كلام الله بغير حرف ولا صوت:

- ‌ثالثًا: الرد على قوله: إن المراد بسماع كلام الله خلق فهمه في القلب وسمعه في الآذان، لا سماعه حقيقة:

- ‌2 - صفة النزول:

- ‌النزول صفة فعلية ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع

- ‌3 - صفة القرب:

- ‌4 - صفة المحبة:

- ‌5 - صفة الرحمة:

- ‌6 - صفة الغضب:

- ‌الباب الثاني آراؤه في بقية أركان الإيمان

- ‌الفصل الأول آراؤه في الإيمان بالملائكة

- ‌تمهيد في تعريف الملائكة

- ‌المبحث الأول: معنى الإيمان بالملائكة وما يتضمنه

- ‌أولًا: رأيه في معنى الإيمان بالملائكة:

- ‌ثانيًا: رأيه فيما يتضمنه الإيمان بالملائكة تفصيلًا:

- ‌1 - وجودهم:

- ‌2 - خلقهم:

- ‌3 - عددهم:

- ‌4 - أعمالهم:

- ‌5 - موتهم:

- ‌المبحث الثاني المفاضلة بين الملائكة، والمفاضلة بينهم وبين صالحي البشر

- ‌أولًا: المفاضلة بين الملائكة:

- ‌ثانيًا: المفاضلة بين الملائكة وبين صالحي البشر:

- ‌المبحث الثالث عصمة الملائكة

- ‌الفصل الثاني آراؤه في الإيمان بالكتب

- ‌تمهيد في تعريف الكتب

- ‌المبحث الأول معنى الإيمان بالكتب وما يتضمنه

- ‌المبحث الثاني نزول القرآن ومعناه

- ‌المبحث الثالث إعجاز القرآن

- ‌الفصل الثالث آراؤه في الإيمان بالرسل

- ‌تمهيد في تعريف النبي والرسول، والفرق بينهما

- ‌المبحث الأول آراؤه في الإيمان بالأنبياء والرسل عمومًا

- ‌أولًا: معنى الإيمان بالرسل:

- ‌ثانيًا: المفاضلة بين الأنبياء:

- ‌ثالثًا: رأيه في نبوة من اختلف في نبوته:

- ‌1 - الخضر:

- ‌2 - إخوة يوسف عليه السلام:

- ‌3 - إبراهيم ابن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - لقمان:

- ‌5 - ذو القرنين:

- ‌رابعًا: عصمة الأنبياء:

- ‌المبحث الثاني آراؤه في الإيمان بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌أولًا: معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - تعريف المعجزة، وشروطها:

- ‌2 - ذكره لبعض معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ثانيًا: خصائصه صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - تعريف الخصائص، وأقسامها:

- ‌2 - ما ذكره من خصائصه صلى الله عليه وسلم

- ‌القسم الأول: ما عده من خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم وهو ثابت:

- ‌القسم الثاني: ما عده من خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم وهو غير ثابت:

- ‌1 - اختصاصه صلى الله عليه وسلم بأنه أول النبيين في الخلق والنبوة:

- ‌2 - اختصاصه صلى الله عليه وسلم بأئه خلق من نور:

- ‌3 - اختصاصه صلى الله عليه وسلم بأنه المقصود من الخلق، والممد لها، وخليفة الله فيها:

- ‌4 - اختصاصه صلى الله عليه وسلم بإحياء أبويه وإيمانهما به:

- ‌5 - اختصاصه صلى الله عليه وسلم بجواز رؤيته يقظة بعد وفاته:

- ‌ثالثًا: حكم سبه صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الثالث آراؤه في كرامات الأولياء

- ‌أولًا: تعريف كرامات الأولياء:

- ‌ثانيًا: الفرق بين الكرامة والمعجزة وخوارق السحر:

- ‌ثالثًا: جواز الكرامة ووقوعها، والرد على من خالف ذلك:

- ‌الفصل الرابع آراؤه في الإيمان باليوم الآخر

- ‌تمهيد في تعريف اليوم الآخر

- ‌المبحث الأول آراؤه في الحياة البرزخية

- ‌أولًا: فتنة القبر:

- ‌1 - عموم فتنة القبر، وبيان من يستثنى منها:

- ‌الأول: من لم يكلف كالأطفال:

- ‌الثاني: الشهيد:

- ‌الثالث: المرابط:

- ‌الرابع: الصّدِّيق:

- ‌الخامس: النبي:

- ‌السادس: المَلَك:

- ‌السابع: من مات ليلة الجمعة أو يومها:

- ‌الثامن: من قرأ سورة الملك كل ليلة:

- ‌التاسع: الكافر:

- ‌2 - اختصاص هذه الأمة بفتنة القبر:

- ‌3 - عدد الملائكة الموكلين بالسؤال، وأسماؤهم، وصفاتهم، ولغتهم:

- ‌ثانيًا: عذاب القبر ونعيمه:

- ‌1 - وجوب الإيمان بعذاب القبر ونعيمه:

- ‌2 - وقوع عذاب القبر ونعيمه على الروح والجسد:

- ‌ثالثًا: حقيقة الروح:

- ‌المبحث الثاني آراؤه في أشراط الساعة

- ‌أولًا: تعريف أشراط الساعة:

- ‌ثانيًا: أشراط الساعة الصغرى:

- ‌1 - ظهور المهدي:

