الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضها الآخر بلفظ (اللهم)
(1)
، ولا خلاف أن لفظة (اللهم) معناها: يا الله
(2)
.
2 -
أن القول بذلك هو المأثور عن بعض السلف رضي الله عنهم وهو قول جمهور العلماء -كما تقدم-.
3 -
أن لهذا الاسم من الخصائص والمزايا المعنوية واللفظية ما لا يوجد في غيره، كاختصاص الله به حيث لم يطلق على غيره سبحانه، وكونه الأصل في أسمائه وسائر الأسماء مضافة إليه، وتكراره في القرآن الكريم أكثر من غيره، وغيرها
(3)
.
رابعًا: شرحه لبعض أسماء الله الحسنى:
عرض ابن حجر رحمه الله لشرح بعض الأسماء الحسنى التي ورد ذكرها في الأحاديث التي شرحها أو المتون التي علق عليها، ولما كان شرحه مقتضبًا يناسب سبب ورودها من جهة، والغالب عليه في شرحه بيان المعنى اللغوي للاسم فقط من جهة أخرى؛ رأيت سياق كلامه عليها جملة، ثم التعقيب عليها إجمالًا.
وفيما يلي بيان آرائه فيما ساقه من الأسماء الحسنى:
1 -
الإله، الله:"الله علم على الذات الواجب الوجود لذاته المستحق لجميع الكمالات، وأصله الإله: وهو اسم جنس لكل معبود، ثم استعمل في المعبود بحق"
(4)
.
2 -
البر: "البر أي: المحسن كما يدل عليه اشتقاقه من البر بسائر مواده لأنها ترجع إلى الإحسان كبر في يمينه أي: صدق؛ لأن الصدق
(1)
انظر: شرح مشكل الآثار (1/ 161 - 165).
(2)
انظر: جلاء الأفهام لابن القيم (ص 109).
(3)
انظر: شأن الدعاء (ص 25)، مدارج السالكين (1/ 30 - 33)، وللاستزادة: اسم الله الأعظم للدميجي (130 - 137)، أسماء الله الحسنى للغصن (ص 90 - 98).
(4)
فتح الجواد (1/ 7)، وانظر: المنهاج القويم (ص 7)، الفتح المبين (ص 6)، تحفة المحتاج (1/ 9)، الإيعاب (1/ 5)، البدائع الجليلة (ص 5).
إحسان في ذاته ويلزمه الإحسان للغير، وأبر الله حجه أي: قبله؛ لأن القبول إحسان وزيادة، وأبر فلان على أصحابه أي: أعلاهم؛ لأنه غالبًا ينشأ عن الإحسان لهم
…
"
(1)
.
3 -
الجواد: "الجواد بالتخفيف أي: كثير الجود أي: العطاء"
(2)
.
4 -
الحكيم: "الحكيم من أسمائه تعالى
…
هو الفاعل لما لا اعتراض لأحد عليه، لوضعه الفعل في محله"
(3)
.
5 -
الحميد: "الحميد: فعيل بمعنى محمود وأبلغ منه، وهو من جمع أكمل صفات الحمد، وقيل: بمعنى حامد لأفعال عباده"
(4)
.
6 -
الرحمن: "هو صفة في الأصل بمعنى كثير الرحمة جدًّا، ثم غلب على البالغ في الرحمة والإنعام"
(5)
.
7 -
الرحيم: "أي: ذو الرحمة الكثيرة فالرحمن أبلغ منه
…
وكلاهما مشتق من الرحمة وهي عطف وميل روحاني غايته الإنعام، فهي لاستحالتها في حقه مجاز إما عن نفس الإنعام
…
أو عن إرادته
…
"
(6)
.
8 -
السلام: "أي: السالم من كل ما لا يليق بجلال الربوبية وكمال الألوهية، أو المُسلِّم لعبيده من الآفات"
(7)
.
9 -
الصمد: "هو الذي لا جوف له، أو الذي يصمد إليه في الحوائج أي: يقصد، وقيل غير ذلك"
(8)
.
10 -
الغفار: "الستار لذنوب من أراد من عباده فلا يفضحه بالهتك في الدنيا ولا بالعذاب في الآخرة"
(9)
.
(1)
تحفة المحتاج (1/ 10).
(2)
المصدر السابق (1/ 10).
(3)
الإيعاب (1/ 18).
(4)
الدر المنضود (ص 98).
