الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النقاش، عن أحمد بن يحيى الحضرمي، عن محمد بن يحيى الزهراني، عن عبد الوهاب بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنهما به.
قال ابن الجوزي: "موضوع بلا شك: النقاش ليس بثقة، وأحمد بن يحيى ومحمد بن يحيى مجهولان
…
وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتت بالأبواء بين مكة والمدينة، وليست بالحجون"
(1)
.
والحديث ذكره عامة من ألف في الموضوعات والأحاديث المشتهرة
(2)
.
ب - حديث: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه، فأحياهما له وآمنابه".
ذكره السهيلي فقال: "ورُوي حديث غريب لعله أن يصح، وجدته بخط جدي
…
بسند فيه مجهولون، ذكر أنه نقله من كتاب انتسخ من كتاب مُعوِّذ بن داود بن معوذ الزاهد يرفعه إلى ابن أبي الزناد عن عروة، عن عائشة رضي الله عنهما
…
"
(3)
فذكره.
والحديث ظاهر البطلان؛ إذ ليس له إسناد يثبت، فضلًا عما ذكره السهيلي من جهالة بعض رواته.
5 - اختصاصه صلى الله عليه وسلم بجواز رؤيته يقظة بعد وفاته:
سئل ابن حجر رحمه الله هل تمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة؟
فأجاب بقوله: "أنكر ذلك جماعة، وجوَّزه آخرون وهو الحق
…
استُدل:
بحديث البخاري: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة" أي: بعيني
(1)
الموضوعات (1/ 283 - 284).
(2)
انظر: الموضوعات لابن الجوزي (1/ 283 - 284)، اللآلئ المصنوعة (1/ 266)، تنزيه الشريعة لابن عراق (1/ 332)، كشف الخفاء (1/ 61).
(3)
الروض الأنف (1/ 194).
رأسه، وقيل: بعين قلبه، واحتمال إرادة القيامة بعيد من لفظ اليقظة، على أنه لا فائدة في التقييد حينئذ لأن أمته كلهم يرونه يوم القيامة من رآه في المنام ومن لم يره في المنام
…
والحكايات في ذلك عن أولياء الله كثيرة جدًّا، ولا ينكر ذلك إلا معاند أو محروم.
وأكثر ما تقع رؤيته صلى الله عليه وسلم بالقلب ثم بالبصر لكنها به ليست كالرؤية المتعارفة وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني فلا يدرك حقيقته إلا من باشره كذا قيل، ويحتمل أن المراد الرؤية المتعارفة بأن يرى ذاته طائفة في العالم أو تنكشف الحجب له بينه وبين النبي وهو في قبره فينظره حيًّا فيه رؤية حقيقية إذ لا استحالة، لكن الغالب أن الرؤية إنما هي لمثاله لا لذاته
…
"
(1)
.
التقويم:
ما ذكره ابن حجر- غفر الله له - من جواز رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة بعد وفاته قرره جماعة من الصوفية
(2)
، وهو باطل من وجوه:
الأول: أن القول بذلك معارض بالأدلة النقلية والعقلية والحسية الدالة على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرد على ذلك حياته في قبره إذ حياته فيه حياة برزخية
(3)
.
الثاني: أن رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة بعد وفاته لو كانت ممكنة، لكان أولى الناس بها أصحابه صلى الله عليه وسلم، ولا سيما مع قيام المقتضي لهذه الرؤية، فإنه قد جرى بين الصحابة من النزاع في كثير من المسائل ما يستدعي ظهوره لهم
(1)
الفتاوى الحديثية (ص 392 - 394)، وانظر:(ص 382، 391)، أشرف الوسائل (ص 599)، المنح المكية (2/ 693).
(2)
انظر: بهجة النفوس لابن أبي جمرة (4/ 237)، الحاوي (2/ 255)، طبقات الصوفية الكبرى للشعراني (2/ 69).
(3)
انظر: حياة الأنبياء بعد وفاتهم (ص 32 - 49). توضيح المقاصد لابن عيسى (2/ 160 - 171)، الصواعق المرسلة الشهابية لابن سحمان (98 - 101)، شرح الكافية الشافية لهراس (1/ 402).
وفصله بينهم
(1)
.
الثالث: أن القول بذلك يلزم منه لوازم باطلة، منها: القول باستمرار التشريع، وأن يخلو القبر من جسده صلى الله عليه وسلم فيزار مجرد القبر ويسلم على غائب، وأن يكون من رآه صحابيًّا وغيرها
(2)
.
الرابع: أن القائلين بذلك اضطربوا في رؤيته صلى الله عليه وسلم هل هي رؤية لذاته على الحقيقة أو رؤية مثال لها، وهل تكون بالقلب أو بالبصر
(3)
، وهذا الاضطراب كاف لرد القول بجواز رؤيته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يقظه؛ إذ الرؤية أمر محسوس والاختلاف فيها على هذا الوجه يدل على عدم تحققها.
الخامس: أن القائلين بذلك - ومنهم ابن حجر- لم يذكروا على قولهم هذا دليلًا يُعتمد عليه، وما ذكره ابن حجر أمران:
1 -
حديث: "من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة":
والحديث أخرجه البخاري من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن محمد بن شهاب الزهري، عن أبي هريرة رضي الله عنه به
(4)
.
والجواب عنه من وجهين:
أ- أن أهل العلم اختلفوا في المراد بالحديث على أقوال
(5)
، أصحها أن المراد به التشبيه والتمثيل، ويدل لذلك روايات الحديث الأخرى فقد رواه بقية أصحاب الزهري بلفظ:"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان بي"
(6)
.
ب - أن حمل الحديث على رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة بعد وفاته وإن كان أحد
(1)
انظر: مجموع الفتاوى (7/ 392 - 393).
(2)
انظر: فتح الباري (12/ 401 - 402).
(3)
انظر: أقوالهم في الحاوي (2/ 263).
(4)
انظر: صحيح البخاري، كتاب التعبير، باب من رأي النبي صلى الله عليه وسلم في المنام (4/ 2190) برقم (6993).
(5)
انظر: شرح صحيح مسلم (15/ 24)، فتح الباري (12/ 385).
(6)
أخرجها مسلم، كتاب الرؤيا، باب قول النبي عليه الصلاة والسلام:"من رآني في المنام فقد رآني"(4/ 1775) برقم (2266).