- ‌2 - خراب الكعبة:

- ‌3 - نفي المدينة شرارها:

- ‌ثالثًا: أشراط الساعة الكبرى:

- ‌1 - خروج الدجال:

- ‌2 - نزول عيسى عليه السلام:

- ‌3).3 -خروج يأجوج ومأجوج:

- ‌4 - طلوع الشمس من مغربها:

- ‌5 - خروج الدابة:

- ‌المبحث الثالث آراؤه في الحياة الآخرة

- ‌أولًا: البعث:

- ‌ثانيًا: الشفاعة:

- ‌ثالثًا: الصراط:

- ‌رابعًا: الميزان:

- ‌خامسًا: الرؤية:

- ‌1 - رؤية الله تعالى في الدنيا:

- ‌2).2 -رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله عز وجل ليلة المعراج:

- ‌3).3 -رؤية الله تعالى في الموقف:

- ‌4 - رؤية الله تعالى في الجنة:

- ‌سادسًا: الجنة والنار:

- ‌1 - خلق الجنة والنار ووجودهما الآن:

- ‌2 - دوام الجنة والنار:

- ‌الفصل الخامس آراؤه في القضاء والقدر

- ‌تمهيد في تعريف القضاء والقدر والفرق بينهما

- ‌المبحث الأول معنى الإيمان بالقضاء والقدر وما يتضمنه

- ‌أولًا: معنى الإيمان بالقضاء والقدر وما يتضمّنه:

- ‌ثانيًا: بيانه لبعض الأمور التي لا تنافي الإيمان بالقضاء والقدر:

- ‌1 - القضاء بالمعاصي:

- ‌الأولى: من حيث الرّضا به:

- ‌الثانية: من حيث الاحتجاج به عليها:

- ‌2 - ردّ القضاء بالدّعاء:

- ‌3).3 -زيادة العمر بالبرّ والصلة:

- ‌المبحث الثاني آراؤه في أفعال العباد، والهدى والضّلال، وتنزيه الله عن الظّلم

- ‌أولًا: أفعال العباد:

- ‌ثانيًا: الهدى والضّلال:

- ‌ثالثًا: تنزيه الله عن الظّلم:

- ‌المبحث الثّالث آراؤه في التّحسين والتّقبيح، والحكمة والتّعليل في أفعال الله، وتكليف ما لا يطاق

- ‌أولًا: التّحسين والتّقبيح:

- ‌ثانيًا: الحكمة والتّعليل في أفعال الله:

- ‌ثالثًا: تكليف ما لا يطاق:

- ‌الباب الثالث آراؤه في الصحابة، والإمامة، ومسائل الأسماء والأحكام

- ‌الفصل الأول آراؤه في الصحابة والإمامة

- ‌المبحث الأول آراؤه في الصحابة

- ‌أولًا: تعريف الصحابة:

- ‌ثانيًا: فضل الصحابة:

- ‌ثالثًا: المفاضلة بين الصحابة:

- ‌رابعًا: المفاضلة بين الصحابة وبين من بعدهم:

- ‌خامسًا: عدالة الصحابة:

- ‌سادسًا: وجوب الإمساك عما شجر بين الصحابة:

- ‌سابعًا: حكم سب الصحابة:

- ‌المبحث الثاني آراؤه في الإمامة

- ‌أولًا: تعريف الإمامة:

- ‌ثانيًا: حكم الإمامة:

- ‌ثالثًا: طرق انعقاد الإمامة:

- ‌رابعًا: الواجب نحو الأئمة:

- ‌1 - النصيحة لهم:

- ‌2 - السمع والطاعة لهم:

- ‌3 - عدم الخروج عليهم:

- ‌خامسًا: إثبات إمامة الخلفاء الراشدين:

- ‌الفصل الثاني آراؤه في مسائل الأسماء والأحكام

- ‌تمهيد في تعريف مسائل الأسماء والأحكام، وبيان أهميتها

- ‌المبحث الأول آراؤه في مسائل الإيمان

- ‌أولًا: تعريف الإيمان:

- ‌ثانيًا: زيادة الإيمان ونقصانه:

- ‌ثالثًا: حكم الاستثناء في الإيمان:

- ‌رابعًا: هل الإيمان مخلوق أم لا

- ‌خامسًا: الفرق بين الإيمان والإسلام:

- ‌سادسًا: تعريف الكبيرة، وحكم مرتكبها:

- ‌1 - تعريف الكبيرة:

- ‌2 - حكم مرتكب الكبيرة:

- ‌المبحث الثاني آراؤه في مسائل الكفر والتكفير

- ‌أولًا: تعريف الكفر:

- ‌ثانيًا: التحذير من التكفير بغير حق، وضرورة الاحتياط في الحكم به:

- ‌ثالثًا: موانع التكفير:

- ‌رابعًا: اعتبار المقاصد في التكفير:

- ‌خامسًا: اعتبار اللازم في التكفير:

- ‌المبحث الثالث آراؤه في مسائل البدعة

- ‌أولًا: تعريف البدعة:

- ‌ثانيًا: أقسام البدعة:

- ‌ثالثًا: حكم البدعة:

- ‌رابعًا: موقفه من بعض البدع المنتشرة في عصره:

- ‌1 - الاحتفال بالمولد النبوي:

- ‌2 - السماع:

- ‌3 - صلاة الرغائب:

- ‌4 - الصلاة الألفية ليلة النصف من شعبان:

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌المبحث الثالث موقف ابن حجر من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم

‌المبحث الثالث موقف ابن حجر من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم

اشتهر أهل البدع على اختلافهم بعدائهم الشديد لمن خالفهم، وبخاصة أئمة السلف الذين كان لهم عناية بالرد عليهم وبيان زيف أقوالهم، حتى عُدّ جماعة منهم محنة لأهل البدع، ومن هؤلاء شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم - رحمهما الله تعالى -.