(5)
المنهاج القويم (ص 7)، وانظر: فتح الجواد (1/ 7)، الفتح المبين (ص 6)، تحفة المحتاج (1/ 9)، الإيعاب (1/ 7 - 9)، البدائع الجليلة (ص 6)، العمدة شرح البردة (ص 448).
(6)
المنهاج القويم (ص 7)، وانظر: المصادر السابقة.
(7)
تحفة المحتاج (2/ 29)، وانظر: حاشية الإيضاح (ص 7).
(8)
حاشية الإيضاح (ص 7).
(9)
فتح المبين (ص 16)، وانظر: تحفة المحتاج (1/ 13).
11 -
القهار: "الغالب الذي لا يغلب والقوي الذي لا يضعف، مأخوذ من قهره غلبه وأقهرته وجدته مقهورًا، والقُهرة بالضم الاضطرار"
(1)
.
12 -
الكريم: "فسر بأنه الذي عم عطاؤه جميع خلقه بلا سبب منهم، وتفسيره بالعفو أو العلي بعيد"
(2)
.
13 -
المجيد: "المجيد من المجد، وهو الكرم؛ فهو بمعنى ماجد، أي: كريم"
(3)
.
14 -
الوهاب: "أي: كثير التفضيل على عباده المؤمنين بما وهبه لهم بما لا يقابل بعمل لعجزه وإن جلَّ عن أن يقابله"
(4)
.
ويرى ابن حجر أن أسماء الله الحسنى تفسر بمعانيها اللغوية المعلومة منها إلا "المستحيل معناها في حقه فالمراد بها غايتها"
(5)
.
التقويم:
الكلام في أسماء الله تعالى فرع عن الكلام في صفاته؛ إذ كل اسم متضمن لصفة دال عليها.
ولهذا وقع الخطأ في تفسير أسماء الله تعالى كما وقع في تفسير صفاته؛ إذ كل من عرض لتفسير الأسماء فسرها بما يتوافق مع قوله في الصفات.
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لذلك فقال: "الكلام في تفسير أسماء الله، وصفاته، وكلامه، فيه من الغث والسمين ما لا يحصيه إلا رب العالمين"
(6)
.
وما ذكره ابن حجر من أسماء الله الحسنى وفسره منها:
منه ما وافق فيه الحق والصواب كتفسيره الإله، والله، والبر،
(1)
فتح المبين (ص 16).
(2)
تحفة المحتاج (1/ 29)، وانظر: فتح المبين (ص 16)، الإيعاب (1/ 25).
(3)
الدر المنضود (ص 98).
(4)
الإيعاب (1/ 25).
(5)
المناج القويم (ص 7)، وانظر: تحفة المحتاج (1/ 10).
(6)
مجموع الفتاوى (6/ 388).
والجواد، والحكيم، والحميد، والسلام، والصمد، والغفار، والقهار، والكريم، والمجيد، والوهاب؛ حيث فسرها بمعانيها اللغوية المعلومة من لغة العرب.
ومنه ما خالف فيه الحق والصواب كتفسيره الرحمن، والرحيم؛ حيث فسرها بغايتها ولوازمها لا بمعانيها اللغوية المعلومة لها من لغة العرب.
وقوله هذا مبني على قوله في صفات الله فما كان من الأسماء دالًا على الصفات التي يثبتها أو لا يرى محظورًا في إثباتها فسرها بما يتوافق مع معانيها اللغوية، وما كان من الأسماء دالًا على الصفات التي ينفيها ويرى أن معانيها مما يستحيل على الله فسرها بغاياتها ولوازمها لا بمعانيها اللغوية.
وهو ما أشار إليه بقوله السابق- فيما نقلته عنه-: "وكذا سائر أسمائه تعالى المستحيل معناها في حقه المراد بها غايتها".
وابن حجر في قوله هذا مجانب للصواب مخالف للحق من وجوه:
1 -
أن تفسير أسماء الله بغاياتها دون معانيها تعطيل لها عن معانيها الثابتة لله تعالى واللائقة به سبحانه.
2 -
أن التفريق بين أسماء الله في تفسيرها تحكم، وهو تفريق بين المتماثلات؛ إذ الكل جاء إطلاقه على الله تعالى وهو سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم بما يليق به وبما يستحيل عليه.
3 -
أن قول ابن حجر بأن في أسماء الله تعالى ما يستحيل معناه على الله سبحانه قول باطل مبني على مذهبه في الصفات -وسيأتي بيانه والرد عليه مفصلًا- بما يغني عن تكراره.
* * *