الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد جرى ابن حجر - غفر الله له - على هذا في مواضع من كتبه، وحكى الإجماع في مسائل عدة، الإجماع فيها غير متحقق، أو منعقد على خلاف ما ذكر، منها:
أ - حكايته الإجماع على أن أول واجب على المكلف هو القصد إلى النظر، وزعمه أن ذلك مما لا خلاف فيه
(1)
.
ب - حكايته الإجماع على استحباب شد الرحال لمجرد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
.
ج - حكايته الإجماع على استحباب التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بطلب الدعاء منه، أو التوسل بذاته أو جاهه
(3)
.
د - حكايته الإجماع على أن ظواهر نصوص الصفات غير مرادة، والاتفاق على لزوم تأويلها
(4)
.
7 - استعماله المصطلحات البدعية، والألفاظ المجملة:
الألفاظ والمصطلحات هي طريق التعبير عن العلوم على اختلافها، وبها يحصل بيانها وتوضيحها.
وقد شغف المتكلمون على اختلافهم بإحداث المصطلحات البدعية، والتعبير بالألفاظ المجملة لترويج باطلهم والتشغيب بها على أهل الحق، حتى أصبح ذلك من سماتهم.
ولهذا يقول الإمام أحمد رحمه الله في وصفهم: "يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يُشَبِّهُون عليهم، نعوذ بالله من فتن المضلين"
(5)
.
وهذا الكلام المتشابه الذي يخدعون به جهال الناس يتضمن ما أحدثوه من المصطلحات البدعية والألفاظ المجملة التي عارضوا بها
(1)
انظر: (ص 109).
(2)
انظر: (ص 223).
(3)
انظر: (ص 256).
(4)
انظر: (ص 291).
(5)
الرد على الزنادقة والجهمية (ص 85).
نصوص الكتاب والسنة
(1)
.
وقد جرى ابن حجر - عفا الله عنه - على سبيلهم وسلك طريقهم في مواضع عديدة، حيث أطلق جملة من هذه المصطلحات والألفاظ وعارض بها دلائل الوحيين، منها:
أ - إطلاقه لفظ (الجسم) ومعارضته به النصوص الدالة على اتصاف الله تعالى بما يليق به من الصفات
(2)
.
ب - إطلاقه لفظ (الجهة) ومعارضته به النصوص الدالة على علو الله سبحانه وتعالى
(3)
.
ج - إطلاقه لفظي (الحركة) و (الانتقال) ومعارضته بها النصوص الدالة على نزوله عز وجل
(4)
.
د - إطلاقه ألفاظ (الحيز) و (المكان) و (الجهة) ومعارضته بها النصوص الدالة على رؤية الله تعالى في الجنة إلى جهة العلو
(5)
.
والحق الذي لا محيد عنه أن هذه الألفاظ ألفاظ مجملة، وهي ألفاظ اصطلاحية يراد بها معان متنوعة، ولم ترد في الكتاب والسنة لا بنفي ولا إثبات، فالمعارضة بها ليست معارضة بدلالة شرعية
(6)
.
والألفاظ من حيث هي قسمان:
الأول: ألفاظ وردت في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه يجب إثباتها والقول بما دلت عليه.
والثاني: ألفاظ لم ترد في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه لا تنفى ولا تثبت حتى يستفسر عن المراد بها، فإن تضمنت حقًّا أثبتت
(1)
انظر: درء التعارض (1/ 222)، بيان تلبيس الجهمية، تحقيق: حقي (1/ 382 - 383)، الصواعق المرسلة (3/ 929).
(2)
انظر: (ص 304، 340).
(3)
انظر: (ص 304).
(4)
انظر: (ص 340).
(5)
انظر: (ص 559).
(6)
انظر: مجموع الفتاوى (5/ 298 - 299)(6/ 36 - 37)، (13/ 112 - 114)(17/ 320)، بيان تلبيس الجهمية (2/ 499)، مختصر الصواعق المرسلة (2/ 257)، تنبيه ذوي الألباب السليمة لابن سحمان (ص 9، 10)، وللاستزادة: تغيير الدلالة الوضعية للألفاظ العقدية وأثره في علم العقيدة د. إبراهيم البريكان (ص 153).