ولم يكن ابن حجر - عفا الله عنه - بدعًا فيهم، حيث اشتهر بعدائه الشديد لهما، وتعديه عليهما، وتحذيره منهما، وصار كلامه في ذلك محل استدلال الموافق، ومثار جدل المخالف.

فمما قاله في حق شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه - ابن القيم - رحمهما الله -:

- "إياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه، وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم، وليسوا كذلك

"

(1)

.

- "قال ابن القيم - عن شيخه ابن تيمية -: أنه ذكر شيئًا بديعًا؛ وهو أنه لما رأى ربه واضعًا يده بين كتفيه أكرم ذلك الموضع بالعذبة

(1)

الفتاوى الحديثية (ص 271).

ص: 82

بل هذا من قبيل رأييهما وضلالهما، إذ هو مبني على ما ذهبا إليه وأطالا في الاستدلال له والحط على أهل السنة في نفيهم له، وهو إثبات الجهة والجسمية لله تعالى، ولهما في هذا المقام من القبائح وسوء الاعتقاد ما تصم عنه الآذان، ويقضى عليه بالزور والبهتان، فقبحهما الله وقبح من قال بقولهما، والإمام أحمد وأتباع مذهبه مبرؤون عن هذه الوصمة القبيحة، كيف وهي كفر عند كثيرين؟ "

(1)

.

ومما قاله في حق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بخصوصه:

- "ابن تيمية عبد خذله الله تعالى وأضله وأعماه وأذله، بذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغ مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي، وولده التاج

(2)

، والشيخ الإمام العز بن جماعة

(3)

، وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية.

والحاصل أنه لا يقام لكلامه وزن، بل يرمى في كل وعر وحَزن، ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال، ومُضلّ جاهل غالٍ، أجارنا الله من مثل طريقته وعقيدته"

(4)

.

- "ولا يعتبر بإنكار ابن تيمية لسن زيارته صلى الله عليه وسلم فإنه عبد أضله الله كما قال العز بن جماعة، وأطال في الرد عليه التقي السبكي في تصنيف مستقل، ووقوعه في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بعجب، فإنه وقع في حق الله سبحانه،

(1)

أشرف الوسائل، شرح الشمائل (ص 173).

(2)

هو عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، تاج الدين، أبو نصر، أشعري شافعي، من مؤلفاته: طبقات الشافعية الكبرى، جمع الجوامع، الأشباه والنظائر في الفقه، توفي سنة 771 هـ.

انظر: الدرر الكامنة (2/ 425)، شذرات الذهب (6/ 221).

(3)

هو عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي، عز الدين، أشعري شافعي، من مؤلفاته: هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك، تخريج أحاديث الرافعي، مختصر في السيرة النبوية، توفي سنة 767 هـ.

انظر: الدرر الكامنة (2/ 378)، شذرات الذهب (6/ 208).

(4)

الفتاوى الحديثية (ص 156 - 157).

ص: 83

تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوًا كبيرًا، فنسب إليه العظائم؛ كقوله: إن لله تعالى جهة ويدًا ورجلًا وعينًا وغير ذلك من القبائح الشنيعة، ولقد كفَّره كثير من العلماء، عامله الله بعدله، وخذل متبعيه الذين نصروا ما افتراه على الشريعة الغراء"

(1)

.

- "من هو ابن تيمية حتى ينظر إليه أو يعول في شيء من أمور الدين عليه؟ ! وهل هو إلا كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة؛ وحججه الكاسدة؛ حتى أظهروا عوار سقطاته؛ وقبائح أوهامه وغلطاته؛ كالعز بن جماعة: عبد أضله الله تعالى وأغواه، وألبسه رداء الخزي وأرداه، وبوأه من قوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان؛ وأوجب له الحرمان

هذا ما وقع من ابن تيمية مما ذكر، وإن كان عثرة لا تقال أبدًا، ومصيبة يستمر شؤمها سرمدًا، ليس بعجيب، فإنه سولت له نفسه وهواه وشيطانه أنه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب، وما درى المحروم أنه أتى بأقبح المعائب؛ إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة، وتدارك على أئمتهم سيما الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة شهيرة، حتى تجاوز إلى الجناب الأقدس، المنزه - سبحانه - عن كل نقص، والمستحق لكل كمال أنفس، فنسب إليه الكبائر والعظائم، وخرق سياج عظمته بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم، وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين، حتى قام عليه علماء عصره؛ وألزموا السلطان بقتله أو حبسه وقهره، فحبسه إلى أن مات وخمدت تلك البدع، وزالت تلك الضلالات، ثم انتصر له أتباع لم يرفع الله لهم رأسًا، ولم يظهر لهم جاهًا ولا بأسًا، بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"

(2)

.

والمسائل التي أخذها ابن حجر - غفر الله له - على شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم - رحمهما الله - وشنع بها عليهما، قسمان:

الأول: مسائل فقهية: كالقول بأن الطلاق الثلاث يقع واحدة، وأن

(1)

حاشية الإيضاح (ص 489).

(2)

الجوهر المنظم (ص 12 - 13).

ص: 84

الصلاة إذا تركت عمدًا لا يجب قضاؤها، وأن المكوس إذا أخذت من التجار أجزأتهم عن الزكاة ونحوها.

والثاني: مسائل عقدية، وهي بحسب زعمه:

1 -

القول بتحريم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

2 -

القول بتحريم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.

3 -

القول بإثبات الجسمية والجهة لله تعالى.

4 -

القول بعدم عصمة الأنبياء.

5 -

القول بفناء النار.

6 -

القول بأن التحسين والتقبيح شرعيان وعقليان.

7 -

القول بأن مخالف الإجماع لا يكفر ولا يفسق.

8 -

القول بأن التوراة والإنجيل لم تبدل ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما

(1)

.

والملاحظ أن ابن حجر - غفر الله له - في تهجمه على شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة - ابن القيم - رحمهما الله - وتشنيعه عليهما متابع لقول بعض من تقدمه كالتقي السبكي، وابنه التاج، والعز بن جماعة الذين أشار إليهم في كلامه المتقدم.

ولهذا كان سياقه لأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم لا يخلو من الاتهام بالباطل، وقول الزور، والتلبيس والتضليل والتقول؛ مما يدل على عدم تحقق ابن حجر - عفا الله عنه - منها ووقوفه عليها.

يقول الشيخ محمد صفي الدين البخاري الحنفي

(2)

رحمه الله بعد سياقه لجملة من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبراءته مما نسب إليه:

"فإن قلت: ما نقلته في هذا الجزء يدل على براءة الشيخ مما نسب

(1)

انظر: الفتاوى الحديثية (ص 158 - 159).

(2)

هو محمد بن أحمد بن محمد خير الله البخاري الأثري، صفي الدين أبو الفضل الحسيني، ماتريدي حنفي، من مؤلفاته: القول الجلي في ترجمة الشيخ تقي الدين بن تيمية الحنبلي، توفي سنة 1200 هـ.

انظر: فهرس الفهارس (1/ 152)، معجم المؤلفين (9/ 5).

ص: 85

إليه وعلو مرتبته، فما بال العلاء البخاري

(1)

والتقي الحصني

(2)

، وابن حجر الهيتمي وغيرهم ينسبونه إلى أمور فظيعة؟ !

قلت: اعلم - وفقك الله تعالى - أن ابن تيمية - رحمه الله تعالى - كان رجلًا مشهورًا بالعلم والفضل وحفظ السنة، وكان مبالغًا في مذهب الإثبات، وكان يكره التأويل أشد الكراهة، وكان يرد على المتصوفة ما ذكروه في كتبهم من وحدة الوجود وما شاكلها كعادة أهل الحديث والفقهاء والمتكلمين

وكان قد خالف الأئمة الأربعة في بعض

فقام عليه ناس وحسدوه وأبغضوه، وأشاعوا عنه ما لم يقله من التشبيه والتجسيم وغير ذلك، فدخل ذلك على بعض أهل العلم من الحنفية والشافعية وغيرهما، ولم يطلبوا تحقيق ذلك من كتبه المشهورة، واعتمدوا على السماع، فوقع منهم ما قد وقع، وقد وقع مثل هذا لغير واحد من أهل العلم والفضل"

(3)

.

ونظرًا لشهرة ابن حجر رحمه الله وعلو مكانته في عصره، وكثرة تصانيفه، وشدة خصومته، أصبح كلامه في حق الشيخين أشهر من كلام غيره، وأكثر أعداؤهما من سياقه ونقله.

ولهذا يقول النبهاني

(4)

عنه: "كان أشد أئمة المسلمين إنكارًا لبدع ابن تيمية وردًا عليه بأشد العبارات؛ شفقة على المسلمين، ومحاماة عن هذا الدين المبين، وله في ذلك عبارات كثيرة في كتبه ولا سيما في الفتاوى

(1)

هو محمد بن محمد البخاري، المشهور بالعلاء البخاري، فقيه حنفي، اشتهر بعدائه لشيخ الإسلام ابن تيمية وتكفيره له، وقد رد عليه ابن ناصر الدين الدمشقي بكتابه المعروف بالرد الوافر، توفي سنة 841 هـ.

انظر: الضوء اللامع (9/ 291)، شذرات الذهب (7/ 241).

(2)

هو أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز الحصني، الشافعي، فقيه محدث، اشتهر بعدائه لشيخ الإسلام ابن تيمية، من مؤلفاته: شرح منهاج الطالبين، وشرح مختصر أبي شجاع، وكفاية الأخيار، توفي سنة 829 هـ.

انظر: الضوء اللامع (11/ 81)، شذرات الذهب (7/ 188).

(3)

القول الجلي في ترجمة الشيخ تقي الدين بن تيمية الحنبلي (ص 92 - 94).

(4)

هو يوسف بن إسماعيل بن حسن بن محمد النبهاني الشافعي، أشعري صوفي، من مؤلفاته: جامع كرامات الأولياء، شواهد الحق في الاستغاثة بخير الخلق، الأنوار المحمدية في المواهب اللدنية وغيرها، توفي سنة 1350 هـ. =

ص: 86

الحديثية

"

(1)

.

وقد انتصر لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم - رحمهما الله - جمع من أهل العلم، وردوا على ابن حجر - عفا الله عنه - ما قاله فيهما، وشنع به عليهما، وفيما يلي طرف من كلامهم:

1 -

العلامة إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني الشافعي

(2)

رحمه الله حيث ساق كلام ابن حجر - عفا الله عنه - في حق الشيخين، وعقب عليه بقوله: "أما إثبات الجهة والجسميّة المنسوب إليهما فقد تبين حاله، وأنّهما لم يثبتا الجسميّة أصلًا؛ بل صرّحا بنفيها في غير ما موضع من تصانيفهما، ولم يثبتا الجهة على وجه يستلزم محذورًا. وإنّما أقرا قوله تعالى:{اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} على ظاهره الذي يليق بجلال ذات الله تعالى، لا الظاهر الذي هو من نعوت المخلوقين حتى يستلزم الجسميّة

فالمناسبة التي أبداها ابن تيميّة مناسبة صحيحة غير مستلزمة للتجسيم، ولا مبنيّة عليه أصلًا كما ظنه ابن حجر؛ بل على صحة التجلي في المظهر مع التنزيه بليس كمثله شيء.

وقد دل كلام ابن تيمية - عليه الرحمة - عمومًا وخصوصًا على أنّ الحق سبحانه وتعالى يتجلى لما يشاء على أي وجه يشاء، مع التنزيه بليس كمثله شيء في كل حال، حتى في حال تجليه في المظهر، وهذا هو الغاية في الإيمان والعلم أيضًا"

(3)

.

2 -

العلامة الملا علي بن سلطان القاري الحنفي الماتريدي رحمه الله وهو من أشهر تلاميذ ابن حجر الهيتمي - كما سبق

(4)

- حيث ذكر كلام شيخه

= انظر: الأعلام (8/ 218)، معجم المؤلفين (4/ 145).

(1)

شواهد الحق في الاستغاثة بخير الخلق (ص 142).

(2)

هو إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الشهراني الشهرزوري الكوراني، برهان الدين، محدث شافعي، له مؤلفات منها: إتحاف الخلف بتحقيق مذهب السلف، إفاضة العلام، الأمم لإيقاظ الهمم، توفي سنة 1101 هـ.

انظر: فهرس الفهارس (1/ 115)، البدر الطالع (1/ 11).

(3)

إفاضة العلام له (ل/ 92/ أ، ب)، وقد نقل كلامه الألوسي في جلاء العينين (ص 648).

(4)

انظر: (ص 40).

ص: 87

السابق في حق الشيخين الإمامين ابن تيمية وابن القيبم، وعقب عليه بقوله: "أقول: صانهما الله عن هذه الوصمة الشنيعة والنسبة الفظيعة، ومن طالع شرح منازل السائرين تبين له أنهما كانا من أهل السنة والجماعة ومن أولياء هذه الأمة.

ومما ذكره في الشرح المذكور قوله

(1)

ما نصه: وهذا الكلام من شيخ الإسلام - يعني: الشيخ عبد الله الأنصاري الحنبلي

(2)

قدس الله سره الجلي - يبين مرتبته من السنة والمقدار في العلم، وأنه بريء مما رماه به أعداؤه الجهمية من التشبيه والتمثيل على عادتهم في رمي أهل الحديث والسنة بذلك، والرافضة لهم بأنهم نواصب، والناصبة بأنهم روافض، والمعتزلة بأنهم نوابت حشوية، وذلك ميراث من أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم في رميه ورمي أصحابه بتقليب أهل الباطل لهم بالألقاب المذمومة، وقدس الله روح الشافعي حيث يقول - وقد نسب إليه الرفض -:

إن كان رفضًا حب آل محمد

فليشهد الثقلان أني رافضي

ورضي الله عن شيخنا أبي العباس بن تيمية حيث يقول:

إن كان نصبًا حب صحب محمد

فليشهد الثقلان أني ناصبي

وعفا الله عن الثالث

(3)

حيث يقول:

فإن كان تجسيمًا بثبوت صفاته

وتنزيهها عن كل تأويل مفتري

فإني بحمد اللَّه ربي مجسم

هلموا شهودًا واملؤوا كل محضر

ثم ذكر في الشرح المذكور

(4)

ما يدل على براءة الرجل من التشنيع المسطور؛ وهو أن حفظ حرمة نصوص الأسماء والصفات بإجراء أخبارها على ظواهرها وهو اعتقاد مفهومها المتبادر إلى أفهام العامة، ولا نعني

(1)

انظر: مدارج السالكين (2/ 85) وما بعدها.

(2)

هو عبد الله بن محمد بن علي المشهور بأبي إسماعيل الأنصاري الهروي، من مؤلفات ذم الكلام، الأربعين في دلائل التوحيد، الفاروق في الصفات، توفي سنة 481 هـ.

انظر: سير أعلام النبلاء (18/ 503)، شذرات الذهب (3/ 365).

(3)

هو - كما في تعليق مدارج السالكين - ابن القيم نفسه.

(4)

انظر: مدارج السالكين (2/ 87 - 88).

ص: 88

بالعامة الجهال؛ بل عامة الأمة كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى وقد سئل رحمه الله عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} ، كيف استوى؟ فأطرق مالك حتى علاه الرحضاء ثم قال:"الاستواء معلوم، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"

(1)

.

فرق بين المعنى المعلوم من هذه اللفظة وبين الكيف الذي لا يعقله البشر.

وهذا الجواب من مالك رحمه الله شافٍ في جميع مسائل الصفات من السمع، والبصر، والعلم، والحياة، والقدرة، والإرادة، والنزول، والغضب، والرحمة، والضحك، فمعانيها كلها معلومة، وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذ تعَقُّل الكيف فرع العلم بكيفية الذات وكنهها، فإذا كان ذلك غير معلوم فكيف نعقل كيفية الصفات؟ !

والعصمة النافعة في هذا الباب: أن تصف الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل تثبت له الأسماء والصفات وتنفي عنه مشابهة المخلوقات، فيكون إثباتك منزهًا عن التشبيه، ونفيك منزهًا عن التعطيل.

فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطل، ومن شبهه باستواء المخلوقات فهو ممثل، ومن قال: هو استواء ليس كمثله شيء فهو الموحد المنزه، انتهى كلامه وتبين مرامه، وظهر أن معتقده موافق لأهل الحق من السلف وجمهور الخلف.

فالطعن الشنيع القبيح الفظيع غير موجه عليه، ولا متوجه إليه

"

(2)

.

(1)

أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (ص 55) برقم (104)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 398) برقم (664)، والصابوني في عقيدة السلف (ص 18) برقم (25)، وابن عبد البر في التمهيد (7/ 151)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 325)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 304) برقم (866) من طرق عن الإمام مالك رضي الله عنه به.

قال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه العلو (2/ 954): "هذا ثابت عن مالك

وهو قول أهل السنة قاطبة".

(2)

جمع الوسائل في شرح الشمائل (1/ 168)، وانظر: نحوًا من كلامه السابق في كتابه المقالة العذبة في العمامة والعذبة (ص 90).

ص: 89

3 -

العلامة محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي السلفي

(1)

رحمه الله حيث أشار إلى كلام ابن حجر السابق في حق الشيخين، وأبهم قائله، ورد عليه بقوله:"رأيت بعض من أعمى الله بصيرته، وأفسد سريرته، وتشدَّق وصال، ولَقْلَقَ في مقالته، وقال هذا على اعتقاده، وأخذ في الحطِّ على شيخ الإسلام وتلميذه، وزعم أنَّه نصرُ الحق في انتقاده، وهو مع ذلك هوى في مهاوي هَوَاهُ، وله ولهما موقفٌ بين يدي الله، وحينئذ تنكشفُ السّتُور، ويظهر المستُورُ، وأمَّا أنا فلا أخوضُ في حقِّ من سلف، وإن كانت مقالتُه أقرب إلى الضلال والتَّلف؛ لأنَّ الناقدَ بصيرٌ. ولله عاقبة الأمور"

(2)

.

4 -

العلامة صديق حسن خان القنوجي المحدث السلفي

(3)

رحمه الله حيث قال في ترجمته لابن حجر الهيتمي - عفا الله عنه - ما نصه:

"كان له تعصب مع شيخ الإسلام ابن تيمية شديد - عفا الله عنه - ما جناه"

(4)

.

5 -

العلامة نعمان خير الدين الألوسي البغدادي الحنفي

(5)

رحمه الله حيث ألف في ذلك كتابًا سماه "جلاء العينين في محاكمة

(1)

هو محمد بن أحمد بن سليمان السفاريني النابلسي، شمس الدين، سلفي حنبلي، من مؤلفاته: الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية، وشرحها لوامع الأنوار البهية وسواطع الأثرية، والذخائر لشرح منظومة الكبائر، توفي سنة 1188 هـ.

انظر: سلك الدرر للمرادي (4/ 31)، الأعلام (6/ 14).

(2)

غذاء الألباب (2/ 247).

(3)

هو صديق حسن خان الحسيني البخاري القنوجي، أبو الطيب، محدث سلفي، من مؤلفاته: الدين الخالص، إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة، قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، توفي سنة 1307 هـ.

انظر: التاج المكلل له (ص 541)، الأعلام (6/ 167).

(4)

أبجد العلوم (ص 662).

(5)

هو نعمان خير الدين الألوسي، أبو البركات، البغدادي الحنفي، من مؤلفاته: جلاء العينين في محاكمة الأحمدين، الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح، صادق الفجرين وغيرها. توفي سنة 1317 هـ.

انظر: الأعلام (8/ 42)، أعلام العراق لمحمد بهجت الأثري (ص 57).

ص: 90

الأحمدين"

(1)

نصب نفسه فيه حكمًا بين أحمد بن تيمية وأحمد بن حجر - رحمهما الله - وبين المسائل المختلف فيها بينهما ووجه الحق فيها.

وقد انتصر في كتابه هذا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وبين ما في كلام ابن حجر - عفا الله عنه - من الظلم والتعدي، وختمه بقوله: "وها أنا بتوفيقه سبحانه قد ذكرت كلام الشيخين، وتصفحت نصوص الطرفين متجنبًا عن داء العصبيّة، متنحيًا عن حمى الغيرة الجاهلية؛ إذ لست بحنبلي المذهب، حتى أرمي بسهم العصبيّة في هذا المطلب. غير أنّ الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة المتقدمات في هذا الشأن، حملتني على نصح الإخوان عن الطعن فيمن هو من أولياء الله، والذّبّ عن ذلك الحبر الأواه، وبيان ما عسر تحقيقه ودق تدقيقه على كثير من فضلاء الزمان

وأقول كما فصلته مرارًا: إنّ بعض الأقوال المتقدمة مكذوبة، والبعض الآخر منها لازم المذهب واللوازم غير مطلوبة، ومنها ما هو مذهب الحنابلة كما قد شاع وذاع، ومنها ما هو مجتهد فيه، وللاجتهاد كما لا يخفى عليك اتساع، وأنّ الشيخ أبا العباس قد بلغ نحو أمثاله في ذلك رتبة الاجتهاد بلا التباس، حاويًا لشروطه المتقدمة في هذا الكتاب فله الثواب على ذلك، ولا لوم عليه إن أخطأ بعد أن بذل الوسع فيما هنالك؛ إذ مأخذه الكتاب والسنة الفسيحة المسالك.

وأقول: إنّ الفهامة ابن حجر قد استعجل ولم يتبين عندما أجاب وحرر، حتى بدّعه ونسب إليه المكفر ثم استغفر، فليته تتبع كتب ذلك الإمام، وأقواله المُسَلَّمة عند ذوي النقض والإبرام، حتى يلوح له الصدق، ويتثبت ليتحصحص الحق، ولا ينتقد عليه المتتبعون، أو يغيّر بنقله الغافلون، أو يتبع كلامه في الازدراء والتكفير من أهل زماننا الجاهلون؛ لأنّه العلامة المتبع، ومن إذا قال قولًا يصاخ له ويستمع، وعلى العلات أسأل الله تعالى أن يغفر لهذين الشيخين وينفعنا بعلوم هذين الأحمدين في الدارين"

(2)

.

(1)

طبع الكتاب بمطبعة المدني سنة 1401 هـ، وحققه الباحث عثمان داود لنيل درجة الدكتوراه في العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سنة 1424 هـ.

(2)

(ص 651 - 652)، وانظر:(ص 13، 189، 467، 601، 647، 652).

ص: 91

6 -

العلامة محمود شكري بن عبد الله الألوسي السلفي الحنفي

(1)

حيث قال: "ما ذكره ابن حجر المكي في فتاواه عن الشيخ: منه ما هو كذب وزور وبهتان منه عليه، كنسبة القول بالجسمية والجهة، وعدم تحريف التوراة والإنجيل ونحو ذلك، وكتب الشيخ المثبوتة في العلم كلها تصرح بضد ذلك، وجميع كتبه مصرحة بنفي الجهة والجسمية، وشطر من كتابه الجواب الصحيح في إثبات تحريف الكتابيين لكتبهم، فأي ذي دين وإنصاف لم يكذب ابن حجر في قوله ويحكم عليه بأنه من الكاذبين، وأن الشيخ كان من المحققين، والمسائل الأخرى التي ادعى ابن حجر على الشيخ أنه خرق بها الإجماع كلها مما قال به السلف، وقام عليها الدليل الصحيح، وألف في اختياراته كتب مفصلة"

(2)

.

7 -

العلامة محمد رشيد رضا البغدادي المصوي

(3)

رحمه الله حيث قال: "ما عزاه ابن حجر الهيتمي إلى ابن تيمية من القول بأن الرب تعالى محل للحوادث، وأن القرآن محدث، وأن العالم قديم بالنوع، ومن القول بالجسمية والجهة، وبأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا جاه له كل ذلك مكذوب على ابن تيمية، وكتبه الكثيرة مصرحة بخلاف ذلك، ولم نرَ في كتب أحد من علماء الإسلام مثل ما رأينا في كتبه من الدلائل والبراهين على نفي هذه

(1)

هو محمود شكري بن عبد الله بن محمود الخطيب، البغدادي، الحسيني، المشهور بأبي المعالي الألوسي، سلفي حنفي، من مؤلفاته: غاية الأماني في الرد على النبهاني، فتح المنان تتمة منهاج التأسيس رد صلح الإخوان، صب العذاب على من سب الأصحاب وغيرها، توفي سنة 1342 هـ.

انظر: الأعلام (7/ 172)، معجم المؤلفين (3/ 810).

(2)

غاية الأماني في الرد على النبهاني (2/ 50).

(3)

هو محمد رشيد بن علي رضا، البغدادي، المصري، سلفي في الجملة، له عناية بنشر السنة وعقيدة السلف، من مؤلفاته: تفسير المنار، والوحي المحمدي، والخلافة وغيرها، توفي سنة 1354 هـ.

انظر: الأعلام (6/ 361)، معجم المؤلفين (9/ 310).

ص: 92

الأباطيل وتفنيدها. فإما أن يكون ابن حجر قد سمع تلك المطاعن من بعض الكاذبين فصدقها - وهو المرجح عندنا - وإما أن يكون هو الذي افتجر ذلك عليه وهو ما لا نظنه في مثله، وإما أن يكون ذلك مدسوسًا على ابن حجر، وقد دس المفسدون كثيرًا في الكتب

ومهما كان سبب تلك المطاعن فهي لا قيمة لها مع استفاضة كتب الرجل بخلافها، وقد طبع الكثير منها ولله الحمد

وكلام ابن حجر في ابن تيمية معارض بكلام من هو أعلم منه بالرجال وبما قيل فيهم كسميّه الحافظ ابن حجر العسقلاني

(1)

وهو شيخ شيوخه وأعلمهم بالرجال، فانظروا ماذا قال في ابن تيمية في كتابه طبقات الحفاظ وغيره من كتبه. وبمثل قوله فيه وثنائه عليه واعترافه له بمشيخة الإسلام قال: وأثنى واعترف أكابر الحفاظ في عصره وبعد عصره وشهدوا له بالاجتهاد المطلق.

وكتب ابن تيمية أكبر شهادة من كل أولئك العلماء على كون الرجل وصل إلى رتبة الاجتهاد المطلق، وقصارى ابن حجر أنه في رتبة المرجحين في فقه الشافعية"

(2)

.

8 -

العلامة محمد بن حسين بن سليمان الفقيه المالكي

(3)

رحمه الله حيث قال: "وأما ما عوى به ابن حجر المكي في كتابه الجوهر المنظم، وشرحه لـ مناسك النووي، وكتابه الفتاوى الحديثية من التشنيع والحط على شيخ

(1)

هو أحمد بن علي بن محمد بن حجر الكناني، العسقلاني، الشافعي، شهاب الدين، أبو الفضل، أحد أعلام المحدثين المتاخرين، من مؤلفاته: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، تهذيب التهذيب، التلخيص الحبير، توفي سنة 852 هـ.

انظر: الضوء اللامع (2/ 36)، شذرات الذهب (7/ 270).

(2)

فتاوى الإمام محمد رشيد رضا (3/ 824 - 825).

(3)

هو محمد بن حسين بن سليمان بن إبراهيم الفقيه، سلفي مالكي، من مؤلفاته: الكشف المبدي لتمويه أبي الحسن السبكي تكملة الصارم المنكي، توفي سنة 1355 هـ.

انظر: ترجمته أوائل كتابه الكشف المبدي (ص 19).

ص: 93

الإسلام ابن تيمية فقد رأينا أولًا أن نطوي الكشح ونلوي عنان القلم عما نبح به؛ لأنه أشبه بكلام الرافضة في حق الشيخين أبي بكر وعمر، وأين ابن حجر من شيخ الإسلام حتى يُقبل طعنه فيه، فلو وزنا بينه وبين شيخ الإسلام وجدنا الفرق كما بين السماء والأرض، وكما بين الثريا والثرى، وكما بين حب اللؤلؤ والذرة، ولكن لما رأينا بعض الناس الجاهلين الأغبياء قد قلَّدُوا ابن حجر في هذيانه، رأينا أن نكتم على بعض قاله في حق هذا الإمام فنقول:

أولًا: أما طعن ابن حجر على شيخ الإسلام فهو معارض بمدح الأئمة الأعلام، الذين عاصروا شيخ الإسلام

وغيرهم من المتقدمين قبل ابن حجر المكي، وأما في زمننا وقبله فخلق لا يحصون

ثانيًا: أن ابن حجر لم يعز ما قاله إلى كتاب من كتب شيخ الإسلام، والذي يظهر لي أنه ما رأى منها كتابًا واحدًا، وإلا لو رأى لاستحيى من الله أن يقول ما قال، اللهم إلا أن يكون قد غلب عليه التعصب والعناد، وهل يليق برجل ينتسب إلى العلم يستحل الخوض في أعراض أئمة الهدى من غير أن يعزي ما قاله إلى كتاب من كتبهم، بل كُتبهم على خلاف ما قال هذا المفتري.

ثالثًا: أن ابن حجر وأمثاله ممن طعن في شيخ الإسلام لا يقبل طعنهم فيه؛ لأنَّهم جاهلون بشهادتهم على أنفسهم أنهم مُقَلِّدُون مُحَرِّمُون على أنفسهم وعلى الناس الاستهداء بالكتاب والسنة مُقرُّون على أنفسهم أنهم لا يفهمون معاني الكتاب والسنة، ولا قدرة لهم على استنباط الأحكام من الأدلة. وأما شيخ الإسلام فقد شهد له بالاجتهاد المطلق، وأنَّ شروط الاجتهاد، قد توفرت فيه واستجمعها سبعون مجتهدًا في زمانه، فكيف يليق بالجاهل العاجز عن فهم النصوص أن يطعن في عرض إمام مجتهد، كُتُبُه تشهد له بالفضل الذي لم يشاركه فيه إلا القليل من الناس، وما لك يا ابن حجر وما لهذا الإمام أشفق على نفسك وأرحها من العناء فشيخ الإسلام

ص: 94

لا يحط من قدره ما هذيت به

"

(1)

.

وبعد: فما سبق طرف من كلام أهل العلم رحمهم الله في المحاكمة بين العلامة أحمد بن حجر الهيتمي - عفا الله عنه - وبين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم - رحمهما الله - على وجه الإجمال، وأما تفصيل الكلام في المسائل المختلف فيها بينهم فقد أوسعها بحثًا العلامة نعمان خير الدين الألوسي رحمه الله في كتابه المشهور جلاء العينين في محاكمة الأحمدين، ومن أحيل على مليء فليحتل.

* * *

(1)

الكشف المبدي (ص 224 - 226).

ص: 95